شهدت مدينة سان بطرسبورغ الروسية، اليوم الأحد، توترًا أمنيًا كبيرًا بعد تعرضها لـ هجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية، بالتزامن مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في فعاليات يوم البحرية. وأعلنت السلطات الروسية أن الدفاعات الجوية أسقطت عشر مسيّرات في محيط المدينة، بينما أغلقت السلطات مطار بولكوفو لساعات، ما تسبب في تأجيل 57 رحلة جوية وتحويل 22 رحلة إلى مطارات بديلة.

بوتين يعلن عن تعزيز قدرات البحرية الروسية

وصل بوتين إلى مقر البحرية في سان بطرسبورغ على متن زورق سريع للدوريات، حيث تابع تدريبات شاركت فيها أكثر من 150 سفينة و15 ألف عسكري في مناطق مختلفة، بينها المحيط الهادئ، بحر البلطيق، بحر قزوين، والمحيط المتجمد الشمالي.

وفي ختام المناورات، أعلن الرئيس الروسي عن إعادة هيكلة واسعة النطاق للبحرية الروسية وتعزيز تسليحها، في إطار ما وصفه بخطط مواجهة “التحديات الجيوسياسية”.

 الكرملين يوضح أسباب إلغاء عرض يوم البحرية

رغم وجود بوتين، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عن إلغاء العرض العسكري السنوي ليوم البحرية، مبررًا القرار بـ”الوضع العام والأسباب الأمنية”. وأشار بيسكوف إلى أن الهجمات الأوكرانية بالمسيّرات كانت السبب المباشر في هذا القرار، بعدما تسببت أيضًا في تأجيل رحلة بيسكوف الصحفية من موسكو إلى سان بطرسبورغ لساعتين.

يُذكر أن بوتين كان قد حضر عرض يوم البحرية العام الماضي، وافتتح أول نسخة رسمية منه عام 2017.

تصاعد الضربات الجوية المتبادلة بين موسكو وكييف

الهجوم على سان بطرسبورغ يأتي ضمن تصاعد الهجمات الجوية المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا. فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 291 مسيّرة أوكرانية خلال الساعات الـ24 الماضية في مناطق تشمل موسكو، بريانسك، كورسك، شبه جزيرة القرم، إضافة إلى مناطق جنوبية مثل فولغوغراد، حيث تسبب سقوط حطام مسيّرات مدمرة في تعطل إمدادات الكهرباء للسكك الحديدية وحركة القطارات.

كما أصيب شخص في مقاطعة لينينغراد شمال غرب روسيا جراء هجوم مماثل، فيما قُتل شخصان وأصيب ثمانية آخرون في مقاطعة خيرسون (جنوب أوكرانيا) نتيجة هجوم أوكراني بالمسيّرات على سيارة مدنية، وفق السلطات الموالية لروسيا.

اقرأ أيضًا:

وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد باغتيال علي خامنئي: “سنصل إليك شخصيًا”

في المقابل، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت 78 من أصل 83 مسيّرة “انتحارية” روسية أطلقت خلال الساعات الماضية، بينما تمكنت خمس مسيّرات من الوصول إلى أهداف في شرق البلاد. وأكدت إدارات خاركيف وسومي ودونيتسك أن الهجمات الروسية تضمنت قنابل موجهة ومدفعية وصواريخ قصيرة المدى، ما ألحق أضرارًا مادية بالمناطق المستهدفة.

اشتباكات عنيفة وهجمات على الجبهات الشرقية والجنوبية

أفادت هيئة الأركان الأوكرانية بوقوع 153 اشتباكًا عسكريًا مع القوات الروسية على الجبهات الشرقية والجنوبية خلال الساعات الـ24 الماضية. وأشارت إلى محاولات متكررة من الجيش الروسي لاختراق مواقع أوكرانية في خاركيف وسومي، إضافة إلى أكثر من 60 اشتباكًا قرب مدينة باكروفسك في دونيتسك، ومحاولات توغل باتجاه دنيبرو-بتروفسك.

وأكدت الهيئة أنها صدّت معظم الهجمات الروسية، وألحقت خسائر بشرية ومادية بالقوات المهاجمة.

المسار السياسي… جمود في المفاوضات

سياسيًا، نقلت وكالات الأنباء الروسية عن بيسكوف أن روسيا تفضل الحلول السياسية والدبلوماسية للنزاع في أوكرانيا، لكنه اتهم كييف والدول الغربية برفض أي حوار. وأوضح أن استمرار العملية العسكرية الروسية سببه “رفض جميع مقترحات الحوار”.

وكانت الجولة الثالثة من المفاوضات الروسية-الأوكرانية قد انتهت الأسبوع الماضي في إسطنبول دون إحراز تقدم. وفي حين يطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بانسحاب القوات الروسية من الأراضي المحتلة كشرط لتحقيق السلام، تتمسك موسكو بـ”تحقيق أهداف عمليتها الخاصة”، بما يشمل ضم المناطق الأوكرانية التي سيطرت عليها، ورفض انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).