في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الرابع، تبرز قضية الأطفال الأوكرانيين المنفصلين عن عائلاتهم كواحدة من أشد الجوانب الإنسانية إيلامًا في هذا الصراع، وفي تطور غير متوقع، كشفت السيدة الأمريكية الأولى، ميلانيا ترامب، عن قيامها بمحادثات سرية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مدار الأشهر الثلاثة الماضية، بهدف المساعدة في إعادة هؤلاء الأطفال إلى ذويهم.
ميلانيا ترامب تكسر الصمت
تأتي هذه المبادرة في وقت حساس دوليًا، حيث تتصاعد الدعوات لمساءلة موسكو عن ممارساتها في الأراضي الأوكرانية، لا سيما ما يتعلق بنقل الأطفال قسرًا، وفق ما تؤكده تقارير دولية وأوكرانية. وتُسلط هذه التحركات الإنسانية الضوء على دور غير رسمي لكن لافت لشخصيات عامة في معالجة أزمات عالمية شائكة.

وفي كلمة ألقتها من البهو الكبير بالبيت الأبيض، أوضحت ميلانيا ترامب أن التواصل مع بوتين يتم بشكل مباشر ومنفتح، مُشيرة إلى أن “العمل الإنساني يجب أن يكون فوق الخلافات السياسية”، حسب تعبيرها. وأكدت أنه خلال الـ24 ساعة الماضية فقط، تم لمّ شمل ثمانية أطفال مع عائلاتهم، ووصفت ذلك بأنه بداية مشجعة، وأضافت: “نُعد خططًا لجمع المزيد من الأطفال مع عائلاتهم في المستقبل القريب.”
ميلانيا ترامب ومحادثات سرية مع بوتين لإعادة أطفال أوكرانيا
الكلمة التي استغرقت نحو ست دقائق، لاقت صدىً واسعًا في الإعلام، لا سيما بعد أن نقلت وسائل الإعلام الروسية هذه التصريحات بشكل بارز. إلا أن الكرملين لم يُصدر أي بيان رسمي حتى الآن يؤكد أو ينفي صحة هذه المفاوضات، حسب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز.

تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الحرب الأوكرانية منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتي تسببت في مآسٍ إنسانية كبيرة، من أبرزها قضية اختطاف ونقل الأطفال الأوكرانيين إلى روسيا أو إلى مناطق تحت السيطرة الروسية. وتُقدّر السلطات الأوكرانية عدد هؤلاء الأطفال بأكثر من 19 ألف طفل، تم فصلهم عن ذويهم بطرق مختلفة خلال النزاع.
وذكرت ميلانيا ترامب أن الحكومة الأمريكية تمكنت من التحقق من هويات الأطفال الثمانية الذين تم لمّ شملهم، وأكدت أن ثلاثة منهم نُقلوا إلى روسيا نتيجة القتال المباشر، بينما تم فصل الخمسة الآخرين عن عائلاتهم عبر الحدود بسبب ظروف الحرب، من بينهم فتاة صغيرة أُعيدت من روسيا إلى أوكرانيا.

ويُعد هذا التصرف من ميلانيا ترامب سابقة في تحركات السيدات الأُوَل الأمريكيات، خاصة أنها تتحرك بشكل مستقل في ملف حساس على المستوى الدولي. كما يثير هذا التحرك تساؤلات حول مدى تأثيرها في السياسة الخارجية، ودورها الإنساني في قضايا النزاعات.
وفي انتظار رد رسمي من الجانب الروسي، تظل هذه المبادرة محط أنظار العالم، خاصة في ظل الغموض الذي يحيط بمصير آلاف الأطفال المتأثرين بالحرب.