دعت مصر ألمانيا إلى ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لإنهاء القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محذّرة من خطورة السياسات الاستيطانية الإسرائيلية التي تهدد مستقبل إقامة الدولة الفلسطينية.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي، أجراه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الألماني يوهان فاديفول، مساء الثلاثاء، في إطار التشاور الدوري بين الوزيرين حول أبرز الملفات الإقليمية.
اقرأ أيضًا
ترامب يقود مباحثات موسعة حول غزة والأزمات الإقليمية
تفاقم الوضع الإنساني في غزة
وبحسب بيان وزارة الخارجية المصرية، ناقش الوزيران التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية في القطاع، حيث أكد عبد العاطي أن الأزمة وصلت إلى مستوى “المجاعة”، مشدداً على أن المجتمع الدولي مطالب بتحمّل مسؤولياته لوقف الجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية.
مقترح مصري لوقف إطلاق النار
وخلال الاتصال، استعرض الوزير المصري تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار المطروح، موضحاً أنه قابل للتطبيق ويشمل:
-
وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً.
-
إطلاق سراح عدد من الرهائن والأسرى.
-
ضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع.
كما أعرب عبد العاطي عن تطلع القاهرة إلى أن يتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات ملموسة خلال اجتماع وزراء خارجيته غير الرسمي المقبل في الدنمارك، لدفع إسرائيل لاحترام القانون الدولي.
الملف النووي الإيراني على طاولة البحث
إلى جانب ذلك، تناول الاتصال تطورات الملف النووي الإيراني، حيث أكد الوزير المصري أهمية استئناف المسار التفاوضي بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، مشدداً على ضرورة استعادة التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لتفادي مزيد من التوتر.
تأتي الدعوة المصرية في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من أن أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون أوضاعاً “غير مسبوقة” جراء الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أشهر، مع نفاد الإمدادات الأساسية من الغذاء والدواء والوقود.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، شنّت إسرائيل حملة عسكرية واسعة ضد غزة أسفرت عن عشرات الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح، إضافة إلى نزوح داخلي واسع النطاق، بينما تواصل السلطات الإسرائيلية فرض قيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية.
أما على الصعيد السياسي، فتسعى القاهرة إلى لعب دور محوري كوسيط رئيسي بين الأطراف، مستندة إلى علاقاتها مع كل من تل أبيب والفصائل الفلسطينية، فضلاً عن تنسيقها المستمر مع واشنطن والاتحاد الأوروبي.
ويأتي مقترحها الأخير لوقف إطلاق النار كجزء من جهودها المتواصلة لتهدئة الصراع، بالتوازي مع تحركات إقليمية ودولية لدفع إسرائيل نحو احترام القانون الدولي والإنساني.