في ظل تصاعد المخاوف من حرب تجارية عالمية، سعر الذهب يقترب من حاجز 3000 دولار في السوق العالمي، حيث ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية جديدة مع بداية تداولات الأسبوع، مدفوعة بقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات، وهذه الإجراءات عززت الطلب على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين في الأسواق المالية المتقلبة.
ارتفاع قياسي في أسعار الذهب العالمية
سجل الذهب قفزة ملحوظة بنسبة 1.3%، ليصل سعر الأوقية إلى 2903 دولار، بعد أن بدأ التداولات عند 2861 دولار، قبل أن يستقر عند 2899 دولار، ويأتي هذا الارتفاع في أعقاب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن أصول آمنة.
الذهب وتصعيد الحرب التجارية
أعلن الرئيس ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع عزمه فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة، في خطوة تُعتبر تصعيدًا كبيرًا في سياساته التجارية، مشيرا إلى نيته إعلان رسوم جمركية متبادلة على الدول التي تفرض تعريفات مرتفعة على المنتجات الأمريكية، مع دخول هذه الإجراءات حيز التنفيذ فورًا.
ردود الفعل الغاضبة من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة لم تتأخر، حيث توعدوا بردود سريعة وقوية على هذه الإجراءات، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، كما تأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 10% على الصين، مما دفع بكين إلى اتخاذ إجراءات مضادة.
وفي سياق متصل، أعرب مسؤولو البنك الاحتياطي الفيدرالي عن قلقهم إزاء تأثير سياسات ترامب التجارية على النمو الاقتصادي والتضخم، مؤكدين أنهم لن يتسرعوا في خفض أسعار الفائدة، خاصة في ظل استمرار قوة سوق العمل الأمريكية.
ووفقًا لتقرير الوظائف الأمريكي لشهر يناير، انخفض معدل البطالة وارتفع متوسط الأجور، رغم تراجع عدد الوظائف الجديدة مقارنة بالتوقعات، فيما تشير هذه المؤشرات إلى استمرار الضغوط التضخمية في قطاع العمالة الأمريكي.
الذهب يقترب من حاجز 3000 دولار
يتوقع المحللون استمرار الصعود القوي للذهب، خاصة بعد اختراقه مستوى المقاومة الرئيسي عند 2870 – 2880 دولار للأوقية، سعر الذهب يقترب من حاجز 3000 دولار، حيث يستهدف المعدن النفيس الآن المستوى الجديد عند 3000 دولار للأوقية، مدعومًا بتصاعد التوترات التجارية والمخاوف التضخمية.

ويرى الخبراء أن الذهب سيظل خيارًا جذابًا للمستثمرين خلال الفترات التي تشهد اضطرابات اقتصادية ومالية، على الرغم من أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يقلل من جاذبيته نسبيًا، مع تزايد تكهنات أن سعر الذهب يقترب من حاجز 3000 دولار.
الأسواق تترقب بيانات التضخم
تترقب الأسواق العالمية بيانات التضخم الأمريكية المقرر الإعلان عنها هذا الأسبوع، والتي ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد الفيدرالي الأمريكي مسار أسعار الفائدة، وستكشف هذه البيانات ما إذا كانت سياسات ترامب التجارية ستزيد من ضغوط التضخم، وتحد من قدرة الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة خلال العام الجاري، وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن الذهب سيظل في دائرة الضوء كأحد الأصول الأكثر أمانًا في عالم يشهد اضطرابات تجارية واقتصادية متزايدة.
اقرأ أيضًا:
تراجع عالمي في أسعار الغذاء.. السكر والزيوت النباتية تقود الانخفاض