في سباق مع الزمن، تكثف الولايات المتحدة الأمريكية جهودها الدبلوماسية لتنفيذ اتفاق غزة في محاولة لإنهاء الحرب التي تدخل عامها الثاني، عبر اتفاق شامل يضمن وقف القتال وإطلاق سراح الرهائن وبدء مرحلة إعادة الإعمار.
وبحسب مصادر مطلعة لموقع أكسيوس الأمريكي، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا موسعًا في البيت الأبيض مع فريقه الأعلى للأمن القومي، لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بـ مفاوضات غزة الجارية بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية.
اجتماع رفيع المستوى في البيت الأبيض بشأن اتفاق غزة
شارك في الاجتماع كل من نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي مايلز، وعدد من كبار مستشاري الأمن القومي.
وجاء اللقاء قبل مغادرة مبعوثي ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إلى مصر مساء اليوم، حيث من المقرر أن يشاركا في جولة حاسمة من مفاوضات شرم الشيخ التي تبدأ صباح الأربعاء، بحسب المصدرين اللذين تحدثا لـ أكسيوس.

وقال ترامب للصحفيين عقب الاجتماع: “فريق أمريكي إضافي سيلتحق بالمفاوضات في شرم الشيخ لضمان تسريع الوصول إلى اتفاق شامل بشأن غزة”.
الاجتماعات في شرم الشيخ.. مرحلة فنية قبل الحسم
وأفادت المصادر الأمريكية أن المفاوضات التي عقدت الإثنين والثلاثاء كانت فنية بحتة، ركزت على تحديد الفجوات المتبقية بين إسرائيل وحماس، على أن تدخل مرحلة الذروة بمجرد وصول ويتكوف وكوشنر إلى مصر.
وأطلع المبعوثان الأمريكيان الحضور في الاجتماع على أحدث المراسلات من الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك، كما قدما عرضًا تفصيليًا لمسار المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس.
ترامب: هناك فرصة حقيقية لإنهاء الحرب
وفي تصريحات من المكتب البيضاوي خلال استقباله رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، قال الرئيس الأمريكي: “هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق غزة، وسنبذل كل ما في وسعنا لضمان التزام جميع الأطراف به فور التوصل إليه”.
وأضاف ترامب أن الجهود الدبلوماسية الأمريكية تتوسع يومًا بعد يوم، مشيرًا إلى أن فريقًا إضافيًا من المفاوضين الأمريكيين توجه للمشاركة في المحادثات الجارية في مصر.
وتابع الرئيس الأمريكي: “بمجرد التوصل إلى اتفاق بشأن غزة، سنضمن أن يلتزم به الجميع. الوضع الحالي يمنح فرصة تاريخية لتحقيق سلام مستدام بعد عامين من الحرب”.
اقرأ أيضًا:
مصادر: حماس توافق على تسليم السلاح لهيئة مصرية فلسطينية.. وتطالب بضمانات أميركية لخروج قياداتها
وساطة ثلاثية وضغوط أمريكية مكثفة
تأتي التحركات الأمريكية وسط تكثيف الجهود المشتركة بين القاهرة والدوحة وواشنطن، بهدف بلورة خطة نهائية تنهي الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى ودمارًا واسعًا في القطاع.
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، فإن احتمالات إبرام صفقة التهدئة وإطلاق سراح الرهائن لم تكن أقرب مما هي عليه الآن، في ظل ضغط متواصل من إدارة ترامب لإتمام الاتفاق خلال أيام.
وقال ترامب أمس الإثنين: “لدينا فرصة جيدة جدًا لإبرام صفقة غزة، ربما تكون الأقرب منذ بداية الحرب”.
تتحرك واشنطن اليوم بخطى متسارعة نحو إنهاء حرب غزة عبر اتفاق غزة، وهو اتفاق تتوسط فيه مصر وقطر، مدعوم بغطاء دولي واسع، ومع وصول مبعوثي ترامب إلى شرم الشيخ، يدخل الملف مرحلة جديدة قد تحدد مستقبل الشرق الأوسط بعد عامين من الصراع الدامي.