في فبراير 2023، تَغيّر كل شيء بالنسبة إلى كريج كاناريك، المصمم التكنولوجي البالغ من العمر 58 عامًا، حين شُخّص بالتليف الرئوي مجهول السبب (IPF)، وهو مرض نادر غير قابل للشفاء يؤدي إلى تندب الرئتين وفقدان تدريجي للقدرة على التنفس.
يُعد المرض قاتلًا في كثير من الأحيان، حيث يبلغ متوسط البقاء على قيد الحياة من سنتين إلى خمس سنوات فقط في حال لم تُجرَ عملية زراعة رئة.
منذ لحظة تشخيصه، بدأ كاناريك رحلة علاجية معقدة وصعبة، كان هدفها الأول هو البقاء على قيد الحياة، لكنها سرعان ما تحولت إلى تحدٍ أكبر.
السباق مع الزمن لإنقاذ الحياة
بحلول مايو من العام ذاته، بدأ كاناريك برنامجًا مكثفًا لإعادة التأهيل الرئوي في مستشفى “صن سيت بارك” التابع لنيويورك لانجون، بهدف تحسين فرص تأهله لعملية الزرع. ومع مرور الأشهر، بدأت حالته الصحية في التدهور، واضطر في نهاية العام إلى الاعتماد على الأكسجين بشكل دائم. في وصفه لتلك المرحلة، قال: “كنت أشعر بالإرهاق باستمرار. حتى المشي في الشارع أصبح تحديًا”. ولكن في مارس 2024، وبعد يومين فقط من إدراجه على قائمة المتبرعين، تلقى كاناريك مكالمة مصيرية تخبره بتوفر رئتين مناسبتين له.
وخضع لعملية زراعة رئة مزدوجة أجراها فريق طبي متخصص بقيادة الدكتور جاستن سي. تشان والدكتورة ستيفاني إتش. تشانغ، وتمت بنجاح في مركز كيميل الطبي التابع لجامعة نيويورك لانجون.
زراعة رئة العودة إلى الحياة بأهداف جديدة
في غضون شهرين فقط من العملية، عاد كاناريك إلى مركز “صن سيت بارك” لإعادة التأهيل من جديد، لكن هذه المرة بدافع مختلف. لم يعد هدفه مجرد استعادة قدرته على التنفس، بل وضع أمامه تحديًا استثنائيًا: إكمال “The Great Saunter”، وهي مسيرة بيئية سنوية تمتد على مدار يوم كامل لمسافة 32 ميلًا حول جزيرة مانهاتن، وتُنظمها مجموعة “Shorewalkers” البيئية غير الربحية بهدف رفع الوعي بقضايا الصحة والبيئة.
اجتياز خط النهاية… قصة إصرار وأمل
بدعم من فريق الرعاية الخاص به وأخصائية العلاج الطبيعي للرئة آلاني هاريسون، بالإضافة إلى عدد من الأصدقاء والمؤيدين، استطاع كاناريك تحقيق حلمه.
عبَر خط النهاية مُنهكًا لكنه مرفوع الرأس، في لحظة تختزل رحلة عام من الألم، التحدي، والإصرار. وأكد كاناريك أن الدعم الذي تلقاه من فريقه كان حاسمًا، قائلاً: “كان من الرائع وجود شخص متفائل ومحفز بجانبي.
آلاني شعرت بقدرتي على تحقيق هدفي، وكانت تقول لي: أنا أعرف جسدك. يمكنك فعلها”.
رحلة كاناريك لا تمثل انتصارًا شخصيًا فقط، بل هي أيضًا رسالة قوية لمرضى التليف الرئوي حول العالم، أن هناك دائمًا أمل، وأن الإرادة قد تهزم حتى أقسى الأمراض.