فيتامينات ومكملات غذائية هما كلمتي السر في العناية الصحية وفقًا للعديد من الدراسات والخبراء، إلا أنه وفقًا إلى كاسيدي موريسون، كبير مراسلي الشؤون الصحية في موقع ديلي ميل البريطاني، هناك أنواع شائعة من المكملات الغذائية قد تسبب أزمات صحية صامتة.
مع أن تناول الفيتامينات أو المكملات الغذائية مفيد، إلا أن الإفراط في تناولها قد يكون سامًا.
6 مكملات غذائية تسبب أزمات صحية صامتة
يتناول حوالي ثلاثة أرباع الأمريكيين المكملات الغذائية والفيتامينات يوميًا لتحسين صحتهم العامة أو تصحيح اختلال التوازن. ولكن قد يكون الإفراط في تناول شيء مفيد أمرًا غير صحي.
في حين تروج الفيتامينات على أنها مفيدة، إلا أن الجسم غير مُصمم للتعامل مع الإفراط في تناولها. فلقد تطور البشر ليحتاجوا إلى كميات صغيرة فقط، موجودة بشكل طبيعي في مجموعة متنوعة من الأطعمة، لدعم وظائف الخلايا والأعضاء، ولا يستطيع الجسم التخلص من الفيتامينات الزائدة بسرعة، مما يسمح لبعضها بالتراكم إلى مستويات خطيرة.
قد تؤدي الجرعات الزائدة من المكملات الغذائية إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك تلف الكبد والكلى، وتصلب الأنسجة الرخوة، والنزيف، وتلف الأعصاب. ومع ذلك، نظرًا لأن ظهور علامات التسمم من بعض الفيتامينات قد يستغرق أسابيع أو حتى أشهرًا، فقد تُسبب ضررًا دون أن تُدرك ذلك.

يعتمد خطر الجرعة الزائدة على التوصية الأساسية. على سبيل المثال، الكمية الموصى بها من فيتامين أ للرجال البالغين هي 900 ميكروجرام. ومع ذلك، فإن تناول جرعة زائدة – حوالي ثلاثة إلى أربعة أضعاف الكمية الموصى بها – قد يؤدي إلى أعراض طفيفة كالصداع أو مضاعفات خطيرة كتلف الدماغ.
ومن أهم المكملات الغذائية الشائعة التي يسبب الإفراط منها أمراض صامتة هي:
الحديد
الجرعة اليومية الموصى بها للبالغين: 8 مليجرام للرجال؛ 18 مليجرام للنساء
يلعب الحديد دورًا رئيسيًا في إنتاج الهيموغلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي يحمل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، ولكن الإفراط في تناوله، حوالي 20 مليجرام أو أكثر، قد يكون سامًا.
قد تبدأ أعراض تسمم الحديد طفيفة، ويُعزى ذلك إلى مرض شائع مثل إنفلونزا المعدة، وتشمل الغثيان والقيء وآلام البطن. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي التسمم الحاد بالحديد إلى مضاعفات خطيرة مثل تلف الكبد وقصور القلب.
يزداد الضرر حدةً عند تناول الشخص جرعة زائدة على مدى فترة طويلة. تدريجيًا، يتراكم الحديد في الأعضاء، مما قد يُسبب أضرارًا قاتلة للدماغ والكبد.
يُحاكي تناول جرعة زائدة من مكملات الحديد لفترة طويلة اضطرابًا طبيعيًا في توازن الحديد، يُسمى فرط الحديد. ويحدث هذا بسبب فشل الجهاز التنظيمي في الجسم في الحفاظ على مستويات الحديد ضمن الحدود الصحية.
مع مرور الوقت، قد يزيد تناول الحديد الزائد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل، وسرطان القولون، ومشاكل الكبد، والسكري، وقصور القلب.
الكالسيوم
الجرعة اليومية الموصى بها للبالغين من سن 51 عامًا فما فوق: من 1000 إلى 1200 ملج
يُعد تناول كمية كافية من الكالسيوم أمرًا بالغ الأهمية لتقوية العظام والحفاظ على عمل العضلات الهيكلية بشكل صحيح. وغالبًا ما يُنصح بمكملات الكالسيوم لكبار السن المعرضين لخطر متزايد للإصابة بنقص الكالسيوم وهشاشة العظام.
تزيد هشاشة العظام من احتمالية الإصابة بالكسور الشديدة، خاصةً في الوركين والعمود الفقري والساعد. ومن المرجح أن تكون هذه الكسور مؤلمة وتتطلب جراحة لإصلاحها.
ومع ذلك، من المهم تحقيق التوازن الصحيح. تناول أكثر من 1200 ملج قد يؤدي إلى فرط كالسيوم الدم، حيث يدور الكالسيوم بكميات كبيرة في الدم.
يمكن أن يسبب مجموعة واسعة من الأعراض، بدءًا من الغثيان والإمساك اللذين يبدوان غير ضارين، إلى آثار أكثر إثارة للقلق مثل الجفاف، والارتباك، وفقدان التوازن، وآلام العضلات والعظام، وارتفاع ضغط الدم، وتلف الكلى، وحتى الغيبوبة.
فيتامين د
الجرعة اليومية الموصى بها للبالغين: 600 وحدة دولية
يُعرف فيتامين د عادةً بفيتامين الشمس، حيث يمكن الحصول عليه بعد حوالي 15 دقيقة من التعرض لأشعة الشمس. أما بالنسبة لمن يفضلون البقاء في الظل، فيوصي الأطباء بتناول 600 وحدة دولية.
تناول جرعات عالية جدًا – حوالي 4000 وحدة دولية – على مدى فترة طويلة قد يُسبب تسمم فيتامين د. إلا أن حالات التسمم بفيتامين د نادرة، حيث تُسجل حوالي 4500 حالة في الولايات المتحدة سنويًا.
لا يحدث التسمم بفيتامين د فجأة، وقد تُصاب به دون أن تُدرك ذلك، بل يحدث عندما يتناول الشخص جرعات كبيرة من المكملات الغذائية على مدى أشهر أو سنوات.
يمكن أن تؤدي الحالات الشديدة إلى الفشل الكلوي واضطراب نظم القلب، بالإضافة إلى مشية غير ثابتة، وارتباك، وإرهاق، وإمساك، وغثيان، وآلام في العظام، وضعف في العضلات.
فيتامين أ
الجرعة اليومية الموصى بها للبالغين: 900 ميكروجرام
يُعد فيتامين أ ضروريًا للرؤية والمناعة والنمو. ولكن تجاوز 3000 ميكروجرام RAE من فيتامين أ قد يُسبب، مع مرور الوقت، تلفًا كبيرًا في الأعضاء.
تؤدي سمية فيتامين أ إلى فرط فيتامين أ. ومن المعروف أن تناول جرعة كبيرة منه خلال فترة قصيرة يُسبب الغثيان، والدوار، وعدم وضوح الرؤية، وفقدان الشهية، والصداع.
يؤدي الإفراط المزمن في الاستخدام إلى خلل في وظائف الكبد وتضخمه حتى يتوقف عن العمل. كما قد تُسبب مستويات فيتامين أ العالية ضعف العظام، مما يزيد من خطر الإصابة بالكسور.
كما أن النساء الحوامل اللاتي يتناولن جرعة زائدة من فيتامين أ يُعرّضن أطفالهن لخطر العيوب الخلقية، مثل الحنك المشقوق أو الشفة الأرنبية، وعيوب القلب الخلقية، وتشوهات الدماغ، ومشاكل الغدة الدرقية.
يُنصح النساء الحوامل عمومًا بعدم تجاوز 770 ميكروجرام من RAE يوميًا، والتي يمكن الحصول عليها من زيت كبد سمك القد، وصفار البيض، والحليب كامل الدسم، والجبن، وكبد البقر.
المغنيسيوم
الجرعة اليومية الموصى بها للبالغين: ما بين 310 و410 ملج
المغنيسيوم ضروري للحفاظ على كثافة العظام، ووظائف العضلات، وصحة القلب. ويمكن لهذا المعدن القوي أيضًا تحسين جودة النوم وصحة القلب من خلال تنظيم إيقاع القلب. كما ثبت أنه يساعد في تقليل مستويات التوتر.
مع ذلك، يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول المغنيسيوم إلى الإسهال، وانخفاض ضغط الدم، وصعوبة التنفس، وعدم انتظام ضربات القلب، وتلف الكلى، والغيبوبة.
في الحالات الشديدة أو إذا كانت الكلى لا تعمل بشكل جيد، قد يلزم إجراء غسيل كلوي لإزالة المغنيسيوم الزائد من الجسم.
فرط مغنيسيوم الدم نادر الحدوث لأن الكلى تزيل المغنيسيوم الزائد. ولكن يمكن أن تحدث مضاعفات لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى ويتناولون أدوية تحتوي على المغنيسيوم مثل الملينات أو مضادات الحموضة.
الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى، أو أمراض القلب، أو مشاكل في الجهاز الهضمي أكثر عرضة للخطر، ويجب عليهم تجنب مكملات المغنيسيوم.
حمض الفوليك
الجرعة اليومية الموصى بها للبالغين: 400 ميكروجرام. الجرعة اليومية الموصى بها للحوامل: 600 ميكروجرام على الأقل
يشيع تناول حمض الفوليك من قبل النساء الحوامل أو اللواتي يحاولن الحمل، إذ يساعد على الوقاية من العيوب الخلقية في دماغ الجنين وعموده الفقري.
يلعب هذا المعدن دورًا أساسيًا في إنتاج خلايا الدم الحمراء في الرحم، ويدعم نمو الأنبوب العصبي للجنين إلى دماغه وحبله الشوكي.
يعمل حمض الفوليك أيضًا مع فيتامينات أخرى، مثل فيتامين ب12، للتحكم في المستويات العالية من حمض أميني يُسمى الهوموسيستين، والذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومشاكل صحية أخرى.
مع ذلك، فإن تناول كميات كبيرة من حمض الفوليك قد يُخفي نقص فيتامين ب12، مما قد يؤدي إلى تلف عصبي شديد.
عند تناوله بكميات كبيرة، يُمكن لحمض الفوليك أن يُصحّح انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء، ولكنه لا يُعالج تلف الأعصاب المُحتمل الذي لم يُشخّص.
كما يُمكن أن يُهيّج تناول حمض الفوليك بكميات كبيرة الجهاز الهضمي، مُسبّبًا الانتفاخ والغازات والغثيان.