يُعد التبغ الهندي من أكثر المنتجات الاستهلاكية شيوعًا في الهند، حيث يتنوع بين السجائر وأشكال التبغ عديم الدخان مثل البيدي والنشوق والبان ماسالا. يؤثر استهلاكه بشكل كبير على الصحة العامة، إذ يرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، مما يشكل تحديًا صحيًا متزايدًا.
يؤثر التبغ على المدخنين بشكل عام، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأنواع متعددة من السرطان. وفي الواقع، يُعزى حوالي 9 من كل 10 حالات إصابة بسرطان الرئة وسرطان الدماغ وسرطان الرأس والرقبة في الهند إلى التدخين.
ومع تزايد أعداد المدخنات في العديد من دول العالم، بات الأمر يشكّل مصدر قلق، لا سيما في دولة مثل الهند، حيث من المتوقع أن تزداد المخاطر الصحية المرتبطة بالتبغ بين النساء خلال العقدين المقبلين.
التبغ الهندي: سرطان الرئة والدماغ والرقبة في الهند
وفقًا للدكتور بيسواجيوتي هازاريكا، رئيس قسم جراحة الدماغ والرقبة في مستشفى أرتميس بمدينة غوروغرام، لطالما ارتبطت إصابة النساء بالسرطانات الناتجة عن تدخين التبغ بالمناطق الريفية في الهند، حيث يتم استهلاك أشكال محلية من التبغ مثل الشيشة أو “البيدي”. لكن في الآونة الأخيرة، لوحظ تزايد تدخين السجائر بين النساء في المناطق الحضرية.
من جانبه، أكد الدكتور لانسلوت بينتو، استشاري أمراض الرئة والأوبئة في مستشفى PD Hinduja & MRC، أن نسبة النساء المدخنات في الهند تسجل ارتفاعًا ملحوظًا. ووفقًا للإحصائيات الأخيرة، هناك نحو 70 مليون امرأة فوق سن 15 عامًا يستهلكن التبغ في الهند، ومعظمهن يستخدمن التبغ غير المدخن، مثل مضغ التبغ.
اقرأ أيضًا
دراسة: اللحوم الحمراء المصنعة تزيد خطر الإصابة بالخرف بنسبة 13%

وأشار الدكتور بينتو إلى أن مضغ التبغ يمثل مصدر قلق كبير، إذ إن النساء اللواتي يستهلكن هذا النوع من التبغ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم بمقدار ثماني مرات مقارنة بالرجال، كما أنهن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وزيادة خطر الوفاة المبكرة.
وتُعرف الهند بانتشار استهلاك التبغ عديم الدخان، مثل النشوق أو مضغ التبغ، وهو أمر شائع أيضًا في العديد من الدول الأخرى. وعلى الرغم من الاعتقاد السائد بأن هذا النوع من التبغ أقل ضررًا نظرًا لعدم احتراقه، إلا أن جميع أشكال التبغ تُعد مسببة للسرطان، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة.
لماذا تجد النساء صعوبة في الإقلاع عن التدخين؟
وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، فإن النساء يجدن صعوبة أكبر في الإقلاع عن التدخين مقارنة بالرجال. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل نفسية، حيث يشعرن بأن التدخين يمنحهن إحساسًا بالتحرر، كما أنه يصبح وسيلة للتعامل مع الضغوط اليومية. بالإضافة إلى ذلك، تعتقد بعض النساء أن التدخين يساعدهن في الحفاظ على الوزن، وهو اعتقاد خاطئ قد يكلفهن الكثير على المستوى الصحي.
وأظهرت دراسة أخرى أن الرجال والنساء ينظرون إلى التدخين من زوايا مختلفة؛ فالرجال غالبًا ما يدخنون للحصول على تأثيرات أقوى من النيكوتين، بينما تلجأ النساء إلى التدخين لتحسين المزاج أو الاندماج في بيئة اجتماعية معينة. كما تبين أن النساء أكثر عرضة للشعور برغبة ملحة في التدخين عند التعرض لنوبات من التوتر.

التأثيرات الصحية طويلة المدى
بحسب الدكتور فينيت جوفيندا جوبتا، استشاري أول في طب الأورام بمستشفى أرتميس في غوروغرام، فإن التأثيرات السلبية للتدخين تستغرق ما بين 10 إلى 20 عامًا حتى تظهر أعراضها بشكل واضح لدى المدخنين ومستهلكي منتجات التبغ الأخرى مثل البان ماسالا.
وأضاف الدكتور جوبتا أن الأمراض المرتبطة بالتبغ، مثل سرطان الرئة وسرطان الرأس والرقبة، كانت حتى وقت قريب تُلاحظ بشكل رئيسي لدى الرجال. لكن اليوم، باتت أعداد كبيرة من النساء في العشرينات من العمر، وخاصة في المدن الكبرى، تُقبل على تدخين السجائر. ومن المتوقع أن تبدأ آثار التدخين بالظهور على هذه الفئة في أواخر الأربعينيات والخمسينيات من العمر.
طرق الإقلاع عن التدخين
تُعد من أكثر الطرق الفعالة التي يُنصح بها للإقلاع عن التدخين:
إبقاء النفس منشغلًا بأنشطة أخرى لتقليل الرغبة في التدخين.
مضغ العلكة كبديل عن التدخين.
شرب كميات كبيرة من الماء للمساعدة في التخلص من السموم.
ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الصحة البدنية وتقليل التوتر.
تجنب المحفزات التي تزيد من الرغبة في التدخين.
الاحتفال حتى بالإنجازات الصغيرة في رحلة الإقلاع عن التدخين، لتعزيز الدافع للاستمرار.

في النهاية، من الضروري زيادة الوعي بمخاطر التدخين بين النساء، خاصة مع تزايد انتشاره في المناطق الحضرية. فتأثيراته الصحية الخطيرة لا تقتصر على السرطان فحسب، بل تشمل أيضًا أمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي، مما يستدعي جهودًا أكبر لمكافحة هذه الظاهرة.