شهدت إسرائيل، اليوم الأحد، مظاهرات حاشدة في أكثر من 350 نقطة احتجاجية بأنحاء البلاد، للمطالبة بعودة المحتجزين لدى حركة حماس وإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة، وواجهت هذه المظاهرات انتقادات شديدة من قبل عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية، الذين اعتبروها تهديدًا للأمن القومي ومحاولة “انقلاب سياسي” على حد وصفهم.
بن جفير: المظاهرات انقلاب سياسي على حساب المحتجزين
هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن جفير، المظاهرات والإضراب الشعبي الواسع، واصفًا إياها بـ”الانقلاب السياسي الخبيث”. وقال بن جفير في تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت: “إضراب اليوم، الذي دعا إليه كابلان، استمرار لحملات التحريض والرفض قبل السابع من أكتوبر، هؤلاء هم الأشخاص أنفسهم الذين أضعفوا إسرائيل حينها، ويحاولون تكرار ذلك الآن”.
وأضاف: “هذا الإضراب لا يخدم المحتجزين بل يعزز موقف حماس، ويُبعد إمكانية إعادتهم، وسيتم لاحقًا تحميل الحكومة المسؤولية، وكأن هذا انقلاب سياسي ساخر على حساب الأمن القومي”.
سموتريتش: الاحتجاجات تُضعف إسرائيل وتخدم حماس
من جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إن المظاهرات الحالية تُضعف موقف إسرائيل التفاوضي وتخدم مصالح حماس، مؤكدًا أن الضغط يجب أن يُوجَّه نحو الحركة وليس نحو الحكومة الإسرائيلية.
وأوضح سموتريتش:ة“هذه الاحتجاجات تضر بالأمن القومي، وتدفع نحو الاستسلام، ولا تسهم في إعادة المحتجزين، إنها تهدف إلى إحداث اضطراب في الحياة اليومية للإسرائيليين”.
ميكي زوهار: إغلاق الطرق تصرف خاطئ
أما وزير الثقافة الإسرائيلي، ميكي زوهار، فانتقد طريقة الاحتجاج، معتبرًا أن إغلاق الطرق وتعطيل حياة السكان خطأ فادح، داعيًا المتظاهرين إلى التعبير عن مطالبهم بوسائل “لا تمس بالأمن ولا بالحياة اليومية للمواطنين”.
اقرأ أيضًا
استعدادات إسرائيلية لشن هجوم بري على مدينة غزة خلال أسابيع
مظاهرات واسعة في أكثر من 350 موقعًا وإغلاق للطرق
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن المظاهرات امتدت إلى أكثر من 350 موقعًا في مختلف أنحاء البلاد، وأدت إلى إغلاق عشرات الطرق الرئيسية، من أبرزها الطريق السريع رقم 2 تحت جسر ياكوم، والطريق رقم 4 عند جسر درور في منطقة الشارون.
وشهدت مدن مثل زخرون يعقوب، بنيامينا، كفار شمرياهو، موديعين، رعنانا والجليل مظاهرات حاشدة، حيث رفع المتظاهرون لافتات وصور المحتجزين، من بينها صورة للمحتجز “إيتان هورن” كُتب عليها: “أعيدوه إلى منزله الآن”.
وأفادت تقارير صحفية بأن حركة القطارات تعطلت جزئيًا نتيجة محاولات بعض المتظاهرين استخدام وسائل النقل العامة بشكل جماعي وشبه منظم.
عائلات المحتجزين: بداية لتصعيد متواصل
في سياق متصل، أصدرت هيئة أهالي المحتجزين بيانًا بشأن يوم الاحتجاج، جاء فيه: “ما يجري اليوم هو بداية تصعيد في النضال الشعبي من أجل استعادة أحبائنا المحتجزين لدى حماس”.
وأعلنت العائلات عن إقامة مخيم احتجاجي أُطلق عليه “ن.ك. 50″، في أقرب نقطة ممكنة إلى قطاع غزة، في إشارة إلى محاولة الاقتراب من أماكن يُعتقد أن المحتجزين موجودون فيها.
وأضاف البيان: “ستبيت العائلات في هذا الموقع، وستواصل النضال من هناك، في رسالة واضحة بأننا لن نصمت حتى يعود جميع المحتجزين”.