سجّلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملموسًا خلال تداولات اليوم في الأسواق الآسيوية، حيث صعد بنسبة بلغت 1.5% ليصل إلى 3,336.41 دولار للأونصة، وذلك في أعقاب أكبر تراجع يومي شهده المعدن الأصفر منذ خمسة أشهر.
وجاء هذا الانتعاش بعد تصريحات أكثر هدوءًا للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، تراجَع فيها عن بعض مواقفه التصعيدية تجاه الصين والاحتياطي الفيدرالي، ما بعث إشارات إيجابية للأسواق المتقلبة.

خسائر أسعار الذهب بسبب موجة بيع مكثفة
وكان الذهب قد فقد نحو 2.7% من قيمته خلال الجلسة السابقة، إثر موجة بيع جماعية اجتاحت الأسواق العالمية، لا سيما في وول ستريت، بعد أن هدأت شهية المستثمرين تجاه الملاذات الآمنة. وكانت عقود الذهب الآجلة في بورصة شنغهاي من بين الأكثر تضررًا، حيث هبطت بنسبة بلغت 5.8%، مسجلة أكبر انخفاض يومي لها منذ عام 2013، مع تسجيل حجم تداول قياسي فاق 1.88 مليون عقد.
اقرأ أيضًا
أسعار النفط ترتفع بدعم من تراجع المخزونات وتخفيف لهجة ترامب
ترامب يلوّح بخفض الرسوم ويهدّئ المخاوف بشأن الفيدرالي
جاء التراجع المفاجئ في أسعار الذهب عقب تصريحات أدلى بها ترمب، أشار فيها إلى استعداده لتقليص الرسوم الجمركية المفروضة على البضائع الصينية بشكل كبير، في تحول لافت في نبرة الخطاب الأميركي بعد فترة من التصعيد. كما نفى ترمب نيته إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، وهو ما طمأن بعض المستثمرين بعد دعواته السابقة لخفض فوري في أسعار الفائدة.
وقد ساهمت هذه التصريحات في تنشيط الإقبال على الأصول ذات المخاطر، وأعادت بعض الثقة إلى الأسواق المالية، لكنها في المقابل أدت إلى تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن، وهو ما فُسّر بموجة البيع الحادة يوم الأربعاء.
تذبذب الثقة في السياسات الأمريكية
ورغم ارتفاع أسعار الذهب مجددًا، يشير محللون إلى أن هذه المكاسب قد لا تمثل بداية لاتجاه صعودي مستقر، حيث يبدو أن الأسواق ما تزال تعاني من الإرهاق جراء التقلبات السياسية والاقتصادية المفاجئة. إذ يرى كثير من المتداولين أن المواقف الأميركية تفتقر إلى الاستقرار، ما يدفعهم إلى التحوط من خلال العودة تدريجيًا إلى أصول آمنة، وعلى رأسها الذهب.
الذهب يتفوق على المعادن الأخرى
شهد المعدن الأصفر عامًا استثنائيًا، حيث ارتفعت أسعاره بأكثر من 25% منذ بداية العام، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية، وتصاعد السياسات الحمائية، ومخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي.
كما ساهمت التدفقات القوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب، إضافة إلى مشتريات البنوك المركزية حول العالم، في تعزيز الأسعار.
في المقابل، سجّلت الفضة ارتفاعًا طفيفًا خلال جلسة اليوم، في حين بقيت أسعار البلاتين والبلاديوم شبه مستقرة. أما مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري، فلم يشهد تغيرًا يُذكر، ما يعكس حالة الترقب التي تسود الأسواق انتظارًا لأي مؤشرات إضافية من صانعي السياسات.