في عالم كرة القدم، غالبًا ما يرتبط الفوز بجائزة الكرة الذهبية، أعرق الجوائز الفردية، بالإنجازات الجماعية، خاصةً الفوز بدوري أبطال أوروبا، لكن التاريخ يشهد أن هناك لاعبين استطاعوا كسر هذه القاعدة، ورفعوا الكرة الذهبية دون أن يلمسوا لقب “الشانبيونليغ”، ما يعطي الأمل لمحمد صلاح نجم ليفربول في الفوز بالكرة الذهبية هذا العام رغم خروج ليفربول من دوري الأبطال.
لاعبين فازوا بـ الكرة الذهبية دون التويج بأبطال أوروبا أبرزهم ميسي
يظل ليونيل ميسي، الأسطورة الأرجنتينية، الأكثر تتويجًا بالكرة الذهبية برصيد 8 جوائز. ومن بين هذه الجوائز، فاز ميسي بـ5 منها دون أن يحقق لقب دوري أبطال أوروبا. ففي أعوام 2010 و2012 و2019، خرج ميسي من دوري الأبطال في مراحل متقدمة، لكن تألقه الفردي كان كافيًا ليفوز بالجائزة. كما أن أداءه المميز مع المنتخب الأرجنتيني، الذي توج بكوبا أميركا 2021 وكأس العالم 2022، كان عاملاً حاسمًا في فوزه بالكرة الذهبية عامي 2021 و2023.
رونالدو.. التألق رغم غياب الألقاب
لم يكن كريستيانو رونالدو بعيدًا عن هذه القائمة. ففي عام 2013، فاز البرتغالي بالكرة الذهبية دون أن يحقق أي لقب كبير مع ريال مدريد. ومع ذلك، كان أداؤه استثنائيًا، حيث سجل 69 هدفًا في 59 مباراة، مما جعله يستحق الجائزة بجدارة.
كانافارو.. عندما يطغى كأس العالم
في عام 2006، استفاد الإيطالي فابيو كانافارو من تألق منتخب بلاده في كأس العالم، حيث قاد “الأتزوري” للتتويج باللقب العالمي. وعلى الرغم من فوز برشلونة بدوري الأبطال ذلك العام، تفوق كانافارو على الجميع ليحصد الكرة الذهبية، متغلبًا على منافسة قوية من رونالدينيو، الذي كان في قمة تألقه.
رونالدينيو.. السحر البرازيلي يتفوق على الألقاب
في عام 2005، فاز ليفربول بدوري الأبطال، لكن الساحر البرازيلي رونالدينيو كان له رأي آخر. فبفضل تألقه مع برشلونة في الدوري الإسباني، تفوق على ستيفن جيرارد، قائد ليفربول، ليحصل على الكرة الذهبية، رغم خروج برشلونة من دوري الأبطال مبكرًا.
شيفتشينكو.. النجم الأوكراني الذي أذهل العالم
عام 2004 كان عامًا استثنائيًا للاعبين غير المتوقعين. فبعد مفاجأة بورتو في دوري الأبطال وفوز اليونان ببطولة أوروبا، تفوق الأوكراني أندريه شيفتشينكو على منافسين كبار مثل ديكو ورونالدينيو وتييري هنري، ليحصد الكرة الذهبية بفضل أدائه الرائع مع ميلان، حيث فاز بالدوري الإيطالي وكأس السوبر الأوروبي.
نيدفيد.. الجدل الذي لا ينتهي
عام 2003 شهد واحدة من أكثر الجوائز إثارة للجدل، عندما فاز التشيكي بافل نيدفيد بها رغم خسارة يوفنتوس في نهائي دوري الأبطال أمام ميلان. ورغم فوزه بالدوري الإيطالي، لا يزال مشجعو أرسنال يعتبرون أن تييري هنري كان أكثر استحقاقًا للجائزة.
رودري.. المفاجأة الأخيرة

في عام 2024، تفوق الإسباني رودري على فينيسيوس جونيور، الذي كان المرشح الأوفر حظًا بعد تألقه مع ريال مدريد في الفوز بدوري الأبطال. لكن أداء رودري المميز مع مانشستر سيتي، حيث فاز بالدوري الإنجليزي وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، بالإضافة إلى دوره المحوري في فوز إسبانيا ببطولة يورو 2024، جعله يفوز بالجائزة بفارق ضئيل.
خروج ليفربول من الأبطال يبدد آمال صلاح في الكرة الذهبية
خيّم الحزن على نادي ليفربول الإنجليزي بعد توديع دوري أبطال أوروبا على يد باريس سان جيرمان، لكن الخسارة كانت مضاعفة بالنسبة للنجم المصري محمد صلاح، الذي كان يعوّل على استمرار “الريدز” في البطولة لتعزيز فرصه في المنافسة على الكرة الذهبية.
ليفربول خرج من ثمن نهائي البطولة بعد خسارته إيابًا بهدف دون رد، وهي نفس نتيجة الذهاب التي انتهت لصالح الفريق الإنجليزي، ليحسم باريس سان جيرمان التأهل بضربات الترجيح بنتيجة 4-1.
ورغم أن صلاح يقدم موسمًا استثنائيًا مع ليفربول، حيث سجل 32 هدفًا وصنع 22 خلال 42 مباراة، فإن خروجه من دوري الأبطال أثّر سلبًا على حظوظه في سباق الكرة الذهبية، وفقًا لصحيفة “فيشاغيس” الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الإقصاء يمنح الفرنسي كيليان مبابي فرصة قوية للمنافسة، خاصة إذا تمكن من تحقيق الثلاثية مع ريال مدريد، إلى جانب تألق أسماء أخرى مثل رافينيا ولامين يامال.
كما أن بطولة كأس الأمم الأفريقية، التي كان يمكن أن تعزز فرص صلاح، لن تؤخذ في الاعتبار في نسخة الكرة الذهبية المقبلة، كونها ستُقام بين ديسمبر 2025 ويناير 2026.
ورغم أن فرص صلاح تراجعت، فإن الحسم النهائي سيعتمد على ما سيقدمه خلال ما تبقى من الموسم، ومدى تألق منافسيه في الأشهر المقبلة.
وتثبت الكرة الذهبية دائمًا أنها جائزة فردية بامتياز. فالتألق الشخصي، والأداء الاستثنائي، وحتى الإنجازات الدولية، يمكن أن تكون كافية لتخطي الإنجازات الجماعية، حتى لو كانت تتويجًا بدوري أبطال أوروبا. وهذه القائمة من اللاعبين تذكرنا بأن الكرة الذهبية ليست مجرد جائزة للألقاب، بل هي تكريم للعباقرة الذين يجعلون الجميع يتوقفون عن الكلام ويشاهدون السحر الذي يصنعونه على أرض الملعب.
اقرأ أيضًا: