ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، يوم الإثنين، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة قررت تجميد بعض القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، وذلك في محاولة لتجنب تعقيد المحادثات التجارية الحساسة مع بكين، ولتهيئة الأجواء لعقد اجتماع محتمل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من هذا العام.

تراجع عن حظر شريحة “H20” بعد ضغط من “إنفيديا”
كانت إدارة ترامب قد أعلنت في وقت سابق من العام الحالي عن حظر تصدير شريحة “H20” التي طورتها شركة Nvidia خصيصًا للسوق الصينية، ضمن حزمة من القيود التي تستهدف الحد من وصول الصين إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
اقرأ أيضًا
كارلسن يهزم “شات جي بي تي” في مباراة شطرنج عبر الإنترنت
لكن الصحيفة أفادت بأن القرار تم التراجع عنه بعد تدخل مباشر من الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، حيث مارست الشركة ضغوطًا شديدة على الإدارة الأمريكية محذّرة من تداعيات اقتصادية وتجارية سلبية محتملة.
مخاوف أمنية من التنازلات التكنولوجية
وفي المقابل، تستعد مجموعة من 20 خبيرًا أمنيًا ومسؤولًا أمريكيًا سابقًا لتوجيه رسالة إلى وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، للتحذير من أن تخفيف القيود على صادرات التكنولوجيا، خاصة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، قد يؤدي إلى إضعاف التفوق الاقتصادي والعسكري الأميركي، في ظل تسارع التطورات التكنولوجية الصينية.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن هذه الرسالة تأتي في وقت حساس، حيث تتصاعد الضغوط من دوائر الأمن القومي داخل واشنطن لإبقاء الصين خارج منظومة الابتكار التكنولوجي المتقدم.
هدنة تجارية جديدة مرتقبة بين واشنطن وبكين
في السياق ذاته، نقلت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة والصين تدرسان تمديد الهدنة التجارية الحالية لمدة ثلاثة أشهر إضافية، في ظل انعقاد جولة جديدة من المحادثات التجارية رفيعة المستوى بين الجانبين في العاصمة السويدية ستوكهولم، اليوم الإثنين.
ويأتي هذا التوجه قبيل موعد نهائي حاسم في 12 أغسطس، حيث يُتوقَّع من الجانبين التوصل إلى اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية لتجنّب العودة إلى التصعيد التجاري.
جولات سابقة ركزت على المعادن النادرة ورقائق الذكاء الاصطناعي
وتشير التقارير إلى أن جولات التفاوض السابقة، والتي انعقدت في جنيف ولندن خلال شهري مايو ويونيو، ركزت على عدد من الملفات المعقدة، من أبرزها:
خفض الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين.
استعادة تصدير المعادن الأرضية النادرة من الصين إلى الولايات المتحدة.
ملف رقائق Nvidia والقيود الأمريكية على تصديرها.
ضمانات بشأن استمرار تدفق سلع تكنولوجية حيوية في الأسواق العالمية.
تأتي هذه التطورات في ظل نزاع تجاري طويل الأمد بين الولايات المتحدة والصين، بدأ منذ عام 2018، وشهد تبادلًا لفرض رسوم جمركية على مئات المليارات من الدولارات من السلع، قبل أن يتم التوصل إلى هدنة مؤقتة في يونيو الماضي أوقفت التصعيد لأسبوعين، ما أتاح استئناف قنوات التفاوض.
ويبدو أن إدارة ترامب تسعى الآن إلى استثمار التقدم الحاصل في العلاقات التجارية لبناء أرضية سياسية واقتصادية أكثر استقرارًا، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.