أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بهروب آلاف الإسرائيليين من موانيء الاحتلال باتجاه قبرص هربًا من الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران.
وبحسب الصحيفة، تحوّل مرسى هرتسليا مؤخرًا إلى نقطة انطلاق مؤقتة لمغادرة العشرات من الأشخاص إسرائيل عن طريق البحر.
فمنذ الساعات الأولى من الصباح، يبدأ الركاب في التوافد حاملين أمتعتهم، بحثًا عن اليخت الذي سينقلهم إلى لارنكا القبرصية، ومنها إلى وجهات مختلفة، هربًا من التصعيد الأمني المتفاقم.
هروب الإسرائيليين عبر البحر
هذه الظاهرة، التي تتسع رقعتها في مرافئ أخرى مثل حيفا وعسقلان، شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المسافرين عبر البحر، حيث أظهرت مجموعات فيسبوك متخصصة أن مئات الأشخاص يحاولون تنظيم خروجهم بهذه الطريقة.
ويستغل أصحاب اليخوت الخاصة هذه الفرصة، وينظمون رحلات صغيرة لا تتعدى عشرة ركاب، مقابل مبالغ متفاوتة.
في صباح اليوم الذي رُصد فيه هذا النشاط، كان ما لا يقل عن 100 شخص في مرسى هرتسليا يستعدون للإبحار، بحسب تقديرات غير رسمية، بينما لم تصدر هيئة السكان والهجرة بعد أي بيانات بشأن حجم هذه المغادرات البحرية.
وتتراوح دوافع الركاب بين زيارة مؤقتة انتهت بشكل مفاجئ، ورغبة في العودة إلى الوطن، والانضمام إلى أفراد العائلة في الخارج.
إلا أن قلة فقط تعترف بأن الأمر يتعلق بالهرب من التهديدات الأمنية، بما في ذلك الهجمات الصاروخية الإيرانية المحتملة. وقد رفض معظمهم الإدلاء بأي تصريحات للصحافة.
100 شخص من الإسرائيليين و6000 آلاف شيكل
نير، أحد الركاب القلائل الذين تحدثوا بحرية، قال إنه يقيم في كوستاريكا، وإن زيارته لإسرائيل جاءت في توقيت سيء للغاية. وأضاف مبتسمًا وهو يستعد للرحلة التي ستستغرق 25 ساعة: “إنها مغامرة… أو كما نقول بالإسبانية: أفينتورا”.
وتشير المعلومات إلى أن تكلفة الرحلة البحرية تصل إلى 2500 شيكل للفرد، بينما عرض البعض أسعارًا أعلى بكثير وصلت إلى 6000 شيكل، بحسب نوع اليخت ووسائل الراحة وسرعة الإبحار. إلا أن هذه الرحلات لا تتم دائمًا بشكل قانوني، إذ أكد أحد القباطنة التجاريين أن بعض اليخوت الخاصة لا توفر التأمين اللازم لنقل الركاب.
من جهة أخرى، تطلق إحدى الشركات في المرسى ما بين أربعة إلى خمسة يخوت يوميًا، ويقول أحد أصحابها: “هذا عدد قليل جدًا مقارنة بالطلب”.
وفي مشهد آخر، جلس عدد من رجال الأعمال الأمريكيين خارج مكتب الشركة، بينما كانت سيدتان روسيتان تستعدان للعودة إلى وطنهما. وقالت إحداهما: “جئنا لزيارة أبنائنا، والآن نعود إلى حربنا نحن”.
ومن بين الركاب، ليا البالغة من العمر 14 عامًا، والتي تعيش في مدريد، وتحمل روابط عائلية في إسرائيل. قالت إنها لم تشعر بالخوف رغم الأوضاع، لكنها اضطرت للمغادرة بناءً على رغبة والديها: “كنت في غرفة محصنة وشعرت بالأمان، لكنهما أرادا عودتي مبكرًا”.
في ظل التصعيد المستمر وعدم وضوح الأفق، يبدو البحر الوسيلة الأخيرة أمام البعض للبحث عن الأمان، ولو على متن يخت صغير في رحلة طويلة ومكلفة.
اقرأ أيضًا