كشفت عدد من المؤشرات الإيجابية عن استقرار البحر الأحمر، في تطور جديد يعكس تحسن الأوضاع الأمنية في منطقة البحر الأحمر، أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، خلال اجتماع مع كبار مسؤولي شركة “إيه.بي مولر ميرسك” الدنماركية العملاقة للشحن، أن هناك مؤشرات إيجابية تشير إلى عودة الاستقرار للمنطقة، وحث ربيع الشركة على أخذ هذه المؤشرات في الاعتبار عند وضع الخطط والجداول الملاحية المستقبلية، وفقًا لبيان صادر عن الهيئة.
مؤشرات لـ استقرار البحر الأحمر وقناة السويس
وقال افريق أسامة ربيع خلال الاجتماع، الذي لم تُحدد الهيئة موعده، إنه ينبغي مراعاة المؤشرات الإيجابية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر أثناء وضع الخطط والجداول الملاحية خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استقرار الأوضاع وتراجع التهديدات التي تعرضت لها الملاحة وأثرت على استقرار البحر الأحمر.

ويأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات أمنية واقتصادية كبيرة، خاصة بعد أشهر من التوترات التي أثرت على حركة الملاحة الدولية.
تأثير التوترات على الملاحة العالمية
شهد البحر الأحمر، أحد أهم الممرات البحرية العالمية، اضطرابات أمنية خلال الأشهر الماضية بسبب الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثي اليمنية على السفن التجارية، وقد دفعت هذه الهجمات العديد من شركات الشحن الكبرى، بما في ذلك “ميرسك”، إلى إيقاف رحلاتها في المنطقة وإعادة توجيه سفنها عبر طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، مما أدى إلى زيادة تكاليف الشحن وإطالة مدة الرحلات.

ووفقًا لتقارير دولية، نفذ الحوثيون أكثر من 100 هجوم على السفن منذ نوفمبر 2023، مما أسفر عن إغراق سفينتين واحتجاز أخرى، فضلًا عن مقتل أربعة بحارة على الأقل، وهذه الأحداث ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي، وأثرت بشكل خاص على إيرادات قناة السويس، التي تعد شريانًا حيويًا للتجارة الدولية، حيث تمر عبرها نحو 15% من حركة التجارة البحرية العالمية.
خسائر اقتصادية فادحة
أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ديسمبر الماضي أن الاضطرابات في البحر الأحمر كلفت مصر نحو 7 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس خلال عام 2024، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة تتجاوز 60% مقارنة بعام 2023، فيما أكد صندوق النقد الدولي في تقرير حديث أن هجمات الحوثيين تسببت في خسارة مصر 70% من إيرادات القناة، مما أثر سلبًا على العملة الأجنبية وميزان المدفوعات المصري.
انفراجة متوقعة
مع تزايد المؤشرات الإيجابية حول عودة الاستقرار إلى البحر الأحمر، يتوقع خبراء أن تشهد حركة الملاحة الدولية تحسنًا ملحوظًا في الفترة المقبلة، ومع ذلك، أعلنت شركة “ميرسك” الأسبوع الماضي أنها ستواصل تحويل سفنها بعيدًا عن البحر الأحمر وخليج عدن، متجهة نحو طريق رأس الرجاء الصالح، على الرغم من إعلان الحوثيين الحد من هجماتهم.

قناة السويس: محور التجارة العالمية
تُعد قناة السويس واحدة من أهم الممرات البحرية في العالم، حيث تربط بين الشرق والغرب وتختصر آلاف الأميال من الرحلات البحرية، ورغم أن القناة لم تتعرض لأي تهديد مباشر خلال فترة التوترات الأخيرة، إلا أن القلق من تصعيد محتمل دفع العديد من الشركات إلى تغيير مساراتها، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل وتأخر وصول الإمدادات، وانعكس ذلك على الأسواق العالمية.
ومع استمرار الجهود الدولية لتعزيز الاستقرار في المنطقة، يبقى الأمل معقودًا على عودة حركة الملاحة إلى طبيعتها، مما سيعيد الحيوية إلى قناة السويس ويعزز الاقتصاد المصري والعالمي.
اقرأ أيضًا:
قناة السويس والتجارة العالمية.. تأثيرات اقتصادية هامة لوقف إطلاق النار في غزة