إنه رجل نجا من الموت بأعجوبة ويعيش بنصف جسد فنا هي القصة؟!..لم يكن يوم العمل بالنسبة للورين شاورز، البالغ من العمر 19 عامًا، مختلفًا عن أي يوم آخر، حتى لحظة تحولت فيها حياته بالكامل.

فقد تعرض لحادث مروع أثناء تشغيله رافعة شوكية، انتهى بإجراء واحد من أندر أنواع العمليات الجراحية في العالم: استئصال النصف السفلي من جسده لإنقاذ حياته.

وبينما بدا الحادث نهاية مأساوية، قرر لورين أن يجعله بداية جديدة مفعمة بالإرادة والعزيمة، وأصبح منذ ذلك الحين مصدر إلهام للكثيرين حول العالم.

يعيش «بنصف جسد»

في عام 2019، كان لورين يعمل في أحد مواقع البناء في ولاية مونتانا الأمريكية، حيث ساعد في توجيه حركة المرور أثناء إنشاء جسر.

وبينما كان يقود رافعة شوكية بالقرب من حافة الجسر، انزلقت الآلة الضخمة وسقطت من فوق الحافة.

حاول لورين القفز منها، لكنه لم ينجُ من سقوطها، حيث انقلبت عليه وسحقته تحت ثقلها الهائل.

كانت الإصابات التي لحقت به مدمّرة لدرجة أن الأطباء لم يجدوا خيارًا لإنقاذه سوى إجراء عملية استئصال جذري للنصف السفلي من جسده، بما في ذلك الساقين والحوض والأعضاء الداخلية في تلك المنطقة.

قرار الخضوع لمثل هذه العملية لم يكن سهلًا، فقد واجه لورين خيارًا مؤلمًا: إما قبول العملية الجراحية غير المألوفة والمحفوفة بالمخاطر أو مواجهة موت شبه مؤكد. ولكن روحه المقاتلة غلبت اليأس، وقرر أن يتمسك بالحياة.

ورغم حجم المأساة، عبّر لورين لاحقًا عن امتنانه العميق لأنه لا يزال على قيد الحياة. وقال في أحد تصريحاته:
“أنا الآن أعيش حياة بسيطة للغاية مقارنةً بما كانت عليه حياتي قبل الحادث، لكن هناك أشياء كثيرة أصبحت أقدّرها. بعد حوالي ثلاثة أشهر من الحادث، أدركت كم هو أمرٌ مذهل ومُعجز أن أكون حيًّا”.

ورغم كل الألم الجسدي والمعنوي، لم تكن العمليات الجراحية أو فترات التعافي الطويلة هي ما سبّب له أكبر قدر من المعاناة، بل كانت خيبة الأمل في بعض من اعتبرهم أصدقاء مقربين.

فقد كشف لورين أن كثيرًا منهم انسحبوا من حياته بعد الحادث، غير قادرين على التكيف مع واقعه الجديد.

اقرأ أيضًا..

حكاية «الطفل المعجزة» ولد بجلد طفل عمره 5 سنوات وأبكت حالته الأطباء

تحول المأساة إلى قصة أمل 

“أشعر بخيبة أمل كبيرة من بعض الأشخاص الذين كنت أعتبرهم أصدقاء حقيقيين”، قال لورين، موضحًا أن عالمه أصبح أصغر، لكنه في المقابل أكثر وضوحًا. أولئك الذين بقوا إلى جانبه كانوا هم الأشخاص الذين يستحقون مكانهم فعلًا في حياته.

وسط هذا الظلام، كانت هناك نقطة ضوء ساطعة. صديقته آنذاك، سابيا، أصبحت الركيزة الأساسية في حياته، وبمرور الوقت، شريكة دربه وزوجته.

كانا قد ارتبطا عاطفيًّا منذ 18 شهرًا فقط عندما وقع الحادث، لكنها لم تتردد لحظة في الوقوف بجانبه. ودعمت سابيا لورين في أصعب لحظات حياته، خلال الجراحات وفترات إعادة التأهيل، حتى أصبحا اليوم زوجين مترابطين، وريتشي – كما يناديها – هي مقدمة الرعاية الرئيسية له.

يشارك الزوجان قصتهما مع العالم من خلال قناتهما على موقع يوتيوب، والتي يتابعها أكثر من 600 ألف مشترك. عبر هذه المنصة، يوثقان يومياتهما، ويروي لورين فيها تجاربه، ومشاعره، وكيفية تعامله مع الألم والإعاقة، والأهم من ذلك: كيف يحافظ على روح الدعابة والإيجابية رغم كل ما مر به.

“ليس ذنب أحد أنني أشعر بالألم”، يقول لورين في أحد مقاطع الفيديو. “لن أسمح لنفسي بأن أغرق في كراهية العالم. سأبقى أحاول أن أكون مرحًا قدر ما أستطيع، حتى لو كنت في داخلي أتألم”.

رحلة لورين شاورز من تحت أنقاض الرافعة إلى مصافّ الشخصيات الملهمة عالمياً، ليست فقط قصة نجاة، بل شهادة حيّة على قدرة الإنسان على التكيّف والتغلب على أقسى الظروف.

إنه يذكرنا بأن الروح لا تُقاس بجسد، وأن الشجاعة ليست غياب الخوف، بل المضي قدمًا رغم وجوده.

لورين ليس وحده في هذه المسيرة، فهناك من يشاركونه التحدي ويضيئون الطريق لغيرهم، كما في قصة المرأة التي أصبحت رمزًا في عالم الموضة رغم إصابتها بالشلل بعد حادث غريب. قصص مثل هذه تذكرنا دومًا بأن الإصرار يمكن أن يحطم أي قيود.