شهدت مدينة تيلبرغ الهولندية عطلة نهاية الأسبوع احتشاد آلاف الأشخاص من أصحاب الشعر الأحمر القادمين من مختلف أنحاء العالم، وذلك في إطار فعاليات مهرجان الشعر الأحمر 2025، وهو أكبر تجمع عالمي للاحتفال بخصوصية وجمال الشعر الأحمر الطبيعي.
ويهدف مهرجان الشعر الأحمر، الذي يُقام سنوياً منذ عشرين عاماً، إلى تعزيز التواصل بين أصحاب الشعر الأحمر، ونشر الفخر والانتماء لمجتمعهم، بالإضافة إلى لفت الأنظار إلى هذه الفئة النادرة التي لا تتجاوز نسبتها 1-2% من سكان العالم.

مشاركة عالمية في مهرجان الشعر الأحمر
أعلن المنظمون أن نسخة هذا العام جذبت مشاركين من أكثر من 80 دولة، ما يعكس الشعبية المتزايدة للمهرجان الذي أصبح حدثاً ثقافياً وسياحياً بارزاً في هولندا.
وتنوع برنامج المهرجان بين العروض الموسيقية والحفلات والأنشطة الترفيهية، إضافة إلى ألعاب وفعاليات مبتكرة تستهدف جميع الفئات العمرية. كما وفّر المنظمون موقعاً مخصصاً للتخييم، ما أتاح للزوار الإقامة في أجواء احتفالية ممتدة على مدار اليومين.
مؤسس المهرجان: “الرابطة الأسرية تبدأ من لون الشعر”
في تصريحات لصحيفة ألغمينه داغبلاد الهولندية، قال مؤسس المهرجان ومديره بارت روفتهورست: “إنك تبدو مشابهاً للآخرين هنا، لذلك تشعر بنوع من الرابطة الأسرية. لكن الأمر يتجاوز اللون، فهناك أيضاً التجارب المشتركة التي عاشها أصحاب الشعر الأحمر في طفولتهم، مثل التميز أو الاختلاف في المجتمع، خاصة في بلدان نادراً ما يُرى فيها شعر أحمر طبيعي مثل المكسيك”.
حدث مجاني ومفتوح للجميع
بحسب وكالة أسوشيتد برس، فإن مهرجان الشعر الأحمر مجاني ومفتوح للجميع، إلا أن فعالياته تركز بشكل أساسي على أصحاب الشعر الأحمر الطبيعي.
وكانت نسخة عام 2013 قد دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد تسجيل أكبر صورة جماعية للأشخاص ذوي الشعر الأحمر، حيث شارك فيها 1672 شخصاً.
وتعود بدايات المهرجان إلى عام 2005 عندما أطلق الفنان الهولندي بارت روفتهورست دعوة عبر صحيفة محلية لـ15 عارضة أزياء من ذوات الشعر الأحمر للمشاركة في مشروع فني. لكن الاستجابة تجاوزت توقعاته بعشرة أضعاف، حيث شارك أكثر من 150 شخصاً، مما دفعه إلى تنظيم لقاء سنوي مماثل.
اقرأ أيضًا:
بحر الجليل التوراتي يتحول للون الأحمر ومخاوف حول “نهاية العالم”
ومع مرور السنوات، تطورت المبادرة لتصبح مهرجاناً سنوياً عالمياً يمتد لعدة أيام، يجذب آلاف المشاركين والسياح، ويضع مدينة تيلبرغ على خريطة المهرجانات الدولية المميزة.
مهرجان يعزز السياحة والهوية الثقافية
لا يقتصر مهرجان الشعر الأحمر على الجانب الترفيهي فحسب، بل يساهم أيضاً في تنشيط السياحة المحلية والاقتصاد في هولندا، إذ يستقطب زواراً من مختلف دول العالم، كما يعزز الوعي الثقافي والاجتماعي حول خصوصية أصحاب الشعر الأحمر.
ويُتوقع أن يواصل المهرجان في نسخه المقبلة استقطاب أعداد متزايدة من المشاركين، خاصة مع تزايد التغطية الإعلامية العالمية والاهتمام بالفئات النادرة والمميزة.