يُعد مشروع صمامات مجدي يعقوب الجديدة، ثورة في عالم جراحة القلب يقودها البروفيسور مجدي يعقوب، ففي عالم الطب الحديث، تظل التحديات التي تواجه جراحة القلب قائمة رغم التقدم الكبير الذي أُحرز على مر العقود، ومع ذلك، تظهر مبادرات ثورية تهدف إلى تغيير الواقع الطبي للأفضل، كان آخرها مشروع الدكتور مجدي يعقوب لتطوير صمامات قلب تنمو طبيعيا داخل جسم المريض.
يقود البروفيسور المصري مجدي يعقوب، أحد أبرز جراحي القلب في العالم، مشروعًا طموحًا لتطوير صمامات قلبية تنمو طبيعيًا داخل الجسم، مما يعد إنجازًا طبيًا غير مسبوق يمكن أن يُحدث ثورة في علاج أمراض القلب، وفي هذا التقرير سنستعرض معكم تفاصيل هذا الابتكار “صمامات مجدي يعقوب وآفاقه المستقبلية.
صمامات مجدي يعقوب تنمو طبيعيًا داخل الجسم
يقود البروفيسور المصري مجدي يعقوب، جراح القلب الشهير، مشروعًا بحثيًا يهدف إلى تطوير صمامات قلبية يمكنها أن تنمو طبيعيًا داخل جسم الإنسان، مما ينهي الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة لعلاج أمراض القلب. ومن المقرر أن تُزرع هذه الصمامات الجديدة، المصنوعة من ألياف تعمل كـ”سقالة” حيوية، في أكثر من 50 مريضًا في المرحلة الأولى من التجارب السريرية.
ما الجديد في صمامات مجدي يعقوب؟
التقنيات المستخدمة حاليًا لإنتاج صمامات قلبية ميكانيكية أو بيولوجية تعاني من عدة عيوب. فالصمامات البيولوجية المستخلصة من أنسجة حيوانية أو بشرية تتعرض للرفض المناعي وتدوم لفترات محدودة، بينما تتطلب الصمامات الميكانيكية استخدام أدوية مانعة لتجلط الدم مدى الحياة. هذه التحديات تمثل عبئًا خاصًا على الأطفال المصابين بعيوب خلقية، حيث لا تنمو هذه الصمامات بالتزامن مع نمو أجسامهم، ما يستلزم استبدالها مرارًا.
وعلى النقيض تماما تعد صمامات مجدي يعقوب حلا مثاليا، لأنها تنمو طبيعيا داخل جسم المريض، لذلك لا حاجة لاستبدالها واللجوء لعمليات جراحية متكررة، كما أنها تتلافى مشكلة الرفض المناعي من الجسم.
صمامات مجدي يعقوب إنجاز علمي واعد
تظهر نتائج دراسة قادها البروفيسور يعقوب، ونُشرت في دورية “كومينيكيشن بيولوجي” في أكتوبر 2023، نجاح الصمامات الجديدة “صمامات مجدي يعقوب” في محاكاة الوظائف الطبيعية لصمامات القلب، حيث أُجريت التجارب على الأغنام وأظهرت أن السقالة الحيوية تجذب خلايا الجسم، لتتحول إلى نسيج حي خلال فترة قصيرة. وفي غضون ستة أشهر، تصبح الصمامات مكونة بالكامل من خلايا المريض نفسه.
مزايا الصمامات الجديدة
كشف البروفيسور يعقوب، خلال تصريحات تليفزيونية ماهية عمل هذا الصمامات قائلا، إن الصمامات الجديدة صغيرة الحجم ويمكن زراعتها من خلال القسطرة، دون الحاجة إلى إجراء عمليات جراحية كبرى.
وأكد أن هذه الصمامات المصنوعة من مادة “بي سي إل” مصممة بطريقة تُسهل دخول الخلايا وتعمل كجزء حيوي من جسم المريض، كما تنمو هذه الصمامات مع الأطفال، مما يقلل الحاجة إلى تدخلات جراحية متكررة.
التصنيع والتطبيق العالمي
من المقرر تصنيع هذه الصمامات في إنجلترا وألمانيا وهولندا، مع إمكانية التصنيع في مصر حال توفر الإمكانيات. ويتوقع أن تطرح في الأسواق خلال ثلاث سنوات بعد الحصول على الموافقات الطبية اللازمة، وقد حصل الدكتور مجدي يعقوب على بدأ التجارب السريرية التي تشمل بين 50 إلى 100 مريض، بما في ذلك الأطفال، في معهد القلب ببريطانيا، والتي تستمر لحوالي 18 شهرًا.
رؤية الخبراء: نقلة نوعية في الطب
وصف الدكتور إبراهيم الشربيني، مدير مركز أبحاث علوم المواد بمدينة زويل، صمامات مجدي يعقوب بأنها نقلة نوعية في علاج أمراض القلب، وأشار إلى أن الصمامات تُصنع باستخدام تقنيات “هندسة الأنسجة” التي تجمع بين الخلايا والسقالات الحيوية لتكوين أنسجة متكاملة.
زأكد الدكتور إبراهيم الشربيني أن الصمامات الجديدة التي يجري تطويرها تمثل تحولًا نوعيًا في المجال الطبي. هذه الصمامات تمتاز بقدرتها على النمو مع نمو الطفل، مما يجعلها جزءًا متكاملًا ومتجانسًا مع جسم المريض، ويقلل بشكل كبير من الحاجة إلى التدخلات الجراحية المتكررة.
وأوضح الدكتور الشربيني أن تطبيقات “هندسة الأنسجة” تهدف إلى تطوير نسيج حيوي، جزء من عضو بشري، أو حتى عضو كامل، وتعتمد هذه العملية على ثلاثة مكونات رئيسية:
المكون الأول هو الخلايا، وهي الوحدات الأساسية المكونة للأنسجة الحيوية. يتم اختيار خلايا ملائمة للنسيج المطلوب، وزراعتها لتتكاثر وتتراكم تدريجيًا، حتى تتشكل الطبقات التي تكوّن النسيج النهائي.
أما المكون الثاني فهو السقالة الحيوية، التي تُعد هيكلًا ثلاثي الأبعاد يُحاكي البيئة الطبيعية للأنسجة أو الأعضاء على المستوى الدقيق. تُصنع السقالة من مواد حيوية متوافقة مع الجسم وقابلة للتحلل الحيوي، بحيث تتحلل تدريجيًا أو يتم امتصاصها مع مرور الوقت، خصوصًا إذا كانت الحاجة تستدعي ذلك خلال مراحل العلاج. توفر السقالة الدعم الهيكلي للخلايا المزروعة، وتساعدها على النمو والتماسك لتشكيل النسيج المطلوب.
وأشار الدكتور إلى أن المكون الثالث هو التغذية والإمداد الدموي، تحتاج الخلايا المزروعة إلى مصدر مستمر من التغذية والأكسجين، وهو ما يتطلب استخدام تقنيات لضمان توفير الإمدادات اللازمة داخل السقالة الحيوية. يتم ذلك من خلال عوامل النمو أو إنشاء شبكة دقيقة من القنوات التي تُحاكي الأوعية الدموية.
إذا نجحت هذه التقنية على البشر، فإنها ستحدث تحولًا جذريًا في مجال جراحة القلب، ما سيعزز جودة الحياة للمرضى ويقلل من الحاجة إلى تدخلات جراحية متكررة، لذلك تمثل صمامات مجدي يعقوب وخطوة البروفيسور مجدي يعقوب وفريقه هدية عظيمة للإنسانية ودفعة قوية نحو مستقبل طبي أفضل.
اقرأ أيضًا:
هل ينتهي السرطان في 2025؟.. روسيا تعلن تطوير لقاح وطرحه مجانًا
فيروس الجهاز التنفسي HMPV.. تراجع الإصابات في الصين وسط مخاوف عالمية من جائحة محتملة
مجدي يعقوب.. رمز الإنسانية اسمه يضيء مطار أسوان
في خطوة رمزية تحتفي بإنجازات أحد أعظم رموز الطب والعلم في مصر، أصدر وزير الطيران المدني المصري، الدكتور سامح الحفني، قرارًا بإطلاق اسم الجراح العالمي الدكتور مجدي يعقوب على صالة كبار الزوار بمطار أسوان الدولي.
جاء هذا القرار تكريمًا لمسيرة الدكتور يعقوب الحافلة بالإسهامات الاستثنائية في مجال جراحة وزراعة القلب، ودوره الرائد في تطوير الطب عالميًا والتي كان آخرها المشروع العظيم لتصنيع صمامات قلب تنمو طبيعيا داخل جسم الإنسان أو ما يعرب بـ صمامات مجدي يعقوب، إضافة إلى تأسيسه “مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب” في مدينة أسوان، التي أصبحت صرحًا طبيًا رائدًا.
وأكد بيان الوزارة أن هذا التكريم يأتي ضمن جهود الدولة المصرية في تقدير العلماء والمبدعين الذين أسهموا بإعلاء اسم مصر عالميًا، وبخاصة أولئك الذين قدموا خدمات جليلة للإنسانية، مشيرًا إلى أن مطار أسوان سيشهد وضع صور الدكتور يعقوب في صالات السفر والوصول كجزء من التكريم.
ويُعد هذا القرار تجسيدًا للاعتزاز بدور العلماء المصريين كرموز ملهمة للأجيال القادمة، ورسالة تقدير لإسهاماتهم التي أضاءت العالم بعلمهم وإنسانيتهم.
ما هي صمامات القلب
صمامات القلب هي أجزاء حيوية من القلب تعمل على تنظيم تدفق الدم بين حجراته المختلفة، وتضمن تدفقه في الاتجاه الصحيح، ويحتوي القلب على أربعة صمامات رئيسية:
الصمام التاجي (الميترالي):
يقع بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر. يسمح للدم المؤكسج بالانتقال من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر، ويمنع ارتجاعه.
الصمام ثلاثي الشرفات:
يقع بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن. يسمح بمرور الدم غير المؤكسج من الأذين الأيمن إلى البطين الأيمن، ويمنع ارتجاعه.
الصمام الأبهري:
يقع بين البطين الأيسر والشريان الأبهر (الأورطي). يسمح للدم المؤكسج بالخروج من البطين الأيسر إلى الجسم عبر الشريان الأبهر، ويمنع عودته إلى القلب.
الصمام الرئوي:
يقع بين البطين الأيمن والشريان الرئوي. يسمح للدم غير المؤكسج بالخروج من البطين الأيمن إلى الرئتين للتأكسج، ويمنع ارتجاعه.
دور صمامات القلب
تعمل هذه الصمامات بتناغم مع دقات القلب لضمان تدفق الدم بكفاءة وبالاتجاه الصحيح، مما يحافظ على الدورة الدموية الصحية في الجسم.
أمراض ومشاكل الصمامات
يمكن أن تتعرض صمامات القلب لمشاكل مختلفة مثل:
التضيق: عندما تصبح فتحة الصمام ضيقة، مما يعيق تدفق الدم.
الارتجاع: عندما يتسرب الدم في الاتجاه العكسي بسبب عدم إغلاق الصمام بإحكام.
التدلي: عندما يتدلى أحد وريقات الصمام إلى الخلف، ما يؤدي أحيانًا إلى تسرب الدم.
تتطلب هذه الحالات تقييمًا طبيًا، ويمكن أن تُعالج باستخدام الأدوية أو التدخل الجراحي إذا لزم الأمر.
