نبّه المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، إلى أن الأطفال الذين يعانون من أشد مستويات الجوع في قطاع غزة، باتوا مهددين بالموت في حال لم تصل إليهم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وسريع.
جاء ذلك في بيان رسمي صدر اليوم الجمعة، نقله الإعلام الرسمي الفلسطيني (وفا)، حيث سلّط لازاريني الضوء على التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية في القطاع، ولا سيما في شمال غزة، حيث تتفاقم معاناة المدنيين بشكل خاص.

شمال غزة: مركز الأزمة الإنسانية
وأوضح لازاريني أن مستويات الجوع بلغت ذروتها في المناطق الشمالية من القطاع، لاسيما في مدينة غزة، التي لا تزال تأوي ما يُقدّر بنحو مليون نسمة رغم الدمار والحصار المستمر منذ شهور.
وأشار إلى أن الوضع الإنساني هناك يزداد سوءًا، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى غياب الرعاية الصحية الكافية، وأضاف أن الوصول الإنساني إلى هذه المناطق لا يزال محدودًا للغاية، ما يجعل فرص النجاة ضئيلة، خاصة للأطفال.
تضاعف حالات سوء التغذية الحاد
وذكر المفوّض العام أن بيانات “الأونروا” تشير إلى ارتفاع مقلق في أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، حيث سجلت العيادات والمراكز الصحية التابعة للوكالة زيادة بمعدل ستة أضعاف في هذه الحالات منذ مارس الماضي، في مؤشر خطير على تفاقم الأزمة الغذائية.
وأضاف: “إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية وفعالة، فإن مزيدًا من الأطفال سيواجهون مصيرًا مأساويًا، وقد يحكم عليهم بالموت جوعًا”.
تحذير من مجاعة وشيكة
وأكد لازاريني أن تقييمًا شاملاً لحجم الجوع في قطاع غزة سيتم نشره قريبًا، ما سيسلط الضوء بشكل أوضح على عمق الأزمة التي يعيشها السكان تحت الحصار، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لتوفير المساعدات دون تأخير.
وشدّد على أن “الفلسطينيين في غزة يموتون جوعًا بالفعل، وإذا استمرت الأوضاع على هذا النحو، فإن عدد الضحايا سيزداد بلا شك”.
اقرأ أيضًا:
روسيا تعزز قوتها الجوية بتسليم دفعة جديدة من مقاتلات “سو-35 إس” المتطورة
دعوات عاجلة للتحرك الدولي
وفي ختام بيانه، وجّه المسؤول الأممي نداءً إنسانيًا عاجلًا إلى الدول المانحة والمؤسسات الدولية، طالب فيه برفع القيود المفروضة على دخول المساعدات، وضمان الوصول الآمن والدائم للمواد الغذائية والدوائية إلى جميع مناطق قطاع غزة، خاصة تلك التي تعاني من الانقطاع التام.
وقال لازاريني: “المأساة في غزة ليست كارثة طبيعية، بل نتيجة مباشرة للحصار والنزاع، لا يجب أن يُترك الأطفال للموت في صمت”.
يُعاني قطاع غزة من حصار خانق منذ أكثر من 10 أشهر، في ظل العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر الماضي، ما أدى إلى انهيار البنية التحتية، وانعدام الأمن الغذائي، ونزوح جماعي للسكان، إلى جانب عجز تام في النظام الصحي.