أكد وزير العدل الإسباني فيليكس بولانيوس أن حكومة بلاده برئاسة بيدرو سانشيز اتخذت سلسلة من الإجراءات الحاسمة ضد إسرائيل على خلفية ما وصفه بـ”المجازر الجارية في قطاع غزة”، مشددًا على أن هذه القرارات تعكس القيم الإنسانية والسياسية التي تتبناها إسبانيا.

مرحلة حساسة في العلاقات مع إسرائيل
وفي مقابلة مع برنامج “الليلة في 24 ساعة” على القناة الإسبانية RTVE، أوضح بولانيوس أن العلاقات بين مدريد وتل أبيب تمر بـ”مرحلة حساسة ومعقدة”، مبينًا أن الخلافات تتركز مع حكومة بنيامين نتنياهو وليس مع الشعب الإسرائيلي أو دولة إسرائيل بحد ذاتها.
وأضاف أن الأصوات المعارضة للعمليات العسكرية داخل إسرائيل نفسها تؤكد أن الموقف الإسباني يجد صدى حتى بين الإسرائيليين الذين يرفضون استمرار ما يحدث في غزة.
اقرأ أيضًا
الاتحاد الأوروبي يخصص 25 مليار يورو لأوكرانيا لدعمها العسكري خلال 2025
حزمة إجراءات غير مسبوقة
وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز قد أعلن مؤخرًا عن حزمة من 9 إجراءات ضد إسرائيل، أبرزها:
-
فرض حظر رسمي على تصدير الأسلحة إلى تل أبيب.
-
منع دخول الطائرات العسكرية الإسرائيلية أو تلك التي تنقل معدات حربية إلى الأجواء الإسبانية.
-
حظر مرور السفن التي تحمل وقودًا مخصصًا للجيش الإسرائيلي عبر الموانئ الإسبانية.
ووفقًا للوزير بولانيوس، فإن هذه الإجراءات جاءت التزامًا بالقانون الدولي وسعيًا لحماية حقوق الإنسان، معتبرًا أن مدريد “تقدمت بخطوة شجاعة جعلتها تقود الاستجابة الدولية ضد حكومة نتنياهو”.
قيم إنسانية في قلب السياسة الإسبانية
شدد وزير العدل على أن قرارات الحكومة الإسبانية تستند إلى قيم أساسية، على رأسها الدفاع عن حقوق الإنسان والوقوف بجانب الضحايا، مشيرًا إلى أن الموقف الإسباني لم يقتصر على القضية الفلسطينية فقط، بل شمل أيضًا دعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي.
وقال بولانيوس: “قد لا تنهي هذه القرارات الإبادة التي يتعرض لها سكان غزة، لكنها خطوة إيجابية لمواصلة قيادة الرد الدولي والدفاع عن المبادئ الإنسانية”.
توتر متزايد مع تل أبيب
من جانبه، أقر الوزير بأن الإجراءات الأخيرة ساهمت في زيادة التوتر في العلاقات الثنائية مع إسرائيل، خاصة بعد أن اعترفت حكومة سانشيز رسميًا بدولة فلسطين، وهو ما اعتبرته تل أبيب تحولًا جذريًا في الموقف الإسباني.
ورغم ذلك، أكد بولانيوس أن مدريد لن تتراجع عن التزاماتها تجاه الفلسطينيين، بل ستواصل الضغط على إسرائيل حتى تتوقف الانتهاكات في غزة.
دعوة للاتحاد الأوروبي لاتخاذ مواقف صارمة
وأشار بولانيوس إلى أن التدابير التي أقرتها مدريد لا تستهدف إسرائيل فقط، بل تهدف أيضًا إلى دفع الاتحاد الأوروبي لاعتماد سياسات أكثر تشددًا تجاه تل أبيب، بما ينسجم مع القانون الدولي والالتزامات الإنسانية.