يتأهب منتخبا السعودية والعراق لخوض مواجهة مصيرية مساء الثلاثاء على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة، ضمن المرحلة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقرر إقامته في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وتكتسب المباراة طابعًا ناريًا وحاسمًا، إذ يبحث المنتخبان عن بطاقة التأهل المباشر إلى المونديال، في لقاء يُنتظر أن يشهد إثارة كبيرة على المستطيل الأخضر.
وكان المنتخب السعودي قد قلب تأخره أمام إندونيسيا ليحقق فوزًا مثيرًا بنتيجة 3-2 بفضل ثنائية فراس البريكان وهدف صالح أبو الشامات، في حين نجح المنتخب العراقي في تحقيق فوز صعب ومتأخر على إندونيسيا أيضًا بهدف حمل توقيع زيدان إقبال، ليشعل بذلك المنافسة في المجموعة الثانية.
ويتصدر “الأخضر” الترتيب برصيد ثلاث نقاط بفارق الأهداف عن العراق، ما يجعله بحاجة إلى التعادل فقط لضمان التأهل المباشر إلى النهائيات للمرة الثالثة تواليًا والسابعة في تاريخه، فيما يسعى “أسود الرافدين” إلى تحقيق فوز يؤهلهم للمرة الثانية في تاريخهم بعد مشاركة مونديال المكسيك 1986.
غيابات مؤثرة وطموحات متباينة
يفتقد المنتخب السعودي في هذه المواجهة جهود لاعب الوسط محمد كنو بعد حصوله على بطاقة حمراء في مباراة إندونيسيا، بينما يعول المدرب الفرنسي هيرفي رينارد على ثقة لاعبيه وفي مقدمتهم صالح أبو الشامات الذي أثبت جدارته بتسجيله هدف التعادل في اللقاء الماضي.
وفي المقابل، يواجه المنتخب العراقي أزمة محتملة في خط الهجوم مع استمرار الشكوك حول جاهزية المهاجم أيمن حسين الذي غاب عن المباراة السابقة بسبب الإصابة، رغم اعتماده الأساسي من قبل المدرب الأسترالي غراهام أرنولد منذ توليه المهمة قبل خمسة أشهر.
تاريخ المواجهات يصب في مصلحة الأخضر
تاريخيًا، يمتلك المنتخب السعودي أفضلية واضحة على نظيره العراقي في تصفيات كأس العالم، حيث لم يتعرض لأي خسارة في ست مواجهات سابقة، فاز في خمس منها وتعادل في واحدة.
وكانت البداية في تصفيات مونديال 1982 بفوز سعودي بهدف نظيف، ثم تعادلا في تصفيات 1994 بهدف لكل فريق، ليعود الأخضر ويحسم مواجهتي تصفيات 2002 بنتيجتي 1-0 و2-1، قبل أن يؤكد تفوقه مجددًا بانتصارين في تصفيات 2018.
هذه السلسلة الإيجابية تمنح السعوديين دفعة معنوية كبيرة قبل لقاء جدة المنتظر.
رينارد على أعتاب إنجاز تاريخي مع السعودية
يطمح المدرب الفرنسي هيرفي رينارد إلى دخول تاريخ الكرة السعودية من أوسع أبوابه، إذ يقف على بُعد خطوة واحدة من أن يصبح أول مدرب في تاريخ المنتخب يقوده إلى كأس العالم مرتين متتاليتين.
وكان رينارد قد قاد “الأخضر” للتأهل إلى مونديال قطر 2022، حيث حقق الفريق فوزًا تاريخيًا على الأرجنتين بنتيجة 2-1 في دور المجموعات، وهو الانتصار الذي بقي علامة فارقة في تاريخ الكرة السعودية رغم خروج الفريق لاحقًا من البطولة.
وتستحضر الجماهير السعودية ذكريات التأهل السابقة، من إنجاز الهولندي بيرت فان مارفيك الذي أعاد المنتخب إلى المونديال عام 2018، إلى إنجاز الأرجنتيني غابرييل كالديرون الذي قاد الفريق بلا خسارة إلى كأس العالم 2006، وصولًا إلى جيل المدرب الوطني محمد الخراشي الذي أوصل السعودية لأول مرة إلى المونديال عام 1994 بعد الفوز التاريخي على إيران 4-3.
اليوم، يقف رينارد أمام فرصة ليكتب اسمه ضمن أساطير تدريب “الأخضر” إذا ما قاد فريقه لعبور العراق وبلوغ كأس العالم 2026.
اقرأ ايضًا…ليفاندوفسكي يغادر برشلونة بنهاية الموسم والنادي يبحث عن مهاجم جديد