المرض ممنوع بلدة بلكاسترو الإيطالية بأمر من العمدة، في خطوة غير تقليدية ومثيرة للجدل، أصدر عمدة بلدة بلكاسترو الصغيرة بجنوب إيطاليا مرسومًا يطالب سكانها بتجنب الإصابة بأمراض خطيرة، المرسوم الذي وصفه العمدة أنطونيو توركيا بأنه “استفزاز فكاهي”، جاء لتسليط الضوء على أزمة الرعاية الصحية في المنطقة، التي تعاني من نقص حاد في الخدمات الطبية.

أزمة صحية خانقة في بلدة بلكاسترو الإيطالية
تقع بلكاسترو في منطقة كالابريا، وهي واحدة من أفقر مناطق إيطاليا. ما يزيد من تعقيد الوضع الصحي أن أقرب مستشفى طوارئ يبعد أكثر من 45 كيلومترًا عن البلدة، ويمكن الوصول إليه فقط عبر طريق بحد أقصى للسرعة لا يتجاوز 30 كيلومترًا في الساعة، كما أن العيادة المحلية تعمل بشكل متقطع، ولا تقدم خدمات في عطلات نهاية الأسبوع أو بعد ساعات العمل، مما يضع السكان أمام تحدٍ حقيقي في حالات الطوارئ.
رسالة استفزازية من العمدة لكن فعالة
ينص المرسوم الطريف على حث السكان على “تجنب الحوادث المنزلية”، “الراحة قدر الإمكان”، والامتناع عن ممارسة الأنشطة الخطرة أو الرياضة، ورغم طبيعته الساخرة، يرى السكان أن المرسوم أثار جدلًا إيجابيًا وسلط الضوء على أوجه القصور المزمنة في الخدمات الصحية، التي تعاني منها المنطقة بسبب سوء الإدارة السياسية وتدخل المافيا.

واقع مؤلم في كالابريا
كالابريا، التي تُعرف بـ”طرف الحذاء الإيطالي”، شهدت إغلاق 18 مستشفى منذ عام 2009. وتعاني المنطقة من نقص حاد في الكوادر الطبية والأسرة، مما يدفع نصف سكانها تقريبًا للبحث عن علاج خارجها، وفي محاولة لتخفيف الأزمة، أرسلت كوبا 497 طبيبًا للعمل في المنطقة، حيث وصفهم الحاكم المحلي بأنهم “أنقذوا مستشفيات كالابريا”.
أكد سكان بلكاسترو دعمهم لخطوة العمدة، مشيرين إلى أنها نجحت في “هز الضمائر” ولفت الأنظار إلى المشكلة. أحد السكان وصف الخطوة قائلًا: “لقد كان قرارًا استفزازيًا، لكنه يعكس الواقع الذي نعيشه”، وبينما قد يبدو المرسوم فكاهيًا، فإنه يروي قصة مأساوية عن إهمال نظام صحي يدفع سكان كالابريا ثمنه يوميًا.
اقرأ أيضًا: