في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، أكد وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، أن بلاده لا تسعى إلى توسيع رقعة الحرب أو زعزعة الاستقرار في المنطقة، لكنها جاهزة بشكل كامل للرد الحازم والمؤلم على أي محاولة عدوانية تمس سيادتها أو أمنها القومي.

تصريحات وزير الدفاع الإيراني
جاءت تصريحات وزير الدفاع الإيراني خلال مباحثات هاتفية منفصلة أجراها، مع كل من وزير الدفاع التركي يشار جولر، ووزير الدفاع الماليزي محمد خالد نوردين، حسب ما نقلته وكالة “تسنيم” الإيرانية.
الاعتداء جاء خلال مفاوضات.. وإيران لم ترفض الحوار
وفي مكالمته مع نظيره التركي، أشار نصير زاده إلى أن الهجوم الذي استهدف إيران وقع في وقت كانت فيه المفاوضات جارية، في إشارة واضحة إلى أن بلاده لا تعارض المسار التفاوضي، وإنما تتعرض لاعتداءات رغم التزامها بالحوار.
اقرأ أيضًا
دونالد ترامب: تهدئة وشيكة في غزة.. وصواريخ لأوكرانيا.. واستقالة باول مطلوبة
وقال الوزير:”هذا الاعتداء يثبت أن إيران منفتحة على المفاوضات، لكن في الوقت ذاته لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي في وجه أي تهديد لأمنها وسيادتها”.
وأكد أن إيران وتركيا تتقاسمان موقعًا جغرافيًا حساسًا، وتتشاركان في التهديدات والمصالح والمصير المشترك، ما يستدعي تعزيز التنسيق والمشاورات الأمنية بين البلدين لضمان الاستقرار الإقليمي.
سيناريوهات متعددة لمواجهة أي تطورات
وشدد وزير الدفاع الإيراني على أن طهران لا تثق بتصريحات وقف إطلاق النار بشكل مطلق، ولذلك وضعت مجموعة من السيناريوهات الدفاعية للتعامل مع أي تصعيد أو مغامرة عسكرية جديدة محتملة. وأضاف أن التحضيرات مستمرة لمواجهة جميع الاحتمالات، بما فيها الحرب غير المتكافئة.
أنقرة تدعو إلى اتفاق نووي يخدم مصالح المنطقة
من جهته، عبّر وزير الدفاع التركي يشار جولر عن ارتياح أنقرة لوقف إطلاق النار، مؤكداً دعم تركيا لحل الأزمة عبر القنوات الدبلوماسية، وقال:
“نعتقد أن المفاوضات النووية يجب أن تنتهي باتفاق معقول يخدم مصلحة إيران والمنطقة بأكملها”.
وأكد جولر أن تركيا تدرك أهمية استقرار إيران في المنظومة الإقليمية، وترى أن التعاون الثنائي العسكري والأمني يصب في مصلحة البلدين والمنطقة ككل.
كوالالمبور تؤيد طهران وتحمّل إسرائيل المسؤولية
وفي مكالمة أخرى، أعرب وزير الدفاع الإيراني خلال حديثه مع نظيره الماليزي محمد خالد نوردين عن تقديره للدور الماليزي في العالم الإسلامي، مؤكدًا أن ماليزيا بلد مؤثر في شرق آسيا، ومواقفه دائمًا مبنية على العدالة والمبادئ الإسلامية.
وأضاف نصير زاده:”نعتز كثيرًا بمواقف ماليزيا التاريخية المنحازة لقضايا الأمة، وخاصة في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها منطقتنا”.
من ناحيته، ألقى الوزير الماليزي باللائمة بشكل مباشر على إسرائيل، معتبرًا أنها الطرف المسؤول عن إشعال فتيل الحرب مع إيران، وقال:
“لقد أدنّا الهجوم الإسرائيلي منذ اللحظة الأولى وبشكل واضح. نحن واثقون أن إسرائيل لن تحقق أيًا من أهدافها في الشرق الأوسط، ولا سيما في ظل تنامي الوعي الإسلامي والإقليمي”.
تصعيد وتهدئة مشروطة
وتأتي هذه التصريحات وسط توترات أمنية حادة في الشرق الأوسط، حيث تتبادل إيران وإسرائيل الاتهامات بتنفيذ هجمات وعمليات عسكرية عبر الحدود المباشرة أو من خلال وكلاء. وفي الوقت ذاته، تشهد الساحة الإقليمية تحركات دبلوماسية حثيثة للتهدئة، سواء من قبل القوى الإقليمية أو الدولية.
وبينما تدفع بعض الأطراف نحو التهدئة والحوار، يبدو أن طهران تتبنى موقفًا مزدوجًا يجمع بين الانفتاح السياسي والاستعداد العسكري، في محاولة منها للحفاظ على توازن الردع في وجه التهديدات المتصاعدة.