في الوقت الذي يتوقع خلاله إطلاق سراح 6 أسرى أمريكيين من قبل حركة المقاومة الفلسطينية حماس كلفتة حسنة ينتظرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفيما صرحت الحركة عن إلتزامها ببنود الصفقة والجدول الزمني المقرر، أعلنت مصادر عبرية أن وزير الدفاع الإسرائيلي صادق على هجوم شرس على قطاع غزة في حال لم يتم تسليم الأسرى السبت المقبل.
«6 أسرى أمريكيين» ترامب ينتظر هدية من حماس
نقلت القناة 13 العبرية، عن مسؤول أمريكي رفيع توقعه بإطلاق حماس 6 محتجزين يحملون الجنسية الأمريكية تقديرًا للرئيس دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن ترامب يرغب في لفتة من حماس من خلال إطلاق هؤلاء المحتجزين.
ووفقًا لما صرحت به حماس، تم تذليل العقبات التي تهدد بانهيار اتفاق غزة حيث أشارت حماس في تصريحها إلى أنه يمكن تجنب الأزمة التي تهدد بانهيار اتفاق الهدنة، على الرغم من عدم اليقين بشأن عدد الرهائن المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت والتقارير المتضاربة بشأن دخول إمدادات المساعدات إلى القطاع.
وقالت حماس إنها ملتزمة بتنفيذ الصفقة، “بما في ذلك تبادل الأسرى وفقًا للجدول الزمني المحدد”، لكنها لم تحدد عدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم يوم السبت، حيث من المقرر إطلاق سراح ثلاثة. فيما طالب الرئيس دونالد ترامب بإطلاق سراح جميع الرهائن بحلول ظهر يوم السبت.
وأفادت وسائل إعلام مصرية، أن القاهرة والدوحة نجحتا في “التغلب على العقبات”. ونقلاً عن مصدر رسمي، إن إسرائيل وحماس ملتزمتان الآن بتنفيذ الصفقة.

وقالت حركة حماس إن الوسطاء وعدوا بحل القضايا التي تمنع استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، رغم أن المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفى تقريرًا قطريًا يفيد بدخول منازل متنقلة ومعدات ثقيلة إلى القطاع.
ووصف مكتب رئيس الوزراء تقرير الجزيرة، الذي زعم أن المنازل المتنقلة ومعدات تحريك التربة ستُسمح بدخولها إلى القطاع يوم الخميس، بأنه “أخبار كاذبة”. وقال البيان “لا أساس لذلك”، وتابع المتحدث باسم نتنياهو بما مفاده “لا دخول لمنازل متنقلة أو معدات ثقيلة إلى غزة، ولا يوجد تنسيق لذلك”.
وكانت مصادر أمنية مصرية صرحت لرويترز إنهم يتوقعون دخول معدات بناء ثقيلة يوم الخميس وإذا حدث ذلك فإن حماس ستفرج عن الرهائن يوم السبت كما هو مقرر. فيما قالت حماس إنه تم تسليم 73 ألف خيمة ولكن لا منازل متنقلة.
اقرأ أيضًا
السيسي وملك الأردن يؤكدان على وحدة الصف ويبحثان جهود دعم فلسطين وإعادة إعمار غزة

وصول وفد حماس إلى القاهرة
جاء بيان حماس بعد يوم من وصول وفد حماس، بقيادة المسؤول الكبير خليل الحية، إلى القاهرة لإجراء محادثات مع الوسطاء بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الفاشل الذي تم إبرامه الشهر الماضي.
وقالت حماس إن المحادثات الأخيرة في القاهرة ركزت على قضايا مثل السماح لإسرائيل بدخول المنازل المتنقلة والخيام والإمدادات الطبية والوقود والآلات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض.
كما أعلنت حماس إنها لا تريد انهيار الاتفاق، رغم أنها رفضت ما أسمته “لغة التهديد والترهيب” من نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اللذين قالا إن وقف إطلاق النار يجب أن ينتهي إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن.
وقالت الحركة في بيان: “بناءً على ذلك، تؤكد حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق كما تم توقيعه، بما في ذلك تبادل الأسرى وفقًا للجدول الزمني المحدد”، مضيفة أن الوسطاء المصريين والقطريين سيواصلون الجهود “لإزالة العقبات وسد الفجوات”.
وكان قد تعرض وقف إطلاق النار الهش للتوتر منذ أعلنت حماس يوم الاثنين أنها لن تطلق سراح الرهائن يوم السبت كما هو مخطط له، متهمة إسرائيل بمنع المساعدات من الوصول إلى القطاع، وهو ما تنفيه إسرائيل. ثم حذر ترامب من أن “الجحيم” سوف ينفجر إذا فشلت حماس في إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة بحلول يوم السبت.
وعقب هذه التصريحات، قال نتنياهو إن إسرائيل ستستأنف “القتال العنيف” في غزة إذا لم تعيد حماس الرهائن بحلول ظهر يوم السبت. ثم أصدرت إسرائيل سلسلة من التصريحات المتضاربة قالت فيها إن حماس يجب أن تطلق سراح “رهائننا” و”تسعة رهائن” و”جميعهم” حتى يستمر وقف إطلاق النار.
وفي جولة في غزة صباح الخميس، قال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي رونين بار إن القوات مستعدة للتصعيد إذا انهارت صفقة الرهائن مع حماس. وفي تصريحات أدلى بها جهاز الأمن العام الإسرائيلي، قال بار إنه إلى جانب الجهود المبذولة لإتمام صفقة إطلاق سراح الرهائن.
هل دخلت المنازل المتنقلة إلى غزة؟
صرح سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حماس في غزة، لرويترز إن 73 ألف خيمة فقط من أصل 200 ألف خيمة مطلوبة وصلت إلى القطاع، بينما لم يتم السماح بدخول أي منازل متنقلة حتى الآن.
وقالت وكالة وزارة الدفاع التي تشرف على تسليم المساعدات إلى غزة إن 400 ألف خيمة سُمح بدخولها حتى الآن، في حين لم ترسلها الدول التي كان من المفترض أن تزود غزة بالمنازل المتنقلة بعد.
وأكد مسؤولون دوليون في مجال المساعدات أن المساعدات كانت تصل رغم المشاكل اللوجستية الكبيرة، وإن كانوا حذروا من أن هناك حاجة إلى المزيد.
وقالت شاينا لو، المسؤولة في المجلس النرويجي للاجئين ومقره العاصمة الأردنية عمان: “لقد شهدنا تحسناً في بعض النواحي، ولكن من المؤكد أن الاستجابة ليست كافية لتلبية احتياجات العديد من الناس الذين يواجهون الكثير من الدمار والخسائر”.
وقالت إن مواد الإيواء كانت تدخل، على الرغم من القيود الإسرائيلية على ما يسمى بالمواد “ذات الاستخدام المزدوج” والتي يمكن استخدامها أيضاً لأغراض عسكرية.
وبموجب وقف إطلاق النار، أطلقت حماس حتى الآن سراح 16 رهينة إسرائيليًا من مجموعة أولية تضم 33 طفلاً وامرأة ورجلاً مسناً وافقت على تبادلهم مقابل ما يقرب من 2000 سجين ومعتقل أمني فلسطيني في المرحلة الأولى من صفقة متعددة المراحل.
كما أطلقت حماس سراح خمسة رهائن تايلانديين في عملية إطلاق سراح غير مقررة في يناير الماضي.
وكان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي كان الوسطاء يأملون أن تشهد إطلاق سراح الرهائن المتبقين فضلاً عن الانسحاب الكامل لقوات الدفاع الإسرائيلية من غزة، في الدوحة، لكن فريقاً إسرائيلياً عاد إلى بلاده يوم الاثنين، بعد يومين من وصوله.
وقد أدى التهديد بإلغاء وقف إطلاق النار الأولي لمدة 42 يوماً والذي شكل أساس الاتفاق إلى خروج الآلاف من المتظاهرين الإسرائيليين إلى الشوارع هذا الأسبوع، مطالبين الحكومة بالالتزام بالاتفاق من أجل إعادة الرهائن المتبقين إلى ديارهم.
إطلاق سراح الرهائن السبت المقبل
ذكرت قناة 12 الإخبارية أنه من المتوقع أن تطلق حماس سراح ثلاثة رهائن يوم السبت، وفقًا لجدول الهدنة، إذا صمدت صفقة وقف إطلاق النار.
وورد أن إسرائيل أرسلت رسالة إلى حماس من خلال الوسيطين مصر وقطر مفادها أن الاتفاق سيستمر إذا أطلقت الجماعة سراح ثلاثة رهائن، كما هو مقرر، يوم السبت.
وفي الوقت نفسه، دعا مسؤول المكتب السياسي لحماس حسام بدران إلى مسيرات حاشدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية خلال عطلة نهاية الأسبوع معارضة لخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة من أجل إعادة بناء الجيب الممزق بالحرب.
كما دعا بدران الفلسطينيين إلى التعبئة وسط تصاعد العنف في شمال الضفة الغربية مع استمرار القوات الإسرائيلية في عملية مكافحة الإرهاب التي استمرت لأسابيع، وحثهم على “المشاركة في الحركة العالمية” والتوحد “حول خيار المقاومة”.
وقد أثارت خطة ترامب للسيطرة على غزة قلق العالم العربي، وخاصة الأردن ومصر، اللتين اختارهما الرئيس الأمريكي كمرشحين رئيسيين لاستضافة الفلسطينيين المعاد توطينهم.