- أثارت اتهامات كوريا الجنوبية لشركة الذكاء الاصطناعي الصينية “ديب سيك” بمشاركة بيانات المستخدمين مع شركة “بايت دانس”، المالكة لتطبيق “تيك توك”، موجةً من القلق حول أمان البيانات الشخصية، جاء ذلك وفقاً لتقارير وكالة أنباء “يونهاب”، التي أشارت إلى أن هيئة تنظيم البيانات الكورية الجنوبية تُحقق في الاتصالات التي جرت بين الشركتين، دون تأكيد حتى الآن لنوعية البيانات التي تم تبادلها.
كوريا الجنوبية توقف تنزيل ديب سيك
وفي خطوة احترازية، أوقفت السلطات الكورية عمليات تنزيل تطبيق “ديب سيك” خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وذلك بسبب مخاوف أمنية متصاعدة. وتجدر الإشارة إلى أن القانون الكوري الجنوبي يلزم الشركات بالحصول على موافقة صريحة من المستخدمين قبل مشاركة بياناتهم مع أي جهات خارجية.
رداً على هذه الاتهامات، عينت “ديب سيك” ممثلاً لها في كوريا الجنوبية، وأقرت بوجود ثغرات في تعاملها مع قوانين حماية البيانات المحلية. وقالت الشركة في بيان إنها تعمل على تعزيز إجراءاتها الأمنية لضمان الامتثال الكامل للقوانين المحلية.
تطبيق الذكاء الاصطناعي ديب سيك
يُذكر أن “ديب سيك” أثارت ضجة كبيرة في صناعة التكنولوجيا العالمية عند إطلاقها لنموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها، والذي وُصف بأنه منافس قوي لتطبيق “تشات جي بي تي” من تطوير “أوبن إيه آي”، ولكنه يتميز بتكلفة أقل. ومع ذلك، سرعان ما تحولت هذه الإشادة إلى مخاوف أمنية، خاصة بعد أن وصف رجل الأعمال الأمريكي بيل أكمان التطبيق بأنه “حصان طروادة”، مشيراً إلى أن مخاطر “تيك توك” تبدو بسيطة مقارنةً بما قد تسببه “ديب سيك”.
هذه التطورات تأتي في أعقاب حظر تطبيق “تيك توك” لفترة وجيزة في الولايات المتحدة قبل أسابيع قليلة، وذلك بسبب مخاوف مماثلة تتعلق بأمان بيانات المستخدمين. وتُظهر هذه الأحداث المتلاحقة تصاعد التوترات العالمية حول أمان البيانات والسيطرة عليها، خاصة في ظل المنافسة الشرسة بين الشركات التكنولوجية العملاقة.
في الوقت الحالي، تُواصل السلطات الكورية تحقيقاتها، بينما تتعرض “ديب سيك” لضغوط متزايدة لتعزيز شفافيتها والتزامها بقوانين حماية البيانات، في محاولة لاستعادة ثقة المستخدمين والجهات التنظيمية على حد سواء.
اختراقات وأعطال في التسجيل بعد انتشار ديب سيك
وقد أثار انتشار (DeepSeek) روبوت الذكاء الاصطناعي الجديد ضجة كبيرة هذا الأسبوع، حيث اجتذب ملايين المستخدمين الذين سارعوا إلى تحميل التطبيق والتفاعل معه. لكن وسط هذا الانتشار الواسع، برزت مخاطر أمنية متزايدة، إذ استغل مجرمو الإنترنت الإقبال الهائل عليه لتنفيذ عمليات احتيال إلكتروني.
لم يكن صعود وانتشار هذا التطبيق خالياً من العقبات، فقد أدى الضغط الكبير على خوادم التطبيق إلى تعطل عمليات التسجيل، ما تسبب في إحباط عدد من المستخدمين الجدد. واستغل قراصنة الإنترنت هذه الثغرات لإنشاء مواقع تسجيل دخول مزيفة تحاكي واجهة “ديب سيك”، بهدف سرقة بيانات المستخدمين، مثل البريد الإلكتروني وكلمات المرور، مما قد يؤدي إلى اختراق حساباتهم عبر منصات أخرى في حال استخدام نفس كلمة المرور.
عملات مشفرة مشبوهة مرتبطة بـ ديب سيك
لم تقتصر المخاطر على القرصنة الإلكترونية، بل امتدت إلى ظهور عملات مشفرة غير رسمية تدّعي ارتباطها بـ “ديب سيك”، رغم عدم وجود أي صلة رسمية بينها وبين المنصة. ونتيجة لذلك، أصبحت هذه العملات شديدة التقلب وقائمة على المضاربة، ما قد يعرض المستثمرين لخسائر كبيرة.
الذكاء الاصطناعي هدف جديد للمحتالين
تسلط هذه الحوادث الضوء على تحديات أمنية متزايدة تواجه أدوات الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، مثل “ديب سيك”، حيث تتيح طبيعتها الشفافة للباحثين والمطورين التعاون والابتكار، لكنها في الوقت ذاته توفر بيئة خصبة للاستغلال من قبل القراصنة.
ويحذر الباحث الأمني ليونيد بيزفرشنكو من “كاسبرسكي GReAT” من المخاطر الأمنية التي تنطوي عليها الأدوات مفتوحة المصدر، مشيراً إلى أن شركته رصدت أكثر من 12 ألف حزمة برمجية ضارة في المستودعات الإلكترونية خلال العام الماضي، وهو ما يعكس مدى استغلال المجرمين لهذه البرمجيات لنشر فيروسات خبيثة أو تطوير إصدارات مخترقة.
نصائح لحماية بياناتك من الاختراق
مع تزايد هذه التهديدات، يوصي خبراء الأمن الإلكتروني باتباع إجراءات وقائية لحماية البيانات من الاختراق:
التحقق من المواقع الرسمية: يجب التأكد من صحة روابط المواقع وعدم إدخال بيانات التسجيل في أي منصة غير موثوقة.
استخدام كلمات مرور قوية: يُنصح باستخدام مدير كلمات المرور لإنشاء كلمات مرور فريدة ومعقدة لكل حساب.
تفعيل المصادقة الثنائية: تشكل المصادقة الثنائية طبقة أمان إضافية تمنع الوصول غير المصرح به للحسابات.
حماية الأجهزة ببرامج أمنية: تثبيت برامج حماية موثوقة على الأجهزة الذكية وأجهزة الحاسوب للحد من مخاطر الاختراق.
اقرأ أيضًا:
الصين تتصدر سباق الذكاء الاصطناعي.. “ديب سيك” يتفوق على “شات جي بي تي” ويشعل المنافسة
