قطاع غزة.. دخلت الهدنة المؤقتة التي أعلن عنها جيش الاحتلال الإسرائيلي حيّز التنفيذ، وتشمل وقفًا للعمليات العسكرية في ثلاث مناطق محددة داخل قطاع غزة، وهي المواصي ودير البلح ومدينة غزة، وذلك في إطار ما وصفته السلطات الإسرائيلية بـ”الخطوات الإنسانية لتخفيف الأزمة المتفاقمة في القطاع المحاصر”.

تفاصيل هدنة قطاع غزة
وأفاد بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي أن هذه الهدنة التكتيكية ستُطبق بشكل يومي، من الساعة العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي (07:00 بتوقيت غرينتش) وحتى الساعة الثامنة مساءً (17:00 بتوقيت غرينتش)، على أن تستمر حتى إشعار آخر، في وقت تتواصل فيه الضغوط الدولية لتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
مسارات آمنة لقوافل الإغاثة تمتد لـ17 ساعة يوميًا
وأوضح جيش الاحتلال أنه تم اعتماد مسارات آمنة في عدد من الطرق داخل قطاع غزة، تُستخدم بشكل يومي من الساعة السادسة صباحًا وحتى الحادية عشرة مساءً، وذلك للسماح بمرور قوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية دون تعرضها للخطر.
اقرأ أيضًا
سفينة “حنظلة” تواصل الإبحار لغزة وإسرائيل تتأهب
ووفقًا لما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن وقف إطلاق النار التكتيكي جاء بتوجيهات مباشرة من القيادة السياسية العليا في إسرائيل، ويستهدف تسهيل العمليات الإنسانية وتوزيع المواد الغذائية والطبية بشكل أكثر فعالية على المناطق المدنية، لا سيما في ظل تردي الأوضاع المعيشية والصحية داخل القطاع.
وصول قوافل مساعدات إنسانية من مصر عبر كرم أبو سالم
بالتزامن مع دخول الهدنة حيز التنفيذ، بدأت قوافل المساعدات الإنسانية المصرية في التحرك من الجانب المصري من معبر رفح البري باتجاه قطاع غزة، مرورًا بمعبر كرم أبو سالم، الذي يُستخدم حاليًا كممر رئيسي لدخول المساعدات، بعد تعرض معبر رفح لأضرار جسيمة بسبب العمليات العسكرية المتكررة.
وتحمل الشاحنات المصرية كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساسية مثل الأرز والدقيق والزيت، بالإضافة إلى مواد طبية ومستلزمات لإعادة تأهيل البنية التحتية، مثل أنابيب المياه وأدوات الصرف الصحي. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود التي تقودها جمهورية مصر العربية، منذ اندلاع الحرب، لتقليل حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
تشير تقارير صادرة عن منظمات دولية إلى أن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مستويات حرجة للغاية، مع انعدام الأمن الغذائي، وتوقف عمل معظم المستشفيات بسبب نقص الوقود والإمدادات الطبية، إلى جانب تعطل خدمات المياه والكهرباء في معظم أحياء القطاع.
وتأمل الجهات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة ووكالة الأونروا، أن تسهم الهدنة المؤقتة في تسهيل العمل الإغاثي، وتوسيع نطاق توزيع المساعدات، وتوفير مناطق آمنة تتيح للمدنيين التحرك للحصول على احتياجاتهم الأساسية.
ردود فعل متباينة وتحذيرات من استمرار القتال
ورغم الترحيب الحذر من جهات إنسانية بالهدنة، فإن عدداً من المحللين والمراقبين وصفوها بأنها “خطوة محدودة” ولا ترقى إلى مستوى وقف شامل لإطلاق النار، خاصة أنها تقتصر على مناطق بعينها ولا تشمل كامل أراضي قطاع غزة.
بدورها، أكدت مصادر فلسطينية أن أي خطوات إسرائيلية من هذا النوع لن تكون بديلاً عن وقف العدوان الشامل، ورفع الحصار، وضمان فتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بمرور المساعدات دون قيد أو شرط.

بين هدنة جزئية ومسارات آمنة وشاحنات مساعدات تنتظر الدخول، لا تزال غزة تعيش تحت وطأة حرب مستمرة منذ شهور، خلفت آلاف القتلى والجرحى، وتسببت في دمار واسع للبنية التحتية والمرافق الحيوية. وفيما تُشكّل الهدنة الحالية بصيص أمل محدود، تظل الحاجة إلى حل سياسي شامل ووقف دائم لإطلاق النار مطلبًا ملحًا للمجتمع الدولي وسكان غزة على حد سواء.