جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين، موقفه الرافض بشكل قاطع لإقامة دولة فلسطينية، مؤكدًا أن حكومته لن تسمح مطلقًا بحدوث ذلك.

وقال نتنياهو، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز: “لن تكون هناك دولة فلسطينية”.
وأضاف أن الرد الإسرائيلي على الاعترافات الدولية الأخيرة بدولة فلسطين سيُعلن بعد عودته من زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة، في إشارة إلى احتمال اتخاذ خطوات تصعيدية في مواجهة الموجة المتزايدة من الاعترافات الأوروبية والدولية.
الاستيطان كخيار استراتيجي
كشف نتنياهو عن نية حكومته مواصلة تعزيز الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، في تحدٍّ مباشر للمجتمع الدولي ولقرارات الأمم المتحدة التي تعتبر الاستيطان غير شرعي. وقال: “سنواصل تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية”، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل أحد أهم الردود على ما يصفه بـ”التهديدات الدولية”.
ويُنظر إلى هذه السياسة على أنها تصعيد جديد يضاعف من تعقيد فرص استئناف المفاوضات السياسية، ويعكس توجه الحكومة الإسرائيلية نحو تكريس الاحتلال بدلًا من البحث عن حلول سلمية.
مواجهة مفتوحة مع المجتمع الدولي
في تصريحات سابقة، زعم نتنياهو أن الدعوات المتصاعدة من المجتمع الدولي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل.
اقرأ أيضًا
إيران تلوّح بالصمود.. وواشنطن تهدد بعودة العقوبات الأممية
وأوضح: “سيتعين علينا خوض المعركة، سواء في الأمم المتحدة أو في كل الساحات الأخرى، ضد التضليل المنهجي الموجه ضدنا، وضد الدعوات لإقامة دولة فلسطينية التي تعرّض وجودنا للخطر”.
ووصف نتنياهو الاعترافات الدولية المتلاحقة بدولة فلسطين بأنها “جائزة عبثية للإرهاب”، في إشارة إلى حركة “حماس”، معتبرًا أن الخطوات الأوروبية الأخيرة لا تساهم في دفع عملية السلام، بل تشجع ما يسميه “العنف والتحريض ضد إسرائيل”.
سياق سياسي متوتر
تأتي تصريحات نتنياهو في ظل تصاعد موجة الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، والتي شملت في الأيام الأخيرة بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، مع توقع انضمام فرنسا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى.
هذه التطورات تضع الحكومة الإسرائيلية في مواجهة عزلة دبلوماسية متزايدة، في الوقت الذي تتمسك فيه واشنطن بموقفها الرافض لأي اعتراف أحادي الجانب.
ويرى مراقبون أن لهجة نتنياهو التصعيدية تكشف حجم القلق داخل إسرائيل من التحولات السياسية العالمية، التي بدأت تميل أكثر نحو دعم حل الدولتين، في مقابل إصرار الحكومة الإسرائيلية على رفضه والاستمرار في سياسات الاستيطان والتوسع.