يتجه الكثيرون إلى استخدام العلاجات والوصفات الطبيعية لتخفيف آلام العظام والمفاصل، التي أصبحت من أكثر الشكاوى شيوعًا لدى مختلف الفئات العمرية.
ومع تزايد ضغوط الحياة اليومية، وتغير أنماط التغذية، وقلة النشاط البدني، ظهرت الحاجة الملحّة إلى بدائل طبيعية آمنة تساهم في دعم صحة العظام وتخفيف أعراض الالتهاب والاحتكاك المزمن.

الكركم يخفف آلام العظام
يُعتبر الكركم من أشهر الأعشاب المستخدمة في الطب البديل لتسكين الألم وعلاج الالتهابات المزمنة، خاصة تلك المرتبطة بالمفاصل والعظام. ويحتوي الكركم على مادة الكركومين، وهي مركب طبيعي أثبتت العديد من الدراسات فعاليته في مكافحة الالتهاب، وتقليل التورم، وتحسين حركة المفاصل.
يُنصح باستخدام الكركم من خلال إضافته إلى الطعام أو مزجه مع الحليب الدافئ وتناوله مرة واحدة يوميًا.
ويمكن أيضًا تناول مكملات الكركومين المتوفرة في الصيدليات، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامها، خاصة لمن يعانون من أمراض الكبد أو يتناولون أدوية مضادة للتجلط.
الزنجبيل.. دفء داخلي لتسكين الآلام
الزنجبيل معروف بخصائصه الدافئة وقدرته على تحسين الدورة الدموية، مما يجعله خيارًا فعالًا في حالات آلام المفاصل وتيبّس العضلات. يعمل الزنجبيل كمضاد طبيعي للالتهاب، كما يحتوي على مركبات نشطة مثل الجينجيرول التي تُقلل من مستويات الألم والانتفاخ.
اقرأ أيضًا
هل تعاني من مرض مقاومة الإنسولين؟! إليك أعراضه وطرق العلاج
يمكن استخدام الزنجبيل كمشروب ساخن بإضافة شرائح الزنجبيل الطازج إلى الماء المغلي وتناوله مرتين يوميًا، أو يمكن استخدامه موضعيًا على شكل كمادات دافئة تُوضع على مناطق الألم لمدة 15 إلى 20 دقيقة.
زيت الكافور وزيت الزيتون.. مزيج مثالي للتدليك العلاجي
التدليك باستخدام الزيوت الطبيعية يُعتبر من أقدم الوسائل التي استخدمها الإنسان لتسكين الألم وتحسين تدفق الدم. يُستخدم زيت الكافور كمهدئ موضعي بفضل خصائصه المسكنة والمنشطة، بينما يحتوي زيت الزيتون على مضادات أكسدة وفيتامينات تساهم في ترطيب المفاصل وتغذية الأنسجة المحيطة بها.
يمكن تدفئة مزيج من زيت الكافور وزيت الزيتون وتدليك المفاصل المتألمة به لمدة عشر دقائق يوميًا، مما يساعد على تخفيف التصلب وتحسين مرونة الحركة.
التغذية الصحية
لا يمكن الحديث عن علاج آلام العظام دون الإشارة إلى أهمية التغذية السليمة في بناء وتقوية العظام، خاصة مع التقدم في العمر. يعتمد الجسم على مجموعة من المعادن والفيتامينات للحفاظ على صحة العظام، أبرزها الكالسيوم وفيتامين د والمغنيسيوم.
تتواجد هذه العناصر بكثرة في الحليب ومشتقاته، والخضروات الورقية مثل السبانخ والبروكلي، والأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، والمكسرات والحبوب الكاملة مثل الشوفان واللوز.
كما يُنصح بالتعرض اليومي لأشعة الشمس لفترات معتدلة لتعزيز إنتاج فيتامين د بشكل طبيعي.
شرب المياه والحركة المنتظمة
من العوامل المهمة التي لا يدركها الكثيرون أن ترطيب الجسم بالماء يلعب دورًا في تقليل احتكاك المفاصل ومنع الجفاف داخل أنسجة الغضاريف، مما يساهم في الحد من آلام العظام والتيبس.
يُوصى بشرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميًا، وزيادة الكمية خلال فترات النشاط البدني أو الطقس الحار.
بالإضافة إلى ذلك، يُعد الحفاظ على نمط حياة نشيط من العوامل الحاسمة في تخفيف آلام العظام والوقاية منها.
التمارين الخفيفة مثل المشي، تمارين الإطالة، واليوغا، تساعد على تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل وتحسين التوازن ومنع السقوط، خاصة لدى كبار السن.
الوصفات الطبيعية ليست بديلا للرعاية الطبية
رغم أن هذه الوصفات الطبيعية آمنة نسبيًا، إلا أنه لا ينبغي اعتبارها بديلًا نهائيًا للعلاج الطبي.
ويجب دائمًا استشارة الطبيب المختص قبل بدء أي علاج بديل، خصوصًا في حال وجود أمراض مزمنة، أو استخدام أدوية تؤثر على امتصاص المعادن، أو في حالات الألم الشديد والمستمر المصحوب بتورم أو صعوبة في الحركة.
كما ينبغي الانتباه إلى إمكانية حدوث تحسس جلدي من بعض الزيوت أو الأعشاب، لذلك يُفضل اختبارها على جزء صغير من الجلد قبل استخدامها بشكل كامل.