أعادت التوترات المتصاعدة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى الواجهة الفوارق الكبيرة بين القدرات العسكرية لـ الولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا، بحسب تقرير مطوّل نشرته مجلة نيوزويك الأميركية الأحد.
التصعيد الأخير جاء بعدما هدد ترامب بإسقاط أي طائرات ترسلها كراكاس إذا اعتُبرت تهديدًا، في حين اتهمت وزارة الدفاع الأميركية فنزويلا بتنفيذ عمل “استفزازي للغاية” بعد نشر طائرات عسكرية قرب سفينة أميركية في المياه الدولية.
الولايات المتحدة تعزز وجودها العسكري في الكاريبي
في خضم التوتر، أرسلت الولايات المتحدة سفنًا حربية وأصولًا عسكرية إضافية إلى منطقة الكاريبي. وأعلن البنتاغون عن نشر 10 مقاتلات من طراز F-35 في بورتوريكو ضمن عمليات مكافحة المخدرات، إلى جانب تعزيز قوات مشاة البحرية الأميركية في نطاق قيادة المنطقة الجنوبية بسفن هجومية برمائية من طراز “إيوو جيما”، والطراد “يو إس إس ليك إيري”، والمدمرات “جيسون دونام”، “غرافيلي” و”سامبسون”.

كما أعلن ترامب استهداف زورق مرتبط بعصابة فنزويلية تُعرف باسم “ترين دي أراغوا” (TdA)، والمصنفة أميركيًا كمنظمة “إرهابية أجنبية”، معتبرًا أن هذه الخطوة رسالة مباشرة لحكومة مادورو.
الفوارق في القدرات الجوية والبحرية
وفق بيانات نيوزويك:
الولايات المتحدة: تمتلك أكثر من 13 ألف طائرة عسكرية متطورة.
فنزويلا: لا يتجاوز عدد أسطولها الجوي 229 طائرة، تشمل مقاتلات روسية من طراز “سو-30″، وطائرات مسيّرة إيرانية، إضافة إلى مقاتلات أميركية قديمة من طراز “إف-16” تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي.
بين عامي 2006 و2011، اشترت كراكاس من موسكو 23 مقاتلة، 8 مروحيات، 12 بطارية دفاع جوي، و44 منظومة صواريخ أرض-جو، لكنها لم تطور تدريبات متكاملة تسمح بدمج هذه القدرات، وفقًا للخبير إيفان إيليس من جامعة الحرب الأميركية.
الفوارق في الإنفاق العسكري
الولايات المتحدة: إنفاق عسكري ضخم يصل إلى 895 مليار دولار (بحسب “غلوبال فاير باور”).
فنزويلا: لا يتجاوز 4 مليارات دولار عام 2023، بعد أن كان 6.2 مليارات قبل عقد، وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

هذه الأرقام تعكس فجوة هائلة تجعل القدرات الفنزويلية محدودة للغاية مقارنة بالآلة العسكرية الأميركية.
القوى البشرية
فنزويلا: يتحدث مادورو عن “قوة شعبية” تضم 8 ملايين شخص، لكن التقديرات الواقعية تشير إلى نحو 123 ألف جندي فقط مع احتياط محدود، يواجهون ضعفًا في المعنويات وارتفاع نسب الانشقاق.
الولايات المتحدة: أكثر من مليوني عسكري نشط واحتياطي، مع خبرة قتالية ممتدة من الشرق الأوسط إلى آسيا.
مقارنة بين القدرات العسكرية لـ الولايات المتحدة وفنزويلا
المجال | الولايات المتحدة 🇺🇸 | فنزويلا 🇻🇪 |
القوات الجوية | +13,000 طائرة عسكرية | 229 طائرة فقط (سو-30، إف-16 قديمة، مسيّرات إيرانية) |
الإنفاق العسكري | 895 مليار دولار (2023) | 4 مليارات دولار (2023) |
القوى البشرية | +2 مليون (نشط + احتياطي) | 123 ألف فقط مع احتياط محدود |
التسليح البحري | أسطول ضخم يضم حاملات طائرات ومدمرات نووية | قدرات بحرية محدودة جدًا |
الخبرة القتالية | حروب ممتدة من الشرق الأوسط حتى آسيا | تدريب محدود وارتفاع نسب الانشقاق |

اتهامات أميركية ودفاع فنزويلي
بينما تنفي كراكاس تورطها في تهريب المخدرات، تواصل إدارة ترامب اتهام حكومة مادورو بدعم العصابات الإجرامية. وتشير تقارير إلى أن واشنطن تدرس خيارات لشن ضربات إضافية داخل الأراضي الفنزويلية ضد مواقع يُشتبه في ارتباطها بهذه العصابات، وفق ما نقلته شبكة سي إن إن عن مصادر عسكرية أميركية.
اقرأ أيضًا:
أكبر هجوم جوي روسي منذ بدء الحرب.. غارات غير مسبوقة تحرق مقر الحكومة الأوكرانية
تُظهر المقارنة بين القدرات العسكرية الأميركية والفنزويلية اختلالًا هائلًا في موازين القوة، سواء من حيث العتاد أو التمويل أو القوى البشرية. وبينما تواصل واشنطن تعزيز وجودها في الكاريبي لمواجهة ما تصفه بـ”التهديدات الفنزويلية”، يبدو أن أي مواجهة مباشرة ستكشف محدودية القدرات الفنزويلية أمام التفوق الأميركي الساحق.