كشفت مصادر أميركية وإسرائيلية لموقع أكسيوس أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل حاليًا على التوسط في اتفاق لإنشاء ممر إنساني بين إسرائيل ومدينة السويداء جنوب سوريا، بهدف تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المجتمع الدرزي هناك، وسط تصاعد التوترات الأمنية والإنسانية في المنطقة.
خلفية التحرك الأميركي لإنشتء ممر إنساني
تأتي هذه الخطوة بعد أن شنت إسرائيل الشهر الماضي غارات جوية على مواقع في سوريا، تزامنت مع اشتباكات عنيفة في محافظة السويداء، مؤكدة أنها تحركت “دفاعًا عن الدروز في سوريا” تضامنًا مع الأقلية الدرزية داخل إسرائيل.

وبحسب المسؤولين، فإن اتفاقًا محتملًا بين دمشق وتل أبيب على فتح ممر إنساني قد يسهم في تحسين العلاقات الثنائية، وربما إعادة إحياء المساعي الأميركية نحو خطوات إضافية باتجاه تطبيع العلاقات في المستقبل.
الوضع الإنساني المتدهور في السويداء
تشهد محافظة السويداء حالة من عدم الاستقرار الأمني رغم اتفاق وقف إطلاق النار، حيث حذرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من صعوبة إيصال المساعدات المنقذة للحياة، نتيجة الحواجز الأمنية والاشتباكات المستمرة.
وتُعتبر السويداء المعقل الرئيسي للدروز في سوريا، وقد شهدت في يوليو الماضي معارك دامية بين مقاتلين دروز وبدو أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وتشريد عشرات الآلاف، وسط تقارير عن انتهاكات وجرائم ضد المدنيين.
مخاوف سورية من تهريب الأسلحة
أعربت الحكومة السورية عن مخاوف جدية للولايات المتحدة من أن يؤدي فتح هذا الممر الإنساني إلى استغلاله من قبل الميليشيات الدرزية لتهريب الأسلحة.
تحركات دبلوماسية مكثفة
من المقرر أن يعقد المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك، اجتماعًا في باريس يوم الأربعاء مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في ثاني لقاء من نوعه خلال ثلاثة أسابيع، بعد أكثر من 25 عامًا من شبه انقطاع الاتصالات المباشرة بين سوريا وإسرائيل.
وكان باراك قد التقى الثلاثاء في العاصمة الأردنية عمّان بوزيري خارجية الأردن وسوريا لبحث سبل تهدئة الوضع في السويداء وتحسين وصول المساعدات.
اقرأ أيضًا:
خطة نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة تضع الجيش الإسرائيلي أمام تحديات ضخمة
الدور الإسرائيلي والمساعدات عبر الأردن
تؤكد إسرائيل التزامها بحماية الأقلية الدرزية في سوريا، وقد حاولت قبل أسابيع إيصال المساعدات الإنسانية عبر الأردن، لكن عمّان رفضت السماح بذلك، ما دفع القوات الإسرائيلية إلى إسقاط المساعدات جوًا في مناطق السويداء.

وتقول تل أبيب إنها طلبت من واشنطن التدخل لإقناع دمشق بالموافقة على إنشاء ممر إنساني آمن، معتبرة أن الخطوة قد تحد من التدهور الإنساني وتخفف من حالة الاحتقان الأمني.
التحديات أمام تنفيذ الممر الإنساني
رغم الجهود الأميركية، يظل تنفيذ مشروع ممر إنساني بين إسرائيل والسويداء محفوفًا بالمخاطر، خاصة في ظل هشاشة الوضع الأمني السوري، وتعدد الأطراف المسلحة، وتضارب المصالح الإقليمية. ويرى مراقبون أن أي خطوة من هذا النوع تحتاج إلى ضمانات أمنية قوية لمنع تحويل الممر إلى قناة لتهريب الأسلحة أو استغلاله لأهداف سياسية وعسكرية.