كشفت شركة “Character.AI”، المتخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التفاعلي، عن أحدث أبحاثها في مجال الفيديو التوليدي، حيث تعمل على تطوير نموذج جديد يفتح آفاقًا جديدة للتفاعل بين البشر والذكاء الاصطناعي من خلال محادثات مرئية شبيهة بمكالمات الفيديو التقليدية.

نموذج “TalkingMachines”: محادثات واقعية انطلاقًا من صورة وصوت
النموذج الجديد الذي أطلق عليه اسم “TalkingMachines” يتيح إنشاء فيديوهات متحركة لشخصيات ذكاء اصطناعي تتحدث وتتفاعل بالصوت والصورة في الوقت الحقيقي، وذلك استنادًا فقط إلى صورة ثابتة وإشارة صوتية، وتقوم هذه التقنية بتوليد حركات وجه واقعية وتعابير دقيقة تتزامن مع الكلام المنطوق، لتنتج تجربة محاكاة شبه حقيقية للحوار البشري.
وجهًا لوجه مع الذكاء الاصطناعي
بفضل هذه التقنية، تقترب الشركة من تحقيق قفزة نوعية في تجربة المستخدم، بحيث يصبح بالإمكان التحدث إلى شخصيات ذكاء اصطناعي “وجهًا لوجه”، بطريقة تفاعلية مرئية تشبه مكالمات الفيديو عبر تطبيقات مثل “FaceTime”، ووفقًا لتقرير نشره موقع “Neowin” التقني، فإن هذه الخطوة تمثل إحدى أكثر التطورات اللافتة في مضمار الذكاء الاصطناعي التفاعلي.
تجارب واقعية تتجاوز النصوص.. الذكاء الاصطناعي يتحرك ويتحدث
على عكس الأدوات التقليدية التي تعتمد على التفاعل النصي أو الصوتي فقط، فإن “TalkingMachines” تضيف البُعد المرئي إلى تجربة المستخدم، ويؤكد فريق “Character.AI” أن ما يميز هذا النموذج هو قدرته على دمج الصوت والحركة في شخصية رقمية واحدة، ما يجعله أكثر قربًا من التفاعل البشري الطبيعي.
وتتمثل أبرز مزايا هذه التقنية في قدرتها على دعم مجموعة واسعة من الأنماط البصرية، تشمل:
-
شخصيات بشرية واقعية
-
أنماط أنمي يابانية
-
رموز أفاتار ثلاثية الأبعاد
هذا التنوع يتيح للمستخدمين تخصيص تجربتهم التفاعلية وفقًا لاهتماماتهم وثقافاتهم، مع الحفاظ على جودة الحوار والانسيابية في التفاعل.
تفاعل طبيعي يحاكي البشر: فترات استماع وتحدث ديناميكية
من الخصائص اللافتة التي يتم تطويرها ضمن هذا النموذج هي محاكاة فترات التحدث والاستماع الطبيعية بين الشخصيات والإنسان، مما يجعل المحادثة أكثر واقعية وأقل اصطناعًا، وتُظهر الاختبارات الأولية أن الشخصيات التي يتم توليدها يمكنها الرد بطريقة ديناميكية، مع تعبيرات وجه متزامنة مع نبرة الصوت وسياق الحديث.
اقرأ أيضًا
«تيك توك» في مهب السياسة.. صفقة أمريكية صينية تلوح في الأفق
لم تدخل التطبيق بعد.. ولكنها قادمة
رغم ما تم الإعلان عنه، أوضحت شركة “Character.AI” أن هذه التقنية لا تزال في مرحلة البحث والتطوير، ولم يتم دمجها بعد في تطبيقها الأساسي، ومع ذلك، فإنها تمثل خطوة كبيرة نحو دمج واجهات بصرية تفاعلية ضمن المنصات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
سباق الابتكار: من سيكون الأول؟
إذا نجحت الشركة في إطلاق هذه الميزة رسميًا، فستكون من أوائل الجهات التي تقدم مثل هذه التجربة على نطاق واسع، وربما تكون أول شركة في العالم تحقق هذا النوع من التواصل المتكامل بين الإنسان والآلة، ويُتوقع أن تفتح هذه التقنية الباب أمام موجة جديدة من التطبيقات في مجالات التعليم، وخدمة العملاء، والعلاج النفسي، والترفيه، وغيرها.
ختامًا، يمكن القول إن “Character.AI” تقترب بخطى ثابتة من تحويل الخيال العلمي إلى واقع ملموس، حيث يصبح التحدث إلى شخصية ذكاء اصطناعي تراه وتسمعه وتحاوره أمرًا طبيعيًا في المستقبل القريب، وفي عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي، فإن مثل هذه المبادرات قد تعيد رسم شكل العلاقات بين البشر والتقنيات الذكية.