في خطوة جديدة ضمن سباق التسلّح في قطاع الذكاء الاصطناعي، نجحت شركة “ميتا” في ضمّ ثلاثة من أبرز الباحثين في شركة “OpenAI”، على الرغم من الانتقادات التي وجّهها الرئيس التنفيذي لـ”OpenAI”، سام ألتمان، لأساليب التوظيف الفاخرة التي يتبعها مارك زوكربيرغ.

ثلاثة باحثين من “OpenAI” ينضمون إلى “ميتا”
ذكرت تقارير إعلامية، من بينها موقع “تك كرانش”، أن الباحثين لوكاس باير، وألكسندر كوليسنيكوف، وشياوهوا تشاي، وهم من مؤسسي مكتب “OpenAI” في زيورخ، قد انضموا إلى فريق الذكاء الاصطناعي الفائق في “ميتا”.
وتُعد هذه الخطوة بمثابة نصر استراتيجي لزوكربيرغ، الذي يقود شخصيًا حملة توظيف واسعة لجذب أفضل العقول في مجال الذكاء الاصطناعي.
زوكربيرغ يُغري الباحثين بعروض تتجاوز 100 مليون دولار
وفي تصريحات حديثة، كشف سام ألتمان خلال ظهوره في بودكاست مع شقيقه جاك ألتمان، أن مارك زوكربيرغ عرض على بعض موظفي “OpenAI” حزم تعويضات تفوق 100 مليون دولار، ما اعتبره محاولة مباشرة لاستقطاب المواهب من شركته.
ووصف ألتمان هذه الحملة بأنها “عرض ضخم للفت الانتباه”، مشيرًا إلى أنه سعيد بأن “أفضل الأشخاص” في “OpenAI” لم يغادروا حتى الآن رغم تلك العروض المغرية.
أساليب غير تقليدية.. ورسائل واتساب وحفلات عشاء
وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن زوكربيرغ لم يكتفِ بالعروض المالية، بل تواصل شخصيًا عبر واتساب مع مئات من باحثي الذكاء الاصطناعي، وأنشأ محادثة جماعية بعنوان “حفل التوظيف”، حيث ناقش الأهداف واستضاف لاحقًا حفلات عشاء في منزله في بالو ألتو وعلى ضفاف بحيرة تاهو.
استقطاب رئيس Scale AI في صفقة قياسية
في تطور آخر ضمن هذه الحملة المكثفة، تمكنت “ميتا” أيضًا من استقطاب ألكسندر وانغ، الرئيس التنفيذي لشركة Scale AI، بعد استثمار قُدّر بـ14 مليار دولار، في واحدة من أغلى صفقات التوظيف في تاريخ وادي السيليكون. وتأتي هذه الخطوة بينما قطعت “OpenAI” علاقتها بـScale AI كمزود للبيانات.
اقرأ أيضًا
“ميتا” تطلق ميزة مفاتيح المرور لتسجيل دخول أكثر أمانًا إلى فيسبوك
مؤسسو “OpenAI” يختارون طريقاً آخر
ورغم النجاحات الملحوظة، لم تكن كل محاولات زوكربيرغ ناجحة، فقد أفلت من قبضته اثنان من كبار المؤسسين في “OpenAI“، وهما إيليا سوتسكيفر وجون شولمان، اللذان غادرا الشركة لاحقًا لتأسيس مشاريع ناشئة مستقلة في مجال الذكاء الاصطناعي.
سباق التوظيف في الذكاء الاصطناعي يحتدم
تعكس هذه التطورات حجم التنافس الشرس بين عمالقة التكنولوجيا في جذب أفضل العقول لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وبينما تعتمد “ميتا” على الإغراء المالي والشخصي، تراهن “OpenAI” على مهمتها البحثية وأهدافها الأخلاقية لجذب والحفاظ على المواهب.