لا يحدث سن اليأس (انقطاع الطمث) بين عشية وضحاها، فهناك عدد من الإشارات التي يجب على المرأة ملاحظتها. على سبيل المثال، قلة فترات الحيض، أو الإصابة بالهبات الساخنة وغيرها من العلامات.
ويُعرف سن اليأس بأنه السنوات التي تسبق انقطاع الطمث، ويتم تشخيص المرأة بانقطاع الطمث، عندما لا تمر بفترات الحيض لمدة 12 شهرًا.
الانتقال إلى سن اليأس (ما قبل انقطاع الطمث)
أثناء سن اليأس، تبدأ كمية هرمون الاستروجين التي تنتجها المبايض في التقلب. ويمكن أن يتسبب هذا في ظهور أعراض ربما لم تختبريها من قبل. لكن كل امرأة هي حالة فردية، ولا تعاني جميع النساء من أعراض سن اليأس. ومع ذلك، إليك بعض الأعراض الشائعة التي يجب الانتباه إليها.
تبدأ مرحلة ما قبل انقطاع الطمث (الانتقال إلى سن اليأس) غالبًا في الأربعينيات من العمر، ولكنها قد تبدأ في أي وقت بين أواخر الثلاثينيات والخمسينيات من العمر. وتستمر لمدة أربع سنوات في المتوسط ولكنها قد تستمر لمدة تصل إلى ثماني سنوات في بعض الحالات.
يمكن أن تسبب مرحلة ما قبل انقطاع الطمث عددًا من الأعراض الواضحة، بما في ذلك فترات الحيض غير المنتظمة، والهبات الساخنة، وقلة النوم، وجفاف المهبل، وتقلبات المزاج، وضباب الدماغ، ومشاكل المثانة.
اقرأ أيضًا:
خرافات الحيض.. 15 أسطورة حول حياة النساء خلال الدورة الشهرية
ما هي مرحلة ما قبل انقطاع الطمث؟
نعلم الآن أن مرحلة ما قبل انقطاع الطمث هي سنوات الانتقال إلى سن اليأس، ولكن ما الذي يحدث بالفعل لجسمك خلال هذا الوقت؟.. في الأساس، يبدأ إنتاج الهرمونات لديك في التغير. على وجه الخصوص، تبدأ مستويات هرمون الاستروجين التي تنتجها المبايض في التقلب، مما يعني أنها قد ترتفع وتنخفض.
إن إنتاج هرمون الاستروجين غير المنتظم هذا هو الذي يمكن أن يسبب أعراض ما قبل انقطاع الطمث الواضحة، مثل التغيرات في دورتك الشهرية، وتقلبات المزاج، وضباب الدماغ.
وعندما تكون مستويات هرمون الاستروجين لديك منخفضة، فقد تعانين من الهبات الساخنة والتعرق الليلي. وعندما تكون مرتفعة، فقد تعانين من ألم في الثدي وتدفق غير منتظم للحيض.
ما هو متوسط العمر لبدء سن اليأس؟
يبدأ سن اليأس في مكان ما بين أواخر الثلاثينيات والخمسينيات من عمرك، ولكن غالبًا في الأربعينيات من عمرك، وفي المتوسط حوالي 47 عامًا.
بالمقارنة، يمكن أن يحدث سن اليأس في أي وقت بين سن 45 و55 عامًا، ومتوسط العمر لذلك هو 51 عامًا في الولايات المتحدة. بعد ذلك، تكونين في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.
يستمر سن اليأس لمدة أربع سنوات في المتوسط، ولكن هذا الإطار الزمني يختلف من شخص لآخر. وقد يعاني بعض الأشخاص منه لبضعة أشهر فقط، بينما قد يعاني آخرون من الأعراض لمدة تصل إلى ثماني سنوات.
علامات سن اليأس
- تصبح دورتك الشهرية غير منتظمة وغير متوقعة
ربما يكون هذا أول ما ستلاحظينه. قد تصبح دورتك الشهرية أقصر أو أطول. ربما تصبح الفجوات بين الدورات الشهرية أطول أو أقصر (دورات غير منتظمة). قد يصبح النزيف أكثر أو أخف.
مع دورات سن اليأس، لا يوجد نمط واحد يناسب الجميع، وبعض النساء لديهن دورات شهرية منتظمة حتى سن اليأس.
- تشعرين بالحرارة أو البرودة فجأة
تُعرف أيضًا باسم “أعراض الحركة الوعائية”، وهي عندما تشعرين بموجة مفاجئة من الحرارة في جسمك، وغالبًا ما تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل التعرق. وقد يتحول لون بشرتك إلى الأحمر، وقد ينبض قلبك بسرعة، وبعد الهبات الساخنة، قد تشعرين بالبرد والرعشة. قد تعاني من كل هذه الأعراض أو بعضها.
قد تستمر هذه الأعراض من 30 ثانية إلى 10 دقائق، وقد تختلف في تكرارها. يجد بعض الأشخاص أن التعامل معها أمر طبيعي، بينما قد يشعر البعض الآخر بأنها لا تُطاق وتؤثر على النوم.
بسبب تقلب مستويات الهرمونات، يمكن أن تحدث الهبات الساخنة حتى عندما لا يكون هناك محفز واضح، مثل الطعام الحار أو الطقس الحار. ويمكنك المساعدة في إدارة الهبات الساخنة من خلال ارتداء طبقات (نصيحة جيدة: القطن القابل للتنفس، والذي يمتص العرق) يمكنك خلعها عندما تشعر بالحرارة أو عن طريق وضع مروحة محمولة في حقيبتك لاستخدامها حسب الحاجة.
- نومك يزداد سوءًا
ربما تشعرين بأنكي تكافحين من أجل النوم. وربما تستيقظين في منتصف الليل وتستلقين هناك، وتشعرين بالإحباط والقلق بشكل متزايد مع اقتراب الصباح. إذ تُظهر الأبحاث أن ما يصل إلى 60٪ من النساء في سن اليأس يعانين من اضطراب النوم. وقد تكون الهبات الساخنة أحد الأسباب.
في دراسة أجريت عام 2006، من كلية الطب بجامعة ستانفورد، تم دراسة العلاقة بين الهبات الساخنة والأرق لدى 982 امرأة تتراوح أعمارهن بين 35 و65 عامًا.
ومن بين هؤلاء النساء، أفادت 79% من النساء في سن ما قبل انقطاع الطمث بهبات ساخنة، كما أفادت 57% من هؤلاء النساء أيضًا بالأرق. ووجد الباحثون أنه كلما كانت الهبات الساخنة أكثر شدة، زادت احتمالية إصابة المرأة بالأرق.
- تشعرين بجفاف المهبل
جفاف المهبل شائع في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث. فقد تابعت دراسة أمريكية رائدة للنساء في جميع أنحاء البلاد أكثر من 2400 امرأة على مدى 17 عامًا ووجدت أن أكثر من 19% من النساء في سن ما قبل انقطاع الطمث (42 إلى 53 عامًا) تأثرن بجفاف المهبل. وكل هذا بسبب مستويات هرمون الاستروجين لديك.
هرمون الاستروجين مسؤول عن مساعدة المهبل على البقاء مشحمًا ومرنًا، لذلك عندما يبدأ انقطاع الطمث في تغيير مستويات هرمون الاستروجين لديك، يمكن أن تكون النتيجة جفاف وترقق أنسجة المهبل.
يمكنك المساعدة في تخفيف ذلك باستخدام مرطب داخل المهبل وحوله. هناك منتجات محددة مصممة لهذا الغرض. كما تعد مواد التشحيم خيارًا جيدًا.
- مزاجك يشبه الأفعوانية
تمر حوالي 4 من كل 10 نساء بأعراض مزاجية أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث تشبه متلازمة ما قبل الحيض (PMS) – وقد تشعرين بالقلق والتوتر والغضب والانفعال والحزن ونقص الثقة – أو كل ما سبق!
ولكن على عكس متلازمة ما قبل الحيض، لا ترتبط أعراض المزاج هذه بالضرورة بدورتك الشهرية – لذلك يمكن أن يكون هذا مفتاحًا لمعرفة ما إذا كانت مزاجك مرتبطًا بفترة ما قبل انقطاع الطمث.
وتُظهر الأبحاث أيضًا أن خطر الإصابة بالاكتئاب يرتفع أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث. ولكن يمكن أن يحدث الحصول على نوم جيد فرقًا كبيرًا في حالتك المزاجية، كما يمكن أن يحدثه استراتيجيات نمط الحياة الأخرى، مثل تناول نظام غذائي صحي، والحصول على قدر كافٍ من التمارين الرياضية، وإدارة التوتر باستخدام تقنيات مثل التدليك، أو كتابة اليوميات، أو التأمل.
- تجدين صعوبة في التركيز وتذكر الأشياء
قد تصبحين أكثر نسيانًا. ربما عند دخولك إلى غرفة، ليس لديك أي فكرة عن سبب وجودك هناك. أو ربما ضعفت قواك في التركيز.
في دراسة أجريت عام 2022 من مستشفى جامعة كوليدج لندن، أفادت أكثر من 68% من النساء في سن اليأس بتعرضهن لضباب الدماغ.
- مثانتك تسبب لك وقتًا عصيبًا
يمكن أن تتأثر أنماط التبول لديك أيضًا بسن اليأس. فمن الوظائف المهمة الأخرى التي يقوم بها هرمون الاستروجين الحفاظ على عضلات قاع الحوض مشدودة بشكل جيد، مما يساعد المثانة على العمل بشكل صحيح. وقد يعني انخفاض مستويات الهرمون أنك تحتاجين إلى التبول بشكل متكرر أو قد تصابين بعدوى المسالك البولية بشكل متكرر.
أيضًا، يعد تسرب القليل من البول عند ممارسة الرياضة أو الضحك أو العطس تجربة شائعة أخرى أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث. هذا ليس بسبب هرموناتك فقط، بل يمكن أن يحدث بشكل متكرر مع اقتراب انقطاع الطمث. وقد تحدث تمارين قاع الحوض البسيطة (كيجل) فرقًا كبيرًا.
