شن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجوما حادا على دولة قطر، متهما إياها بأنها “تقود جهودا دولية لفرض حصار على إسرائيل”، وذلك في تصريحات أدلى بها لصحيفة جيروسالم بوست الإسرائيلية، بالتزامن مع انعقاد أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، والتي تبحث الرد على العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على العاصمة القطرية الأسبوع الماضي.
نتنياهو: “قطر تقود حصارا إعلاميا ودبلوماسيا على إسرائيل”
قال نتنياهو إن “هناك حاليا محاولة لفرض حصار على إسرائيل من قبل جهات ودول مختلفة، بقيادة قطر”، مضيفا أن هذا الحصار “يشمل في المقام الأول حصارا إعلاميا تموله الدوحة إلى جانب دول أخرى مثل الصين”.

وأشار إلى أن إسرائيل ستعزز في السنوات المقبلة صناعاتها العسكرية المستقلة “لضمان الاعتماد على الذات في إنتاج الأسلحة والذخائر والقدرات الصناعية”، معتبرا أن ذلك سيمكن تل أبيب من “كسر هذا الحصار”.
وأكد نتنياهو أن محاولات عزل إسرائيل “لن تنجح”، مشددا على أن “الولايات المتحدة تقف إلى جانبنا، شأنها شأن العديد من الدول الأخرى”. لكنه أقر بأن إسرائيل تواجه حاليا “تحديا خاصا في أوروبا الغربية”، مضيفا: “نعمل بنشاط وسنواصل العمل لرفع هذا الحصار، كما نجحنا في التغلب على الحصار العسكري، وسنتغلب أيضا على هذا الحصار الدبلوماسي”.
القمة العربية الإسلامية في الدوحة: رد جماعي على العدوان الإسرائيلي
تأتي تصريحات نتنياهو في وقت حساس، حيث استضافت فيه الدوحة قمة عربية إسلامية طارئة بمشاركة قادة عرب ومسلمين، لبحث الرد على العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف مسؤولين من حركة حماس داخل العاصمة القطرية.

وفي كلمته الافتتاحية، شدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على أن “إسرائيل طرف لا يعترف بأي خطوط حمراء، وتسعى لفرض أمر واقع على الدول العربية”. ووصف الهجوم الإسرائيلي على الدوحة بأنه “عدوان سافر وجبان وانتهاك خطير لسيادتنا”، مؤكدا أن بلاده “تعرضت لاعتداء غادر”.
الشيخ تميم: “إسرائيل تغتال الوسطاء وتستهدف جهود وقف إطلاق النار”
كشف أمير قطر أن الهجوم الإسرائيلي الأخير جاء بينما كانت حركة حماس تدرس مقترحا أميركيا لوقف إطلاق النار في غزة بوساطة قطرية ومصرية، معتبرا أن تل أبيب “تنخرط في مسار التفاوض ثم تغتال الطرف المفاوض وتعتدي على البلد الوسيط”.
وأضاف الشيخ تميم: “نسعى لاتخاذ خطوات تلجم الاعتداءات الإسرائيلية، ونحن عازمون على مواجهة العدوان الإسرائيلي واتخاذ كل ما يتيحه القانون الدولي للدفاع عن أنفسنا”.
في الوقت الذي يتحدث فيه نتنياهو عن “حصار إعلامي ودبلوماسي” تقوده قطر ضد إسرائيل، اتهمت الدوحة تل أبيب بمحاولة إفشال أي جهود للتهدئة في غزة، وبممارسة سياسة “استهداف الوسطاء” لإطالة أمد الحرب وتوسيع الاستيطان.

وقال أمير قطر: “إسرائيل تستغل طول أمد الحرب في غزة لتوسيع النشاط الاستيطاني، وتريد جعل غزة أرضا غير صالحة للحياة”، مضيفا أنها “تحاول تقسيم سوريا وزعزعة استقرار لبنان”.
اقرأ أيضًا:
أبعاد سياسية وإقليمية
تعكس تصريحات نتنياهو والهجوم الإسرائيلي على الدوحة حالة تصعيد خطير في مسار الصراع العربي – الإسرائيلي، إذ يرى محللون أن استهداف قطر، وهي أحد أبرز الوسطاء في ملف غزة، يعكس رغبة إسرائيل في فرض معادلات جديدة بالقوة، بينما ترد الدوحة عبر القمة العربية الإسلامية بتعزيز الموقف الجماعي الرافض للعدوان.

كما يطرح الموقف الإسرائيلي الجديد أسئلة حول مستقبل العلاقات مع أوروبا الغربية، حيث اعترف نتنياهو بأن تل أبيب تواجه “حصارا دبلوماسيا متصاعدا” هناك، على خلفية الانتقادات المتزايدة للانتهاكات الإسرائيلية في غزة والدوحة.
بينما تتحدث إسرائيل عن “حصار تقوده قطر”، يؤكد القادة العرب والمسلمون من قاعة القمة في الدوحة أن العدوان الإسرائيلي تجاوز كل الخطوط الحمراء، وأن الرد عليه يجب أن يكون جماعيًا وحازمًا. وفي ظل استمرار الحرب في غزة وتوسع الاستيطان في الضفة، يبدو أن التوتر بين إسرائيل وقطر سيأخذ أبعادا أوسع، تتجاوز حدود الدبلوماسية إلى صراع سياسي وإعلامي مفتوح على الساحة الدولية.