لا تخلو مائدة بمصر في عيد أو مناسبة عائلية من طبق الفتة المصرية، تلك الوجبة الشعبية الأصيلة التي تجتمع حولها العائلات وتُعيد للأذهان ذكريات الطفولة ورائحة المطبخ المصري القديم، فالفتة ليست مجرد طعام، بل جزء من التراث الثقافي والهوية الغذائية في مصر، وتحضر خاصة في المناسبات الدينية مثل عيد الأضحى، حيث ترتبط بلحم الأضحية، كما تظهر في الولائم والأفراح والمآتم، ما يجعلها “أكلة المناسبات” بامتياز.

طريقة عمل الفتة المصرية
رغم بساطة مكوناتها، إلا أن سر الفتة المصرية يكمن في التوازن بين مكوناتها الثلاثة: الخبز، الأرز، وصلصة الخل والثوم.
المكونات:
خبز بلدي محمص أو مقلي
أرز أبيض مفلفل
مرق لحم أو شوربة
لحمة مسلوقة أو مشوية حسب الرغبة
ثوم مفروم
خل أبيض
صلصة طماطم
سمن بلدي أو زيت
اقرأ أيضًا
التبولة اللبنانية.. وصفة غنية بالمذاق والفوائد الصحية
الطريقة:
تحمير الثوم: في طاسة صغيرة، يتم تحمير الثوم في قليل من السمن حتى يصفر لونه، ثم يُضاف الخل، ويُترك حتى يغلي.
تحضير الصلصة: تُضاف صلصة الطماطم إلى خليط الثوم والخل، وتُترك حتى تتسبك.
تحضير الخبز: يُقطع الخبز إلى قطع صغيرة ويُحمّص في الفرن أو يُقلى حتى يصبح مقرمشًا، ثم يُسقى بمرقة ساخنة.
التجميع: في طبق التقديم، يُوضع الخبز في الأسفل، ثم طبقة من الأرز، وتُوزّع الصلصة فوقهما، وأخيرًا تُرص قطع اللحمة على الوجه.
اللمسة الأخيرة: يمكن رش القليل من الصلصة أو الثوم بالسمن على الوجه لإضافة نكهة أقوى.
الفتة بين الحداثة والأصالة
ورغم دخول لمسات عصرية على الطبق التقليدي، مثل إضافة الزبادي أو اللحمة المشوية بدلًا من المسلوقة، تبقى الفتة المصرية رمزًا للأصالة والتقاليد، لا ينافسها طبق آخر في قدرتها على جمع العائلة حول طاولة واحدة.
لا تختلف الفتة المصرية كثيرًا في بنيتها الأساسية عن “الفتة الشامية” أو “الفتة السودانية”، لكن النكهة المصرية تُميزها باستخدام الثوم الغزير، والسمن البلدي، وخلطة الخل المميزة التي تمنحها مذاقًا لا يُنسى.
كما أن الفتة، من الناحية الاجتماعية، تمثل “طبق اللمة”، فقلّما تجد مصريًا يأكل الفتة بمفرده، لأنها ببساطة أكلة تُعد للعائلة وتُقدَّم في صينية كبيرة وسط الجميع، في مشهد لا يخلو من الأحاديث، والضحك، ومشاركة اللحظة.