وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدًا قانونيًا مباشرًا ضد شبكتي CNN وصحيفة نيويورك تايمز، في خطوة تصعيدية جديدة ضمن معاركه مع وسائل الإعلام الأمريكية، متهمًا إياهما بنشر تقارير “كاذبة ومسيئة” تتعلق بتأثير الضربات الأمريكية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية.

تكليفات من الرئيس الأمريكي
وأفادت تقارير أمريكية بأن ترامب كلّف محاميه الشخصي أليخاندرو بريتو بإرسال خطابات قانونية رسمية إلى كل من CNN ونيويورك تايمز، يطالب فيها بسحب تقارير نُشرت في 24 يونيو الجاري، والتي وصفها الخطاب بأنها “تشهيرية ومغلوطة بشكل صارخ”.
الخطاب القانوني أكد أن التقارير المشار إليها تتعارض مع تصريحات ترامب العلنية، والتي شدد فيها على أن مواقع تخصيب اليورانيوم الإيرانية قد “دُمّرت بالكامل” جراء الضربات الأمريكية الأخيرة، في حين زعمت الوسيلتان الإعلاميتان أن التقييم الاستخباراتي الأولي يشير إلى أن الضرر كان محدودًا.
اقرأ أيضًا
نتنياهو وترامب يتفقان على إنهاء الحرب في غزة خلال أسبوعين
البيت الأبيض يعترف بالتقييم
ورغم محاولة ترامب نفي ما ورد في تلك التقارير، إلا أن مسؤولين داخل إدارته السابقة أكدوا وجود تقييم استخباراتي أمريكي أولي يشير إلى أن الضربات لم تحقق التأثير المدمر الذي تحدث عنه الرئيس. ومع ذلك، زعم هؤلاء المسؤولون أن هذا التقييم كان “ضعيفًا” وغير دقيق، بل ذهب بعضهم إلى القول إن تسريبه جاء بهدف “تشويه صورة الرئيس ترامب” والتقليل من مصداقية قراراته العسكرية.
ردود حازمة من وسائل الإعلام
من جانبها، ردت شبكة CNN على الخطاب القانوني برفض قاطع للاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة أن تقريرها مبني على معلومات دقيقة من مصادر استخباراتية موثوقة، كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز بيانًا رسميًا جاء فيه:
“لا حاجة للتراجع، لن نعتذر، لقد قلنا الحقيقة بكل ما أوتينا من قوة، وسنواصل القيام بذلك.”
وأكدت الصحيفة أنها تتمسك بمصداقيتها واستقلاليتها التحريرية في تغطية الشؤون السياسية والعسكرية، مشددة على أن ما ورد في تقاريرها يستند إلى تقاطع معلومات من مصادر متعددة داخل الحكومة.

تصعيد مستمر بين الرئيس الأمريكي والإعلام
يأتي هذا التطور في سياق الصراع الطويل بين دونالد ترامب والمؤسسات الإعلامية الأمريكية، والذي تفاقم خلال سنوات حكمه ولا يزال مستمرًا بعد مغادرته البيت الأبيض. وقد اعتاد ترامب على وصف تقارير وسائل الإعلام الكبرى بأنها “أخبار مزيفة”، فيما تعتبر هذه الوسائل أن هجماته تمثل تهديدًا لحرية الصحافة.
ويرى مراقبون أن تصعيد ترامب ضد الإعلام في هذا التوقيت قد لا يكون معزولًا عن التحضيرات المحتملة لحملته الانتخابية الجديدة لعام 2026، حيث يسعى لترسيخ صورته كقائد حازم يواجه “تحالفات النخبة” التي يتهمها بتقويض إنجازاته.