في تصعيد جديد وخطير للهجة السياسية الإسرائيلية، هدد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الأربعاء، بـ”تدمير السلطة الفلسطينية” على غرار ما قامت به إسرائيل في قطاع غزة، معتبرًا أن أي تحرك دولي للاعتراف بدولة فلسطينية هو بمثابة “هجوم سياسي” على إسرائيل يجب التصدي له بكل الوسائل.

تصريحات نارية خلال مؤتمر المستوطنين: “لا مكان لدولة فلسطينية”
جاءت تصريحات سموتريتش خلال مشاركته في مؤتمر صحفي عقده برفقة رؤساء مجالس المستوطنات، تحت عنوان “خطة فرض السيادة”، والذي يهدف إلى الترويج لمخطط ضم الضفة الغربية المحتلة إلى السيادة الإسرائيلية، بشكل أحادي، دون العودة إلى أي اتفاقيات دولية أو تفاهمات سياسية.
وخلال المؤتمر، شن الوزير الإسرائيلي المتطرف هجومًا حادًا على مؤتمر الأمم المتحدة والدول التي أعلنت أو تنوي الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشددًا على أن هذه الاعترافات تُعد “تحديًا مباشرًا للسيادة الإسرائيلية ومحاولة لفرض أمر واقع مرفوض”.
سموتريتش: “ضم الضفة هو الرد على الاعترافات الدولية”
وأكد سموتريتش في كلمته أن “السبيل الوحيد للرد على ما وصفه بـ”الحملة الدولية للاعتراف بدولة فلسطينية” هو التحرك الفوري لضم الضفة الغربية”، مضيفًا: “ضم الضفة هو أداتنا السياسية للرد على الهجوم الدبلوماسي الذي تشنه الأمم المتحدة ودول أوروبا ودول أخرى ضدنا”.
كما أشار إلى أن “هناك إجماعًا سياسيًا واسعًا داخل إسرائيل حول رفض قيام دولة فلسطينية”، زاعمًا أن إقامة دولة كهذه يمثل تهديدًا وجوديًا لأمن إسرائيل واستقرارها في المنطقة.
تهديد مباشر للسلطة الفلسطينية: “كما دمرنا غزة”
وفي لهجة شديدة التطرف، قال سموتريتش: “إذا استمرت السلطة الفلسطينية في مواقفها ومحاولاتها الحصول على اعتراف دولي بدولتهم المزعومة، فلن نتردد في تدميرها بالكامل، تمامًا كما فعلنا في قطاع غزة“.
هذا التصريح أثار ردود فعل غاضبة على وسائل الإعلام والمنصات الفلسطينية، حيث اعتبر مراقبون أن الوزير الإسرائيلي يعبر عن سياسة عنصرية تنذر بتفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، في ظل تصاعد التوترات الميدانية وارتفاع وتيرة الاستيطان.
اقرأ أيضًا:
وزير الدفاع اللبناني يتفقد المعابر الحدودية شمال لبنان: متابعة دقيقة لتنظيم مغادرة اللاجئين السوريين
تجاهل للشرعية الدولية وتصعيد خطير في الخطاب الرسمي
تصريحات سموتريتش تمثل تحديًا صارخًا للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة التي تؤكد على حل الدولتين كخيار وحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي تأتي في وقت يشهد فيه الملف الفلسطيني اهتمامًا دوليًا متزايدًا، بعد سلسلة اعترافات دول أوروبية بدولة فلسطين، مثل إيرلندا وإسبانيا والنرويج.
ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية، وخاصة تيار اليمين المتطرف الذي يمثله سموتريتش، تتجه إلى مزيد من التصعيد السياسي والميداني، سواء من خلال دعم الاستيطان، أو الدفع نحو إنهاء أي فرصة لإحياء مسار التفاوض مع الفلسطينيين.
السلطة الفلسطينية لم تعلّق رسميًا بعد
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر السلطة الفلسطينية ردًا رسميًا على تصريحات سموتريتش، إلا أن مصادر إعلامية نقلت عن مسؤولين فلسطينيين قولهم إن مثل هذه التصريحات “تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال، وتثبت أن حكومة نتنياهو لا تريد السلام ولا تعترف بالحقوق الفلسطينية الأساسية”.