احتشد آلاف المتظاهرين الأمريكيين فيما اسماه البعض – الربيع العربي الأمريكي – أمام مقر إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) في واشنطن العاصمة، وسط مظاهرات شعبية واسعة ضد الرئيس دونالد ترامب وإيلون ماسك.
وشكل المتظاهرون حلقة فولاذية حول المبنى، منددين بسياسات ترامب في الترحيل الجماعي، عقب اعتقال طالبة الدكتوراة رميسة أوزتورك، البالغة من العمر 30 عامًا، من جامعة تافتس.
جاء ذلك في الوقت الذي خرج فيه مئات الآلاف إلى الشوارع احتجاجًا على “استحواذ ترامب- ماسك على السلطة، واعتداء الجمهوريين على حرياتنا ومجتمعاتنا”.

اقرأ أيضًا
لماذا استولت إسرئيل على «محور موراج» في الحرب على غزة؟
الربيع العربي الأمريكي.. تظاهر الآلاف ضد دونالد ترامب
أظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين يحملون أعلامًا فلسطينية ولافتات كُتب عليها “دعوا غزة تعيش!”، ويتجمعون حول مقر إدارة الجمارك وحماية الحدود.
وفي واشنطن العاصمة، تدفق المتظاهرون على العشب أمام نصب واشنطن التذكاري، حيث حمل أحدهم لافتة كُتب عليها: “لنجعل الديمقراطية عظيمة من جديد”.
ومن المقرر تنظيم حوالي 1200 مظاهرة في مواقع تشمل واشنطن العاصمة، ومدينة نيويورك، وويست بالم بيتش بولاية فلوريدا – على بُعد أميال قليلة من المكان الذي لعب فيه الرئيس الأمريكي الجولف هذا الأسبوع.
وبالرغم من التحذيرات من اندلاع “الربيع العربي الأمريكي” لم يعر الرئيس الأمريكي اهتمامًا للاحداث وقضى يومه يلعب الجولف في منتجعه في فلوريدا.
اعتقال طالبة الدكتوراة رميسة أوزتورك
احتجزت عناصر دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) الطالبة أوزتورك أثناء سيرها في أحد شوارع بوسطن في 25 مارس، ووُضعت في مركز احتجاز في لويزيانا. وصرحت وزارة الأمن الداخلي بأنها وطالبين فلسطينيين آخرين في جامعة كولومبيا، رانجاني سرينيفاساني ومحمود خليل، اعتُقلوا بسبب “دعمهم لحماس”.
أثار احتجازهم غضب المدافعين عن الحقوق المدنية ومحاميي الهجرة الذين زعموا أنهم احتُجزوا بشكل غير قانوني. وسار مؤيدو الطلاب جنبًا إلى جنب مع أعضاء من حوالي 200 مجموعة في إطار مظاهرة “ارفعوا أيديكم!”.
وأفادت المنظمة بأن ما يقرب من 600 ألف شخص سجلوا للمشاركة. كما صرحت بريت جوكوفيتش، المتحدثة باسم منظمة “موف أون”، وهي منظمة تقدمية أخرى تقود الاحتجاجات، لصحيفة نيويورك تايمز قبيل انطلاق الاحتجاجات: “نحن بحاجة إلى استقطاب أشخاص جدد، وهنا تكمن أهمية سياسات ترامب”.
وأضافت ليا غرينبرغ، المؤسسة المشاركة لمنظمة “إنديفايسبل”، لصحيفة نيويورك تايمز أن المسيرة تهدف إلى توعية الجمهور بأن الهجمات الاقتصادية والهجمات على الحقوق المدنية مترابطة.
انضم النواب إلى التظاهرات الأمريكية
انضم النواب أيضًا إلى الاحتجاجات وسط دعوات من الناخبين الديمقراطيين لحزبهم لتشكيل جبهة أقوى ضد ترامب والجمهوريين. وألقى النائب آل جرين، ممثل ولاية تكساس، كلمةً في مظاهرة واشنطن العاصمة، والذي تصدر عناوين الصحف في مارس بعد أن وُجهت إليه انتقادات بسبب صراخه خلال خطاب ترامب أمام الكونجرس.
وقال جرين مخاطبًا ترامب: “أنت لا تستحق المنصب الذي تشغله”.
وفي نيويورك، شوهد الآلاف يتدفقون على الجادة الخامسة رافعين الأعلام الأمريكية والأوكرانية، ولافتاتٍ تحمل صورة وزير الدفاع بيت هيغزيث وترامب، مع تعليقٍ يقول: “ألا تخجل؟”.
كما اصطف المتظاهرون في ساحة بوسطن كومون في ماساتشوستس بلافتات كُتب عليها: “هذه هي الحكومة التي حذرنا منها مؤسسونا ولا يمكن تهجئة الكراهية دون قبعة حمراء”.
كما اغتنم النائب إريك سوالويل عن ولاية كاليفورنيا فرصة إلقائه كلمة في تجمع جماهيري بواشنطن العاصمة لانتقاد ترامب بشدة لذهابه في رحلة جولف وسط مخاوف من الرسوم الجمركية.
وتمثل هذه المظاهرة أول احتجاج حاشد ضد ترامب منذ مسيرة النساء عام 2017، إذ شاركت في مسيرة النساء نجمات من الصف الأول مثل مادونا، ومايلي سايرس، وجين فوندا، وشير.
ترامب في موقف دفاعي
لم يرد ترامب على الاحتجاجات بعد، لكنه دافع عن خطته الاقتصادية المتعلقة بالرسوم الجمركية على موقع “تروث سوشيال” صباح السبت، مدعيًا أن “الصين تضررت بشدة أكبر بكثير من الولايات المتحدة، بل وحتى أقل من ذلك”.
كان قد وصل ترامب إلى ملاذه الآمن في فلوريدا يوم الخميس، حيث حضر بطولة LIV للجولف برعاية سعودية. ويوم السبت، فاز بالجولة الثانية من بطولة نادي الكبار، ومن المتوقع أن يشارك في جولة البطولة يوم الأحد.