قبل أيام من القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، صعّد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف لهجته تجاه الدول الأوروبية، متهماً إياها بعرقلة الجهود الأميركية الرامية لتسوية الصراع المستمر في أوكرانيا منذ فبراير 2022.
اتهامات ميدفيديف لأوروبا وأوكرانيا
في منشور عبر قناته الرسمية على “تيليغرام”، قال ميدفيديف إن الأوروبيين “يحاولون عرقلة المحاولات الأميركية للمساعدة في حل الصراع الأوكراني”.

كما وجّه اتهامات مباشرة لكييف، مشيراً إلى أنها استعانت بـ”قتلة من عصابات كولومبيا والمكسيك” لإرسالهم إلى جبهات القتال ضد القوات الروسية.
قمة ألاسكا.. ترامب وبوتين على طاولة المفاوضات
من المقرر أن يلتقي ترامب وبوتين في 15 أغسطس بمدينة ألاسكا الأميركية، وسط ترقب دولي كبير.
ونقلت شبكة “إن بي سي نيوز” عن مصادر دبلوماسية أن الإدارة الأميركية قد تدعو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمشاركة في القمة، التي يتوقع أن تناقش مقترح تبادل الأراضي بين روسيا وأوكرانيا كجزء من خطة لإنهاء الحرب.
مقترح روسيا وتباين المواقف
وفق صحيفة “وول ستريت جورنال”، قدم بوتين للإدارة الأميركية عرضاً لوقف إطلاق النار مقابل منح روسيا منطقة في دونباس شرق أوكرانيا، إلا أن زيلينسكي رفض بشكل قاطع أي شروط مسبقة تتضمن التخلي عن أراضٍ أوكرانية قبل التوصل إلى وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط.
الموقف الأوكراني والدعم الأوروبي
في تصريحات الأحد، أكد زيلينسكي أن كييف “تثمّن وتؤيد بشكل كامل” البيان المشترك للقادة الأوروبيين بشأن تحقيق السلام، مع ضمان حماية المصالح الأوكرانية والأوروبية.
وكان زعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وبريطانيا وفنلندا، إضافة إلى المفوضية الأوروبية، قد رحبوا السبت بجهود ترامب لإنهاء الحرب، لكنهم شددوا على ضرورة الضغط على روسيا وتقديم ضمانات أمنية لكييف.
اقرأ أيضًا:
مفاوضات جديدة بين واشنطن والدوحة لطرح “صفقة شاملة” لإنهاء الحرب في غزة.. اجتماع سري في إسبانيا
وكتب زيلينسكي على منصة “إكس”: “يجب أن تكون نهاية الحرب عادلة، وأنا ممتن لكل من يقف مع أوكرانيا وشعبنا من أجل السلام، وهو دفاع عن المصالح الأمنية الحيوية لبلادنا الأوروبية”.
دلالات وتوقعات
تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تحركات دبلوماسية مكثفة بين واشنطن وموسكو، مع استمرار الخلافات حول مستقبل الأراضي المتنازع عليها في شرق أوكرانيا.
ويرى محللون أن قمة ألاسكا قد تشكل فرصة حاسمة إما لفتح مسار تفاوضي جديد أو لتعميق الانقسام بين القوى الغربية بشأن أسلوب التعامل مع روسيا.