رفضت محكمة ألمانية في مدينة روستوك شمال ألمانيا طلب والدي طفل حديث الولادة تسجيل اسم لوسيفر أي “إبليس”، معتبرة أن الاسم غير مناسب ويهدد مصلحة الطفل، وذلك وفقًا لتقارير إعلامية نقلتها صحيفة ذا تايمز البريطانية، في واقعة لا تعد الأولى من نوعها في البلاد.
أسباب رفض المحكمة تسجيل اسم لوسيفر
استندت المحكمة في قرارها إلى القوانين الألمانية التي تمنح الدولة الحق في رفض أسماء يُعتقد أنها قد تضر برفاه الطفل، لافتة إلى أن اسم “لوسيفر”، الذي يرمز إلى الشيطان في الموروث المسيحي، يمكن أن يتسبب في معاناة الطفل اجتماعيًا ونفسيًا نتيجة ارتباط الاسم بمعانٍ سلبية.

تنص اللوائح الألمانية على أن الأسماء التي يختارها الآباء يجب ألا تكون مسيئة، أو غامضة، أو تتعارض مع مصلحة الطفل. وتوضح المحكمة الدستورية الفيدرالية أن “حق الوالدين في اختيار اسم الطفل محدود عندما يؤثر الاسم سلبًا على رفاهه”.
وفي حالات سابقة، رفضت السلطات تسجيل أسماء مثل “يهوذا”، “لينين”، “الشيطان”، و”ماكدونالد”. وفي قضية مشابهة عام 2017، رفضت السلطات اسم “لوسيفر” لطفل آخر، وتم التوصل إلى حل وسط بتسجيل اسم “لوسيان” بدلاً منه.
توجيهات السجل المدني
وفقًا للتعليمات الموجهة لمسؤولي السجل المدني في ألمانيا، يجب أن تكون الأسماء المختارة للأطفال واضحة، لا تحمل معاني مسيئة، وأن تتناسب مع جنس الطفل. وفي حال رفض السجل المدني تسجيل الاسم، يحق للوالدين اللجوء إلى القضاء للمطالبة بالموافقة عليه.
رغم رفض العديد من الأسماء الغريبة في ألمانيا، يُسمح بتسجيل أسماء مثل “أدولف”، بشرط عدم ارتباط الوالدين بحركات نازية. ومع ذلك، حظرت السلطات أسماء أخرى مثل “غوتشي”، “بيرة”، “ويسكي”، و”فاجينيا”، لكونها غير ملائمة كأسماء شخصية.
انعكاسات اجتماعية
يشير الخبراء إلى أهمية اختيار أسماء مناسبة للأطفال لما لها من تأثير كبير على حياتهم الاجتماعية ومستقبلهم، ويُعد قرار المحكمة جزءًا من الجهود لضمان حماية حقوق الطفل ومصلحته في مجتمع يتسم بالتنوع الثقافي والاجتماعي.
ويعكس هذا القرار نهج السلطات الألمانية في الموازنة بين حقوق الآباء في اختيار أسماء أبنائهم، وحماية الأطفال من تداعيات أسماء قد تضر بهم مستقبلاً.
تأثير اخيار أسماء غير مناسبة للأطفال
اختيار أسماء غير مناسبة للأطفال قد يكون له تأثيرات سلبية على حياتهم النفسية والاجتماعية، ونستعرض معكم فيما يلي بعض التأثيرات المحتملة، وفقا لآراء الخبراء والأخصائيين النفسيين:
التنمر والمضايقات: قد يتعرض الأطفال الذين يحملون أسماء غريبة أو غير شائعة للتنمر من قبل زملائهم في المدرسة أو في المجتمع بشكل عام. هذا يمكن أن يؤدي إلى شعورهم بالخجل أو العزلة.
ضعف الثقة بالنفس: قد يشعر الطفل الذي يحمل اسمًا غير مألوف أو غير مناسب بعدم الراحة أو التوتر بشأن تقديم نفسه للآخرين، مما يؤثر على ثقته بنفسه في المواقف الاجتماعية.
التأثير على الهوية الشخصية: الاسم جزء من هوية الشخص، وإذا كان الاسم غير متوافق مع ثقافة أو خلفية الأسرة أو المجتمع، فقد يؤدي ذلك إلى صراع داخلي للطفل عند محاولة تحديد هويته الشخصية.
المشاكل القانونية والإدارية: في بعض الأحيان، قد يكون هناك مشاكل قانونية أو إدارية بسبب الأسماء التي قد تُعتبر غير لائقة أو غير مألوفة في بعض الدول أو المجتمعات.
التأثير على الفرص المستقبلية: قد يكون للاسم غير المناسب تأثير على كيفية تقييم الشخص في الحياة المهنية أو الاجتماعية. أحيانًا يُنظر إلى الأسماء غير التقليدية أو الغريبة بشكل سلبي، مما قد يؤثر على فرص الشخص في بعض المجالات.
لذلك، من المهم اختيار اسم يعكس الاحترام، ويحترم ثقافة المجتمع والعادات، ويسهل على الطفل التفاعل الاجتماعي بشكل إيجابي.
اقرأ أيضًا:
في بلدة بلكاسترو الإيطالية المرض ممنوع بأمر من العمدة.. فما القصة؟