قاد الآلاف من ميليشيات الباسيج الإيرانية استعراضًا مسلحًا في شوارع العاصمة الإيرانية طهران خلال مسيرة مناهضة لإسرائيل. وحمل متطوعي الميليشيات الأسلحة الثقيلة على متن المركبات التي طافت شوارع العاصمة اليوم.
ميليشيات الباسيج الإيرانية بمسيرة مناهضة لإسرائيل
قام آلاف المقاتلين التابعين للحرس الثوري الإيراني بمسيرة بالأسلحة الثقيلة والمركبات في شوارع طهران اليوم الجمعة، لإظهار استعدادهم لمواجهة “التهديدات” التي تأتي من قبل الاحتلال الصهيوني.
ةجاء العرض العسكري لمتطوعي الباسيج – شبه العسكريين – بعد إضعاف الجماعات التابعة لإيران، على رأسهم حزب الله في لبنان وحماس في غزة، فضلًا عن سقوط نظام بشار الأسد المدعوم من إيران في سوريا.
ووفقًا للصور والفيديوهات التي خرجت من الشوارع الإيرانية، تحركت المركبات المجهزة بقاذفات الصواريخ والمدفعية والقوات البحرية في الشوارع. وسار المقاتلون في معدات القتال سيرًا على الأقدام مع قاذفات الصواريخ، وحملت النساء المتشحات بالسواد بنادق.

قام البعض بحمل توابيت مزينة بالأعلام الإسرائيلية، بينما ترفرف أعلام جماعة حزب الله جنبًا إلى جنب مع اللافتات الإيرانية والفلسطينية. وقد أشار قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد رضا نقدي، خلال التجمع إلى أعداء إيران، الولايات المتحدة وإسرائيل. وقال إن الولايات المتحدة كانت “وراء كل المصائب التي حلت بالعالم الإسلامي”.
وأما بالنسبة لإسرائيل، فقال: “إذا تمكنا من تدمير النظام الصهيوني وسحب القواعد الأميركية من المنطقة، فسوف تحل إحدى مشاكلنا الكبرى”. فيما قال قائد آخر في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسن حسن زاده، للتلفزيون الرسمي إن أحد أهداف التجمع كان “دعم سكان غزة وفلسطين”.
وأضاف زاده: “نريد أيضًا أن نظهر أن الباسيج مستعدون لمواجهة كل التهديدات من أعداء الثورة الإسلامية”.

ما هي ميليشيات الباسيج الإيرانية؟
ميليشيات الباسيج الإيرانية (بالفارسية: بسیج) هي قوة شبه عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني. تأسست عام 1979 بمبادرة من المرشد الأعلى الأول لإيران، الإمام روح الله الخميني، بعد الثورة الإسلامية. تُعرف رسميًا باسم منظمة تعبئة المستضعفين.
أبرز السمات والمعلومات عن الباسيج:
الهيكل والتنظيم
تتبع مباشرة للحرس الثوري الإيراني (الحرس الثوري الإسلامي – IRGC).
تنظم الباسيج وحداتها على مستوى الأحياء والمدارس والجامعات، حيث يُعتبر الانضمام إليها تطوعياً لكنه غالبًا مدفوع بالأيديولوجيا الإسلامية والسياسية.
الأدوار والمهام
الدفاع عن النظام الإيراني: تعمل كأداة لتأمين استقرار النظام وحمايته من التهديدات الداخلية والخارجية.
قمع الاحتجاجات: تُعرف بدورها البارز في قمع المظاهرات والاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة الإيرانية، حيث يُتهم أفرادها باستخدام القوة المفرطة.
الدور الثقافي والتعبوي: تروّج للأيديولوجيا الإسلامية الثورية وتشارك في تعزيز القيم المحافظة في المجتمع الإيراني.
المهام العسكرية: تُستخدم في تدريب المواطنين على استخدام الأسلحة وتنفيذ مهمات قتالية عند الضرورة، مثل الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).
المساعدات الإنسانية: تقدم أحيانًا خدمات اجتماعية وإنسانية، مثل الإغاثة أثناء الكوارث الطبيعية.
إقرأ أيضًا:
338 من المجتمع الحريدي جندوا في الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي
التكوين والأعضاء
تضم مختلف شرائح المجتمع الإيراني، بما في ذلك طلاب المدارس والجامعات، والنساء، والموظفين. ويتم تدريب أعضائها عسكرياً وفكرياً على الالتزام بمبادئ الثورة الإسلامية.
الصورة العامة
تُثير الباسيج جدلاً كبيراً داخل وخارج إيران. فبينما ينظر إليها أنصار النظام كحماة للأمة والمبادئ الإسلامية، تعتبرها المعارضة أداة قمعية وأحد أذرع النظام لمراقبة المواطنين وترهيبهم.
الدور الإقليمي
يُعتقد أن للباسيج دوراً في دعم الحركات المسلحة الموالية لإيران في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، عبر تقديم التدريب والدعم اللوجستي.
وفي ظل التطورات الإقليمية والدولية، يزداد التركيز على الباسيج بسبب دورها في قمع المظاهرات الأخيرة داخل إيران، مثل الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب وفاة مهسا أميني عام 2022، مما جعلها محور انتقادات حقوقية واسعة النطاق.