أكد وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور عبد العاطي، أن بلاده تعول على الدور الأمريكي، وبالأخص على جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في دفع مسار التسوية ووقف الحرب الدامية الدائرة في قطاع غزة.

وأوضح الوزير أن مصر ترى أن إنهاء النزاع الحالي لا يقتصر على وقف إطلاق النار فقط، بل يشمل أيضًا ضمان تدفق المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني، إلى جانب إطلاق عملية إعادة إعمار شاملة تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم وصمودهم أمام محاولات التهجير.
اقرأ أيضًا
ملك إسبانيا يدعو لوقف القتل في غزة ويدعم حل الدولتين أمام الأمم المتحدة
لقاء مصري – أمريكي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة
جاءت تصريحات الوزير خلال لقائه يوم الأربعاء مع ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
اللقاء تناول بصورة معمقة تطورات الوضع الميداني في غزة، وكيفية البناء على نتائج القمة العربية الإسلامية – الأمريكية التي انعقدت يوم الثلاثاء الماضي، والتي جمعت قادة من العالم العربي والإسلامي إلى جانب الولايات المتحدة بهدف البحث عن حلول عملية للأزمة.
محادثات متعددة الأطراف من أجل وقف مستدام لإطلاق النار
وبحسب ما تم تداوله في اللقاء، فإن الهدف الأساسي هو الوصول إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، يضمن وضع حد للعمليات العسكرية التي أوقعت آلاف الضحايا المدنيين. كما جرى التأكيد على ضرورة إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين من الجانبين، باعتبارها خطوة إنسانية أساسية لإعادة بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة.
الأزمة الإنسانية في قلب الأولويات
أحد المحاور الرئيسية للنقاش كان الوضع الإنساني المتدهور داخل قطاع غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود، إلى جانب انهيار البنية التحتية.
وأكد الوزير عبد العاطي أن مصر تواصل فتح معابرها وإرسال المساعدات، لكنها ترى أن الحل الجذري يكمن في التزام المجتمع الدولي بمسؤولياته، وضمان دخول المساعدات بشكل منظم وكافٍ تحت إشراف دولي، بما يحفظ حياة المدنيين ويحد من تفاقم المعاناة.
نحو تحرك دولي منسق
واختتم اللقاء بالتشديد على أن المرحلة المقبلة تتطلب تنسيقًا دوليًا موسعًا، يشارك فيه الأطراف الإقليمية والدولية كافة، بهدف وضع خريطة طريق واضحة نحو إعمار غزة، وإطلاق عملية سياسية شاملة تعيد الأمل للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.