أكد وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع الدورة العادية الـ164 لمجلس جامعة الدول العربية، الذي عُقد في القاهرة، ضرورة استمرار التحرك بقوة لوقف الحرب في غزة والحفاظ على مشروع الدولة الفلسطينية.
وجدد الوزراء رفضهم القاطع لمخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، مشددين على أن الدفاع عن حل الدولتين هو دفاع عن استقرار المنطقة ومستقبل الأجيال المقبلة.
وفي كلمته خلال الجلسة، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إن الاجتماع يُعقد في ظرف “دقيق وخطير”، واصفًا ما يجري في غزة بأنه “حرب إبادة” تهدف إلى ما هو أبعد من القتل والانتقام من شعب أعزل.
وأوضح أن الهدف الحقيقي يتمثل في تقويض القضية الفلسطينية برمتها عبر تشريد الشعب وتهجيره قسراً، ونزع أرضه بالضم غير القانوني، مؤكدًا أن العنوان العريض للتحرك العربي هو العمل بكل السبل لوقف هذه المذبحة.
رفض الانتهاكات الأمريكية والإسرائيلية
شدد أبو الغيط على رفض القرار الأمريكي بمنع منح تأشيرات للوفد الفلسطيني لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، واعتبره مخالفة صريحة للقانون الدولي والتزامات واشنطن بموجب اتفاقية المقر. كما جدد التأكيد على أن نحو 150 دولة اعترفت بفلسطين، وهو ما يعكس دعمًا دوليًا متزايدًا للمشروع الوطني الفلسطيني.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن وزراء الخارجية يجتمعون في ظروف إقليمية بالغة التعقيد، مشيرًا إلى مساعي إسرائيل لـ”تغيير خريطة المنطقة وفرض الهيمنة”.
وقال إن مواجهة هذا الخطر تتطلب عملاً عربيًا جماعيًا وفق استراتيجية شاملة، مجددًا رفض أي مخططات لتهجير الفلسطينيين من وطنهم.
كما أشاد الصفدي بالجهود التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأكد أهمية مؤتمر حل الدولتين الذي نظمته السعودية وفرنسا، والمقرر استكماله على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
قضايا عربية ملحة على الطاولة
لم يقتصر الاجتماع على القضية الفلسطينية، إذ ناقش وزراء الخارجية ملفات أخرى تتعلق بالأوضاع في السودان ولبنان وسوريا وليبيا واليمن. وأوضح أبو الغيط أن الأزمة السودانية لا تزال تنزف مقدرات هذا البلد وشعبه، مرحبًا بتشكيل حكومة مدنية، ومعربًا عن أمله في أن تكون خطوة نحو تعزيز مؤسسات الدولة والحفاظ على وحدتها.
كما شدد على دعم جهود لبنان في بسط سيادة الدولة ورفض الانتهاكات الإسرائيلية، داعيًا الوسيط الأمريكي إلى التدخل لوقف هذه الخروقات.
وفي الملف السوري، أكد الصفدي دعم بلاده لجهود إعادة بناء سوريا على أسس تضمن استقرارها ووحدة أراضيها، مشيرًا إلى أن استقرار سوريا يمثل ضرورة استراتيجية عربية ودولية. كما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان والتوصل إلى حل سياسي شامل يوقف معاناة الشعب السوداني.
دعوات لتعزيز العمل العربي المشترك
أكد وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر أن المرحلة الحالية مفصلية وتتطلب جرأة في العمل العربي المشترك وتفعيل دور الجامعة العربية في مواجهة التحديات.
وأوضح أن الحل العادل للقضية الفلسطينية لا يتحقق إلا بإقامة دولة مستقلة ذات سيادة، داعيًا إلى استثمار الزخم المتزايد للاعتراف بالدولة الفلسطينية وحشد دعم دولي أكبر، ليس فقط لوقف الحرب في غزة، بل لتأمين المساعدات الإنسانية ووقف مسار التهجير وضم الأراضي.
واختتم وزراء الخارجية العرب اجتماعهم بالتأكيد على أن العمل العربي المشترك لم يعد ترفًا، بل ضرورة استراتيجية تفرضها التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة، بدءًا من غزة وصولاً إلى مختلف بؤر الأزمات العربية.
اقرأ ايضًا…وصول قافلة المساعدات المصرية الـ30 إلى غزة عبر كرم أبو سالم