هل سمعت عن داء الكيسات المذنبة؟، فبالرغم من أن عدد الإصابات به ضخمة للغاية حول العالم، فمن النادر أن تجد معلومات كافية حول هذا المرض الغريب والذي يحول جسد المريض إلى مستعمرات تتكاثر بها الديدان بشكل شرس.
ووفقًا للأطباء، فإن الدودة الشريطية التي يمكن أن تسبب “داء الكيسات المذنبة” هي نوع يسمى الشريطية الوحيدة، والمعروف أيضًا باسم دودة شريط لحم الخنزير. وتنتقل إلى جسم الإنسان عن طريق تناول لحم الخنزير غير المطبوخ أو النيء.
ما هو داء الكيسات المذنبة؟
داء الكيسات المذنبة (Cystic Echinococcosis) هو مرض طفيلي يصيب الإنسان والحيوانات، وينجم عن الإصابة ببيض الدودة الشريطية من نوع المشوكات الحبيبية (Echinococcus granulosus). ينتقل هذا المرض عادة من الحيوانات إلى الإنسان، ويُعتبر أحد الأمراض المشتركة (Zoonotic Diseases).
طرق انتقال العدوى
الابتلاع: يحدث ذلك عند تناول طعام أو ماء ملوث ببيض الدودة، مثل الخضروات غير المغسولة جيدًا.
التلامس المباشر: مع فراء الحيوانات المصابة (مثل الكلاب) التي تكون حاملة للبيض.

أعراض المرض
الأعراض تعتمد على مكان وحجم الكيسات في الجسم، وتشمل:
الكبد: (ألم في البطن- تضخم الكبد- اليرقان (في حالات الضغط على القنوات الصفراوية).
الرئتين: (سعال- ضيق في التنفس- ألم في الصدر).
أماكن أخرى: مثل الدماغ أو العظام، وتسبب أعراضًا حسب المكان المصاب.
تمزق الكيسات (حالة خطيرة): يؤدي إلى تفاعل تحسسي حاد، قد يصل إلى الصدمة التحسسية (Anaphylactic Shock).
التشخيص
الأشعة التصويرية: مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT).
الفحوصات المخبرية: للكشف عن الأجسام المضادة.
الخزعة: في بعض الحالات لتأكيد التشخيص.
العلاج بالأدوية:
الألبيندازول: يقلل من نمو الكيسات.
الميبيندازول: بديل فعال.
الجراحة: تُستخدم لإزالة الكيسات الكبيرة أو التي تُسبب أعراضًا خطيرة. ويجب أن تتم بحذر لتجنب تمزق الكيسات.
تصريف الكيسات: تقنيات مثل (PAIR): البزل الطموحي، إدخال الكحول، وتصريف الكيسات.
العلاج الوقائي: للحالات غير المعقدة أو الكيسات الصغيرة.
الوقاية
غسل اليدين جيدًا، خاصة بعد التعامل مع الحيوانات.
طهي اللحوم جيدًا.
غسل الخضروات والفواكه بعناية.
إعطاء الحيوانات الأليفة علاجات مضادة للطفيليات بانتظام.
التوعية الصحية في المناطق الموبوءة.
اقرأ أيضًا:
دراسة: متلازمة ما بعد كوفيد-19 تصيب النساء أكثر من الرجال «بنسبة 3 إلى 1»

إحصائيات الإصابة حول العالم
يُقدر أن حوالي 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يصابون بالعدوى كل عام مما يؤدي إلى حوالي 50 ألف حالة وفاة. ويوصي جميع الخبراء ببذل قصارى الجهد للحفاظ على النظافة الشخصية، وغسل اليدين، وعدم تناول لحم الخنزير النيء أو غير المطبوخ جيدًا.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أكياس يرقات الشريطية الوحيدة التي تتطور في الدماغ مسؤولة عن ما يصل إلى 70 في المائة من حالات الصرع في بعض أجزاء العالم.
ويُعتقد أن حوالي 2.5 مليون شخص يصابون بالشريطية الوحيدة سنويًا، وغالبًا ما يكونون في المناطق الأكثر فقراً في آسيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية.
دورة حياة الطفيلي والإصابة في الإنسان والحيوان
داء الكيسات المذنبة هو مرض طفيلي مزمن ينتج عن الطور اليرقي للدودة الشريطية المشوكة الحبيبية (Echinococcus granulosus). يُعرف المرض أيضًا باسم “المرض الكيسي الهيداتي”، وتُعد الماشية والخراف المضيف الوسيط، بينما الكلاب هي المضيف النهائي للدودة.
يمر الطفيلي أو المشوكة الحبيبية وهي دودة شريطية صغيرة (3-6 ملم)، بدورة حياة تتمثل في انتاج البيض في براز المصاب، وينتشر البيض في البيئة ويبتلعه المضيف الوسيط (الحيوان أو الإنسان).
في المرحلة الثانية، يفقس البيض في أمعاء المضيف الوسيط، وتتحرر يرقات تنتقل عبر الدورة الدموية إلى أعضاء مختلفة، حيث تتطور إلى كيسات هيداتية.

آلية الإصابة في الإنسان
بعد تناول البشر للبيض، تفقس يرقات الدودة في الأمعاء. ومن ثم تخترق اليرقات جدار الأمعاء وتنتقل مع الدورة الدموية إلى الكبد والرئتين، وأحيانًا إلى أعضاء أخرى (مثل الدماغ، الطحال، أو العظام).
تتطور اليرقات إلى كيسات هيداتية تحتوي على سائل وعدد كبير من رؤوس الديدان (Protoscolices).
التظاهرات السريرية
الكبد (50-70% من الحالات):
غالبًا ما تكون صامتة لسنوات بسبب النمو البطيء للكيسات. وتتمثل الأعراض المتقدمة في ألم في الربع العلوي الأيمن من البطن. وتضخم الكبد. وانسداد القناة الصفراوية، مما يسبب اليرقان.
المضاعفات: تمزق الكيسات داخل البطن، مما يؤدي إلى استجابة تحسسية شديدة.
الرئتين (20-30% من الحالات):
يصاب المريض بسعال مستمر مصحوب بلغم دموي (Hemoptysis) في بعض الحالات. وضيق في التنفس نتيجة ضغط الكيسات على الرئتين.
أماكن أخرى:
الدماغ: صداع، أعراض عصبية موضعية، أو زيادة الضغط داخل القحف.
العظام: تسبب تآكل العظام، مما يؤدي إلى الكسور المرضية.
الطحال أو الكلى: تسبب ألمًا موضعيًا وأعراض ضغط على الأعضاء المجاورة.
التشخيص العلمي
التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound): التشخيص الأولي للكيسات في الكبد.
التصوير المقطعي المحوسب (CT): لتحديد المواقع الدقيقة للكيسات وتعقيداتها.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): للكشف عن الكيسات في الدماغ أو الحبل الشوكي.
اختبار الأجسام المضادة (ELISA) للكشف عن استجابة الجهاز المناعي ضد الطفيلي.
تحليل سائل الكيسات تحت المجهر للكشف عن البروتوسكوليس (Protoscolices) والخطافات (Hooklets).