تخوض المقاومة معارك ضارية في مخيم جنين شمال الضفة الغربية والذي يتعرض لحصار شديد من قبل قوات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي بعد الإعلان عن عملية عسكرية كبرى ضد المخيم بحجة القضاء على قدرات الفصائل الفلسطينية المسلحة بالمخيم.
مخيم جنين تحت الحصار
أعلنت المقاومة الفلسطينية بالمخيم أنها تقود حربًا شرسة ضد الاحتلال الذي يواصل اعتداءته ضد المواطنين في مخيم جنين بالضفة الغربية لليوم الثاني. وأكدت بأن الاحتلال ينفذ هجوم واسع وحصار غير مسبوق على المدينة ومخيمها، وتستهدف المستشفيات خاصة.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل 4 إصابات، إحداها بجروح حرجة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، وذلك بعد استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة نحو 40 آخرين في اليوم الأول للعملية العسكرية التي أطلقت عليها إسرائيل اسم “الجدار الحديدي”.
وفقًا لمصادر فلسطينية، اعتقل قوات الاحتلال عددًا من الفلسطينين بعد مداهمات للمنازل ومحاصرة مستشفياتها بينما تستمر إسرائيل بالدفع بالمزيد من القوات إلى مدينة جنين ومخيمها.

المقاومة الفلسطينية تخوض معارك ضارية
وأعلن قائد سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، أن مقاتلي المقاومة مستمرون في استدراج قوات الاحتلال وآلياته العسكرية إلى كمائن محكمة منذ انطلاق المعركة في جنين.
وأضاف القائد، في منشورات نشرتها السرايا عبر تطبيق تليغرام اليوم الأربعاء: “أن “ما سنفصح عنه عند انتهاء المعركة سيؤكد أن صورة النصر، التي فشل العدو في الحصول عليها خلال عدوانه على غزة، لن يتمكن من تحقيقها في الضفة الغربية”.
وأشار إلى أن المقاومة نجحت، خلال الأيام الماضية، في إدخال أنواع جديدة من العبوات الناسفة الأرضية والموجهة إلى ميدان المعركة، مضيفًا أن العمليات التي استهدفت الجيبات العسكرية في قباطية وطمون لم تكن سوى رسائل أولية لما ينتظر قادة الاحتلال وجنوده في شوارع وأزقة المخيمات بالضفة الغربية.
كما أعلن القائد عن تشكيل غرف عمليات ميدانية بهدف تنسيق الجهود وتطوير العمل المشترك بين مختلف فصائل المقاومة، بما يشمل مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومقاتلي مجموعات شباب الثأر والتحرير.
اقرأ أيضًا:
مخيم جنين تحت نيران الاحتلال «استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة 35 آخرين»

حركة حماس تتضامن مع المقاومة في جنين
أعلنت حركة حماس في بيان تتضامنها مع الفصائل الفلسطينية التي تواجه بشاعة الاحتلال في مخيم جنين، ويواصل اعتداءاته على المدنيين والأبرياء.
وأعربت الحركة عن استنكارها “بأشد العبارات” تواصل نزيف الدم الفلسطيني في الضفة الغربية، والتي كان آخرها إصابة الشاب محمد شادي الصباغ من مخيم جنين، إلى جانب محاصرة مستشفى الرازي وملاحقة المقاومين واعتقال المصابين.
من ناحية أخرى، قال مدير مستشفى الرازي في جنين إن كل المستشفيات في المنطقة تتعرض للحصار. فيما أفادت وسائل الإعلام المنتمية للفصائل الفلسطينية عن أن قوات الاحتلال جرفت محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا، وأغلقت أحد مداخل المستشفى الحكومي بالسواتر الترابية، وعرقلت حركة سير المركبات وخروجها منه.
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مدير مستشفى خليل سليمان الحكومي في جنين قوله إن “الوضع الحالي مروع حيث دمر الاحتلال الطرق أمام المستشفى”، مشيرًا إلى أن إمدادات الغذاء والماء في المستشفى لن تكفي سوى بضعة أيام.

إسرائيل تعلن اسم “الجدار الحديدي” على هجوم جنين
كان الاحتلال الإسرائيلي قد شن عملية عسكرية على مخيم جنين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية الثلاثاء الموافق 21 يناير الجاري، مما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة 40 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة باليوم الأول من الاعتداء. وبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، فإن العملية العسكرية من المتوقع أن تستمر لعدة أيام.
وفي بيان مشترك، أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) عن تنفيذ عملية أطلق عليها اسم “الجدار الحديدي”، مشيرين إلى أن مزيدًا من التفاصيل سيتم الكشف عنها لاحقًا. فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العملية بأنها “خطوة أخرى نحو تحقيق الهدف الذي وضعته الحكومة الإسرائيلية لتعزيز الأمن في يهودا والسامرة”.
وأعلنت إسرائيل أن العملية تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية هي الحفاظ على حرية حركة الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتحييد البنية التحتية للإرهاب في المنطقة. بالإضافة إلى القضاء على التهديدات الأمنية الوشيكة التي تمثلها الفصائل الفلسطينية المسلحة.
وتأتي العملية العسكرية بعد دخول اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ بعدما توصل الطران (الاحتلال وحركة حماس) إلى اتفاق مؤخرًا. وتشمل الصفقة الإفراج عن مئات السجناء الأمنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.