في بيان قوي حمل أبعاداً سياسية وإنسانية، دعت دول مجموعة “بريكس” خلال قمتها المنعقدة في مدينة ريو دي جانيرو، اليوم الأحد، إلى وقف فوري، دائم، وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، مشددة على ضرورة إنهاء العمليات العسكرية المستمرة منذ ما يقرب من عامين، والتي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا بين قتيل وجريح، وسط كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد آخر.
“بريكس”: الحل في الوقف الشامل والفوري لإطلاق النار في غزة
وأكد البيان الختامي للقمة أن المجموعة “تحثّ جميع الأطراف على الانخراط في مفاوضات بنية صادقة من أجل التوصل إلى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار في غزة، وضمان انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع”، مشيرًا إلى أهمية فتح المعابر وضمان دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى السكان المدنيين الذين يواجهون ظروفًا مأساوية نتيجة الحصار والتصعيد العسكري.
وفي موقف لافت، أدانت دول “بريكس” ما وصفته بـ”الضربات العسكرية غير المشروعة” التي استهدفت منشآت داخل الأراضي الإيرانية، معتبرة أن تلك الضربات تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وتهديداً لاستقرار المنطقة، وذلك من دون تسمية مباشرة للجهات المنفذة، في إشارة إلى إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين نفذتا عمليات استهدفت مواقع نووية وعسكرية في إيران خلال الأسابيع الماضية.
وخلال كلمته أمام القادة المشاركين، قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إن “ما يجري في غزة تجاوز كل حدود الصمت الممكن، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في تجاهل ما أسماه بالإبادة”، وأضاف: “لا شيء يبرر الهجمات الإرهابية التي نفذتها حركة حماس، لكن بالمقابل، لا يمكن القبول باستخدام إسرائيل للجوع كسلاح جماعي، أو أن تستمر المجازر ضد المدنيين بلا محاسبة”، داعياً إلى تحرك دولي عاجل لوقف النزيف.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العاصمة القطرية الدوحة تحركات دبلوماسية حثيثة لإحياء المفاوضات بين حركة “حماس” وإسرائيل بوساطة مصرية – قطرية، في محاولة جديدة للتوصل إلى اتفاق هدنة يضع حداً للدمار الإنساني ويتيح إدخال المساعدات وعودة النازحين.
يُشار إلى أن الحرب في غزة اندلعت في 7 أكتوبر 2023، عندما شنت حركة “حماس” هجوماً مفاجئاً على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب إحصاءات رسمية إسرائيلية. وردّت إسرائيل بحملة عسكرية واسعة النطاق استهدفت البنية التحتية للقطاع، وأسفرت – وفقاً لوزارة الصحة في غزة التي تديرها “حماس” – عن مقتل أكثر من 57,400 فلسطيني، أغلبيتهم الساحقة من النساء والأطفال، وهي حصيلة تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة، وتؤكد أنها تعكس كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وتواجه إسرائيل في الوقت الراهن انتقادات متزايدة من المجتمع الدولي، بما في ذلك اتهامات محتملة بارتكاب جرائم حرب، بينما يواصل المدنيون في غزة دفع الثمن الأكبر من حرب لم تنجح حتى الآن في تحقيق أي من أهدافها المعلنة، سواء أمنياً أو سياسياً.
تابع ايضًا…هجوم مسلح على سفينة تجارية في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن