أعلنت هيئة البث الإسرائيلية نتائج تشريح جثة السنوار، بالتقرير النهائي للفحوصات الذي تم نشره اليوم الجمعة الموافق 21 من فبراير الجاري، وأعده الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام العبرية.
نتائج «تشريح جثة السنوار»
أظهرت النتائج النهائية لتشريح جثة يحيى السنوار، قائد حركة حماس الراحل، خلو دمه من أي مواد مخدرة، إذ شملت الاختبارات التي أجراها الجيش مجموعة واسعة من المواد المخدرة، وجميع النتائج جاءت سلبية.
وأضافت أن من بين أبرز النتائج التي كشفها التقرير أن المادة الوحيدة التي ظهرت بتركيز مرتفع في دم السنوار هي الكافيين.
وكان السنوار، قد تم اغتياله بمدينة رفح جنوب القطاع برصاص الجيش الإسرائيلي وهو يقاتل. وتداولت وسائل إعلام إسرائيلية صورًا لمقتنيات وثقها جنود كانت برفقة السنوار عند اغتياله.
وأظهرت اللقطات أنه كان بحوزته سبحة، وزجاجة عطر صغيرة، وإصبع من الحلوى، وكتيبات أدعية، إضافة إلى مصباح إضاءة صغير وسلاح أبيض.

اقرأ أيضًا:
رفات الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس قضية تنفجر بوجه غزة.. وحماس تعلن الإفراج عن 6 رهائن غدًا
ادعاءات إسرائيل بتعاطي مقاتلي حماس لمخدر الكبتاجون
كشف التقرير النهائي لتشريح جثة السنوار، كذب الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول النيل من مقاتلي حماس، حيث اعتبرت هيئة البث في تقريرها اليوم أن غياب آثار مخدر الكبتاجون كان مفاجأة للجيش الإسرائيلي.
ولطالما ادعت إسرائيل أن الكبتاجون هو المخدر الذي كان يشتبه سابقا في استخدامه من قبل مقاتلي النخبة في حماس. واعتبرت هيئة البث الإسرائيلية أن التقرير -الذي استكمل الأيام الأخيرة لدى الجيش بشأن تحليل دم السنوار- يحمل دلالات استخباراتية وإستراتيجية هامة.
وأضاف التقرير، أن قيادات بارزة بالجيش الإسرائيلي تقوم حاليا بدراسة التقرير بكافة أبعاده الاستخباراتية والإستراتيجية، حيث لم يتم الإفصاح عن كامل التفاصيل.
وأشارت إلى أنه خلال أزمة وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، أشارت التقديرات الإسرائيلية إلى أن أحد أسباب تهديد محمد السنوار (الشقيق الأصغر ليحيى) بانهيار المفاوضات، أو حتى تنفيذ التهديد فعليا، كان مطلبه استعادة جثمان شقيقه، وهو ما لم تتم الاستجابة له حتى الآن.
وتحتجز إسرائيل جثة قائد حركة حماس الراحل في مكان لم تحدده.

الاحتلال يرفض الإفراج عن جثة السنوار
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش قرر عدم استخراج الرصاصات التي وجدت في رأس السنوار وتسببت في مقتله، وهو ما سيمنع تحديد هوية الجندي الذي أطلق عليه النار، على حد قولها.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن قتل قائد حركة حماس السنوار، في أكتوبر الماضي. وصرح المتحدث باسم الجيش دانيال هاجاري آنذاك، قائلًا: “لم نكن نعرف أن السنوار موجود هناك، في البداية تعرفنا عليه كمسلح داخل أحد المباني، وشوهد وهو ملثم يلقي لوحا خشبيا نحو طائرة مسيرة، قبل ثوان من مقتله”.
وفي 18 من أكتوبر الماضي، نعت حماس قائدها السنوار، وأكدت استشهاده في مواجهة مع جنود إسرائيليين، وذلك بعد يوم من نشر الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانا مشتركا أعلنا فيه قتل 3 أشخاص في عملية نفذها الجيش بقطاع غزة وكان من بينهم السنوار.
وتعتبر إسرائيل السنوار مهندس عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع الفلسطيني في 7 أكتوبر 2023، مما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة لإسرائيل، وأثر سلبا على سمعة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية دوليا.

من هو يحيى السنوار؟
يحيى السنوار هو أحد القادة البارزين في حركة حماس، ويشغل حاليًا منصب رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة. ويُعرف بأنه أحد المؤثرين في الجناح العسكري للحركة، كتائب عز الدين القسام، حيث كان من مؤسسي جهازها الأمني.
نبذة عن حياته ومسيرته
الميلاد: وُلد عام 1962 في مخيم خانيونس للاجئين جنوب قطاع غزة.
التعليم: حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية في غزة.
النشاط في حماس: انضم إلى الحركة في سنواتها الأولى وكان له دور بارز في تشكيل جهازها الأمني والاستخباراتي.
الاعتقال والإفراج
اعتُقل من قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1988 وحُكم عليه بالمؤبد 4 مرات لدوره في عمليات مقاومة.
وقضى 22 عامًا في السجن، قبل أن يُفرج عنه عام 2011 في صفقة تبادل الأسرى “وفاء الأحرار” التي تضمنت إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل أكثر من 1000 أسير فلسطيني.
دوره في قيادة حماس
بعد الإفراج عنه، برز كأحد القيادات الأكثر نفوذًا داخل حماس. وفي 2017، تم انتخابه رئيسًا للمكتب السياسي لحماس في غزة، ليكون خلفًا لإسماعيل هنية بعد انتقال الأخير لرئاسة المكتب السياسي العام للحركة.
أُعيد انتخابه لدورة ثانية عام 2021، ما يعكس نفوذه القوي داخل الحركة.
مواقفه السياسية
يُعد من أكثر قادة حماس تشددًا تجاه إسرائيل، ويركّز على دعم المقاومة المسلحة.
لعب دورًا مهمًا في الاتصالات مع مصر وقطر بشأن التهدئة والأوضاع الإنسانية في غزة.
له دور في إدارة المواجهات العسكرية، خاصة خلال الحروب التي خاضتها حماس ضد إسرائيل.