كشفت مصادر مطلعة لشبكة «سي بي إس نيوز» الأمريكية، أن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، سيزور البيت الأبيض في 18 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أول زيارة رسمية له إلى واشنطن خلال الولاية الثانية للرئيس الأمريكي.
وتأتي هذه الزيارة المرتقبة في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية–الأمريكية مرحلة متقدمة من التقارب السياسي والاستراتيجي، وسط مساعٍ مشتركة لتعزيز التعاون في ملفات الدفاع والطاقة والذكاء الاصطناعي، إلى جانب القضايا الإقليمية الحساسة مثل الوضع في غزة والبرنامج النووي الإيراني.

زيارة تحمل دلالات استراتيجية
ووفقًا للمصادر التي تحدثت إلى «سي بي إس»، من المقرر أن يتناول اللقاء المرتقب بين ولي العهد السعودي والرئيس ترامب عدداً من الملفات الحيوية، أبرزها الصفقات التي جرى بحثها خلال مايو الماضي، إضافة إلى ملفات التعاون العسكري والاستخباراتي بين البلدين.
كما أشارت الشبكة إلى أن مسؤولي الجانبين يخططون لإقامة حفل توقيع رسمي خلال الزيارة، إلا أن التفاصيل النهائية لا تزال قيد الإعداد.
وذكرت وكالة بلومبيرغ أن الزيارة ستشهد توقيع اتفاقيات كبرى تشمل مجالات الدفاع، والذكاء الاصطناعي، والتعاون النووي، والتجارة، بما يعزز مكانة الشراكة بين الرياض وواشنطن على المدى الطويل.
اتفاق دفاعي قيد التوقيع
بحسب المصادر الأمريكية، فإن الجانبين السعودي والأمريكي يعملان على وضع اللمسات الأخيرة لاتفاق دفاعي شامل، يتضمن بنودًا تتعلق بـ:
تعزيز الدفاع الجوي السعودي.
توسيع نطاق تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية.
ضمان رد أمريكي مباشر على أي تهديدات تمس أمن المملكة.
ويُذكر أن إدارة ترامب كانت قد وقّعت مؤخرًا اتفاقية دفاع مشترك مع قطر، تتعهد بموجبها الولايات المتحدة باعتبار أي هجوم على الدوحة تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، فيما تسعى السعودية إلى إبرام اتفاق مماثل يرسّخ التزامات دفاعية واضحة بين الطرفين.

عودة قوية للعلاقات السعودية–الأمريكية
تُعد زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المقبلة إلى واشنطن الأولى منذ أكثر من سبع سنوات، رغم اللقاءات المتكررة التي جمعته بالرئيس ترامب في السنوات الأخيرة، وآخرها خلال جولة الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط في مايو الماضي، والتي ركزت على تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني وبحث سبل إنهاء الحرب بين إسرائيل وغزة.
ومن المتوقع أن يتناول الاجتماع المرتقب في البيت الأبيض متابعة الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال تلك الجولة، بالإضافة إلى بحث آليات تنفيذها وتوسيع مجالات التعاون الدفاعي والاستخباراتي.
ملفات إقليمية على الطاولة
تأتي الزيارة بعد أيام قليلة من دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، بوساطة أمريكية مباشرة أشادت بها السعودية، مما يعزز أهمية اللقاء في تنسيق المواقف حول الملفات الإقليمية الساخنة، لا سيما الأوضاع في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني.
ووفق المصادر الأمريكية، فإن المملكة تسعى إلى ترسيخ شراكتها الاستراتيجية مع واشنطن في مجالات الأمن والطاقة والدفاع، بالتوازي مع تطوير التعاون في مجالات التكنولوجيا الحديثة والاقتصاد الرقمي.
اقرأ أيضًا:
شراكة ممتدة ورؤية مشتركة
العلاقات بين الرياض وواشنطن تمتد لعقود من التعاون الوثيق، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت مرحلة جديدة من التقارب مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

فقد كانت المملكة أول دولة أجنبية زارها ترامب في عام 2017 بعد توليه الرئاسة لأول مرة، كما كان ولي العهد السعودي أول زعيم أجنبي يتصل به الرئيس الأمريكي في يناير 2025 بعد فوزه بولاية ثانية.
وفي تصريحات سابقة، وصف الرئيس ترامب العلاقات بين البلدين بأنها «ركيزة للأمن والازدهار في الشرق الأوسط»، بينما أكد ولي العهد السعودي أن التعاون السعودي–الأمريكي يمثل أساسًا للاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى أن الشراكة بين الجانبين تشمل الاقتصاد والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحديثة إلى جانب الدفاع والأمن.
