في وقت لا تزال فيه بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قيد التنفيذ، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن الحرب الدائرة في القطاع لن تنتهي إلا بعد تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن نزع سلاح حركة حماس بشكل كامل.

وقال نتنياهو، في مقابلة بثتها القناة الرابعة عشرة الإسرائيلية ذات التوجه اليميني، مساء السبت، إن “المرحلة الثانية تشمل أيضًا نزع سلاح حماس، أو بشكل أدق، نزع السلاح من قطاع غزة بأكمله بعد تجريد الحركة من أسلحتها”.
وأضاف موضحًا أن تحقيق هذا الهدف يمثل الشرط الأساسي لإنهاء الحرب، قائلاً: “عندما يكتمل ذلك بنجاح، ونأمل أن يتم بطريقة سهلة، وإن لم يحصل كذلك فبطريقة صعبة، عندها ستنتهي الحرب”.
اقرأ أيضًا
بريطانيا تتعهد بدعم أوكرانيا خلال الشتاء في مواجهة روسيا
“المرحلة الثانية” بين الدبلوماسية والضغوط العسكرية
تصريحات نتنياهو تأتي في وقتٍ تشهد فيه مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار تعثرًا في بعض بنود المرحلة الأولى، التي تتضمن ترتيبات إنسانية وإطلاق سراح عدد من الأسرى والمحتجزين.
ويؤكد مراقبون أن حديث نتنياهو عن “نزع السلاح” ينسجم مع موقفه الصارم منذ بداية الحرب، إذ يعتبر أن القضاء على القدرات العسكرية لحماس شرط لا غنى عنه لضمان ما يسميه “الأمن الدائم لإسرائيل”، في حين ترى أطراف دولية أن مثل هذا الطرح قد يعقّد جهود تثبيت الهدنة الدائمة.

إعلان الترشح لانتخابات 2026
وخلال المقابلة ذاتها، أعلن نتنياهو رسميًا نيته الترشح مجددًا لرئاسة الحكومة في الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة عام 2026.
وعندما سُئل عمّا إذا كان يتوقع الفوز، أجاب بثقة: “نعم”، في إشارة إلى عزمه مواصلة قيادة حزب الليكود الذي يترأسه منذ سنوات طويلة.
تاريخ سياسي حافل
ويُعد نتنياهو، الذي سيُكمل عامه السادس والسبعين الأسبوع المقبل، أطول رؤساء الوزراء بقاءً في السلطة بتاريخ إسرائيل.
ففي الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2022، فاز حزبه الليكود بـ32 مقعدًا في الكنيست، وتمكن من تشكيل ائتلاف يميني متشدد يضم أحزابًا دينية وقومية.
وتولى نتنياهو منصب رئيس الوزراء لأول مرة بين عامي 1996 و1999، ثم عاد إلى الحكم مجددًا في 2009 واستمر حتى 2021، قبل أن يُطاح به على يد ائتلاف وسطي قاده يائير لابيد ونفتالي بينيت، ليعود إلى المنصب مرة أخرى في ديسمبر 2022 بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة.
مستقبل غامض للملف الفلسطيني
ويرى محللون أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تؤكد أن الملف الفلسطيني سيبقى محورًا أساسيًا في أجندته السياسية خلال الفترة المقبلة، سواء على صعيد المفاوضات الجارية بشأن غزة أو في إطار حملته الانتخابية المبكرة.
كما يربط مراقبون بين إصراره على نزع سلاح حماس ورغبته في تعزيز صورته أمام اليمين الإسرائيلي المتشدد الذي يشكل العمود الفقري لتحالفه الحكومي.
