في تطور سياسي هو الأبرز منذ اندلاع الحرب على غزة قبل نحو ثلاث سنوات، كشف مصدر فلسطيني أن حركة حماس وافقت مبدئيًا على تسليم سلاحها لهيئة مصرية فلسطينية مشتركة، في إطار المفاوضات غير المباشرة الجارية مع إسرائيل بمدينة شرم الشيخ المصرية، حسبما أفادت شبكة سكاي نيوز عربية.
ويأتي هذا التحول بعد أشهر من الجمود في المفاوضات، وسط جهود مصرية مكثفة لإقرار المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة.

تفاصيل الاتفاق المبدئي بين حماس وإسرائيل
قال المصدر الفلسطيني إن ملف سلاح حماس كان من أبرز نقاط الخلاف في المحاولات السابقة للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، لكنه شهد تقدمًا ملموسًا خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات.
ووفقًا للمصدر، فإن الحركة وافقت على تسليم أسلحتها إلى هيئة مشتركة تضم ممثلين مصريين وفلسطينيين، على أن تكون القاهرة الضامن الأساسي لعملية التسليم والإشراف الميداني على التنفيذ.
كما أشار المصدر إلى أن حماس أبدت استعدادها لسحب بعض قياداتها من قطاع غزة ممن ترغب إسرائيل والولايات المتحدة في استبعادهم عن أي دور سياسي أو أمني مستقبلي، شريطة حصولهم على ضمانات أميركية بعدم ملاحقتهم قضائيًا أو أمنيًا بعد مغادرتهم القطاع.
شروط حماس لوقف إطلاق النار
وأوضح المصدر أن الحركة قدمت حزمة من الشروط مقابل الدخول في المرحلة الأولى من خطة وقف الحرب، أبرزها:
وقف شامل لإطلاق النار من قبل إسرائيل.
تجميد حركة الطيران الإسرائيلي فوق غزة طوال فترة جمع الرهائن، والتي حددتها الحركة بمدة لا تتجاوز أسبوعًا.
الإفراج عن 48 رهينة إسرائيلية – بين أحياء وأموات – في إطار المرحلة الأولى من خطة ترامب.
وأكد المصدر أن هذه النقاط تُعد جزءًا من خطة التهدئة الشاملة التي يجري التفاوض عليها برعاية مصرية وبمشاركة أطراف إقليمية ودولية.

موقف حماس من الدور الدولي
وفيما يتعلق بترتيبات إدارة القطاع بعد الحرب، أوضح المصدر أن حماس رفضت بشكل قاطع تولي لجنة دولية انتقالية مسؤولية إدارة غزة، كما هو مقترح في خطة ترامب.
كما رفضت الحركة أن يكون رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير “حاكمًا” على القطاع، لكنها وافقت على أن يؤدي بلير دورًا رقابيًا “عن بُعد”، دون تدخل مباشر في شؤون الإدارة الميدانية أو الأمنية.
وكشف المصدر أن حماس وافقت على دخول قوات الأمن الفلسطينية التي تتدرب حاليًا في مصر والأردن إلى قطاع غزة، لتتولى مهام حفظ الأمن الداخلي والإشراف على المعابر.
وفي هذا السياق، يجري فريق ثانٍ من حماس مفاوضات موازية مع السلطة الفلسطينية لتشكيل لجنة إدارية تابعة للحكومة الفلسطينية، تتولى إدارة شؤون القطاع خلال المرحلة الانتقالية.
اقرأ أيضًا:
البيت الأبيض: محادثات تقنية في مصر حول خطة ترامب بمشاركة ويتكوف وكوشنر
الوفد المفاوض
يقود خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الوفد الرئيسي للمفاوضات عبر الوسطاء مع إسرائيل في شرم الشيخ، بينما يتابع فريق آخر المباحثات مع ممثلي السلطة الفلسطينية في رام الله والقاهرة، في محاولة للتوصل إلى صيغة توافقية لإدارة غزة بعد وقف الحرب.

تشير التطورات الأخيرة إلى تبدّل في مواقف حماس تجاه عدد من القضايا التي كانت تُعد خطوطًا حمراء، وعلى رأسها ملف السلاح وإدارة القطاع. وبينما تواصل القاهرة جهودها لضمان التوصل إلى اتفاق شامل، يبقى نجاح المرحلة الأولى من خطة ترامب لوقف حرب غزة مرهونًا بمدى التزام الأطراف كافة بتنفيذ التعهدات المعلنة، وسط ترقب إقليمي ودولي لما ستسفر عنه مفاوضات شرم الشيخ خلال الأيام المقبلة.