قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الأحد، إن بلاده تُحقق تقدمًا ملموسًا في المفاوضات الجارية حول التوصل إلى تسوية شاملة للوضع في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن مفتاح الحل يكمن في بدء عملية الإفراج عن المحتجزين، كخطوة أولى لوقف التصعيد.

تصريحات وزير الخارجية الأمريكي
جاءت تصريحات روبيو خلال مقابلة بثّتها قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، أجرتها معه الإعلامية لارا ترامب، زوجة إريك ترامب نجل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تناولت تطورات الأوضاع في عدد من الملفات الدولية الساخنة، وعلى رأسها النزاع المستمر في غزة.
اقرأ أيضًا
سفينة “حنظلة” تواصل الإبحار لغزة وإسرائيل تتأهب
مقترح أمريكي: الإفراج على مرحلتين خلال 60 يومًا
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن من بين الأفكار المطروحة حاليًا على طاولة المفاوضات، إطلاق سراح نصف المحتجزين في المرحلة الأولى، على أن يتم الإفراج عن البقية في مرحلة ثانية تمتد على مدى 60 يومًا. وأكد أن هذه المبادرة تحظى بدعم كبير داخل الإدارة الأمريكية، ويتم العمل عليها بتنسيق مكثف مع عدة أطراف إقليمية ودولية.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي أن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة لا تقتصر فقط على الضغط من أجل إنهاء القتال، بل تهدف إلى رسم خارطة طريق أكثر شمولًا، تتضمن ضمانات إنسانية وأمنية لكافة الأطراف، بما يمهد الطريق نحو تهدئة طويلة الأمد واستقرار إقليمي دائم.
جهود دبلوماسية على أعلى المستويات
شدد روبيو على أن الاتصالات السياسية والدبلوماسية مستمرة على مدار الساعة، وأن إدارة الرئيس الأمريكي تعمل بتنسيق كامل مع شركائها الدوليين، بما في ذلك مصر وقطر والأمم المتحدة، لتحقيق اختراق في الأزمة المستمرة منذ أشهر.
وقال: “ما نسعى إليه ليس مجرد هدنة مؤقتة، بل تسوية مستدامة توقف دوامة العنف، وتمنع تجدد التصعيد، وتُعيد الأمل لشعوب المنطقة”.
البيت الأبيض يدعم المسار التفاوضي
تأتي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي في وقت تتكثف فيه المساعي الدولية من أجل التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة، بعد فشل عدة جولات سابقة نتيجة تباين المواقف بين الأطراف المعنية، وعلى رأسها إسرائيل وحركة حماس.
وكان البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق أن الإدارة الأمريكية تدعم بقوة أي اتفاق يُفضي إلى تبادل المحتجزين ووقف شامل للعمليات العسكرية، مع التأكيد على ضرورة توفير مساعدات إنسانية عاجلة لسكان القطاع، الذين يعانون من أوضاع إنسانية كارثية.
مواقف دولية متفاوتة وتفاؤل حذر
ورغم إشارات التفاؤل التي أطلقها روبيو، فإن مواقف باقي الأطراف لا تزال متباينة، لا سيما فيما يتعلق بشروط وقف إطلاق النار، وضمانات التنفيذ، وترتيبات ما بعد الاتفاق. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الوصول إلى اتفاق شامل لا يزال يتطلب المزيد من التنازلات السياسية، وبناء قدر من الثقة بين الجانبين.
في المقابل، أبدت مصادر فلسطينية ترحيبًا حذرًا بأي مبادرة تؤدي إلى وقف العدوان على القطاع، ورفع الحصار، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، لكنها أكدت أن أي اتفاق يجب أن يضمن حقوق الفلسطينيين السياسية والإنسانية بشكل متوازن.
تقدم حذر نحو تهدئة مشروطة
في ظل الأوضاع الميدانية المتوترة في غزة، والتحديات الإنسانية الكبرى، يُنظر إلى التحركات الأمريكية بقيادة روبيو كفرصة حقيقية، لكن مشروطة، لوقف نزيف الدم. وبينما يعلق الكثيرون آمالهم على مسار تفاوضي جديد، تبقى الخطوات العملية على الأرض، ومدى التزام الأطراف، هي الفيصل في نجاح أو فشل هذا المسار.